الرضا والتسليم بقضاء الله وقدره سبحانه عز وجل ، وإيقان المسلم بان زمام الأمور كلها بين يدي الله تعالي.. فهما اضطربت الأمور وتقلبت الأحوال يكون مرجعها إلى مشيئة الله صاحب الأمر .
............... ( والله غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون ) ........... هذه العاطفة الأسلامية الصادقة طمأنينة النفس وهدوؤها - هي في الواقع مايبحث عنه الناس وفي كا بقاع الأرض .. خاصة الذين ضاعوا في زحمة الحياة المادية ، وغرقوا في ملذاتها الفانية .... ولو عرفنا قول الحق تبارك وتعالى ( قل لن يصيبنا إلا ماكتب الله لنا ) الآية.. حق المعرفة - إلى جانب معرفة قول المصطفي صلي الله عليه وسلم ( لا يؤمن احدكم حتي يؤمن بالقدر خيره وشره ، وحتي يعلم ان ماأصابه لم يكن ليخطئه ، وما اخطاه لم يكن ليصيبه ).. نكون قد عرفنا الطريق الصحيح وابتعدنا عن الشيطان ووسوته وتجنبا الكثير من المتاعب بل جميعها.
نعم يكون الأيمان بالقدر عندما تخرج الأمور عن نطاق الأختيار الحر .. اما التواكل والتكاسل عند ضعاف الإيمان - فذلك حمق وبعد عن حقائق القدر ووضع للأمور في غير موضعها الصحيح .. وماأجمل نوعية البشر - تلك التى لا يرفعها الفرح والسرور للقمة - ولا يهوى بها الحزن إلى الحضيض.
إن بذرة الخير هي الأصل في الإنسان .. والشر طاريء عليه ، فالصراع بين الخير والشر من سنن الله في الكون وهو باق ماشاء الله تعالى له .. حتى يرث الأرض ومن عليها.. وسيبقى الإنسان يرى في هذا الوجود أشكالا من المتناقضات والصراعات تعرض عليه صباح ومساء .. فربما.... نعم ربما .... تحول الذليل عزيزا - وربما انقلب عزيز اليوم ذليلا غدا .. وذلك الذى يتقلب في نعمة الصحة ربما سقط عليلا سقيما .. وهذا المريض المتألم ربما نراه غدا قويا سليما.
جروحنا أيها الأعزاء تداويها الأيام والليالي التي نتوجه بها إلى الخالق عز وجل ونكون فيها راضين قانعين صابرين - عندها ستخف جراحنا وتحل الابتسامات لتكون بديلة عن الآلم والحزن - اللهم أرضنا وأرض عنا واحفظنا من كل مكروه وجنبنا الشيطان وجنب الشيطان مارزقتنا وعافنا واعف عنا واشف مرضانا وأرحم موتانا -- أميييين.
الروابط المفضلة