انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 3 من 3

الموضوع: ادخل لتقرأ عن الكبر ما يخلع قلبك، ويرد عليك بإذن الله رشدك .

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2002
    الردود
    378
    الجنس
    امرأة

    ادخل لتقرأ عن الكبر ما يخلع قلبك، ويرد عليك بإذن الله رشدك .

    ألا و هو الكبر .
    الكبر هو : ( رؤية المرء نفسه فوق غيره في صفة من صفات الكمال ، مع التنقص و الازدراء ) .



    و لكل شيء مبدأ و أصل .
    و مبدأ الكبر و أصله العجب .
    و العجب هو : ( استعظام النعمة مع عدم القيام بمقتضى ملاحظة المنعِم ) .
    و التقييد بقولنا : ( مع عدم القيام بمقتضى ملاحظة المنعم ) ، لإخراج المستعظم للنعمة ، القائم بمقتضى ملاحظة المنعم ، إذ أنه لا يسمى معجَبا .
    لأن القيام بمقتضى ملاحظة المنعِم يعني إحساس المنعَم عليه بفقره و ضعفه الأصيلين ، و أنه محل إفاضة النعمة لا صانعها ، و ذلك يقتضي التذلل بين يدي الله القوي الغني بذاته .
    و يعني أيضا أن النعمة الحاصلة محض تفضل من المنعم الكريم ، لما قام به تعالى من صفات الرحمة و اللطف و الإحسان ، لا لشيء قائم بالعبد استوجب به ذلك ، مما يقتضي إدمان الحمد و الشكر بالقلب اعترافا بالنعمة ، و باللسان ثناء على المنعم جل و علا ، و بالجوارح صرفا لهذه النعمة في ما يحبه الله عز و جل ، جلبا لرضاه ، و استدرارا لمزيد نعمته ، و خوفا من غضبه المفضي إلى تحول عافيته ، و حلول نقمته .
    و لا شك أن من قام بمقتضيات ملاحظة المنعم التي بيناها لا يتصور أن يصدر منه الكبر المذموم .
    فإذا غفل العبد المنعم عليه عن القيام بمقتضى ملاحظة المنعِم عز و جل ، أسلمه الله لنفسه ، و خلا بينه و بين أعدا أعدائه ، و هو الشيطان ، فأوقعه في فخ من فخاخه ، و مصيدة من مصائده ، ألا و هو العجب .
    فعن الهيثم بن مالك الطائي قال : سمعت النعمان بن بشير على المنبر يقول : ( إن للشيطان مصالي و فخوخا ، و إن مصالي الشيطان و فخوخه البطر بأنعم الله ، و الفخر بعطاء الله ، و الكبرياء على عباد الله ، و اتباع الهوى في غير ذات الله ) .
    فإذا استحوذ عليه الشيطان ، و علق في شراك العجب ، فقد آذنه الله عز و جل بالهلاك على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم .
    فعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ثلاث مهلكات ، شح مطاع ، و هوى متبع ، و إعجاب المرء بنفسه ) .
    ومما يدل على عظم الهلكة الحالة على المعجب بنفسه، يكفي أن يعلم أنه أشد ضررا من كثير من الذنوب والمعاصي، على ما هي عليه من الضرر بدين العبد ودنياه، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: (لو لم تذنبوا لخفت عليكم ما هو أشد من ذلك: العجب). صحيح الجامع 658.
    و ضرب لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم مثلا تاريخيا للهلاك الذي أصاب عبدا وقع في شراك العجب ، فقال : ( بينما رجل يتبختر في بردته إذ أعجبته نفسه فخسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة ) .
    و ما كان لرسول الله صلى الله عليه و سلم أن يخبرنا بهذه الواقعة عبثا ، فهو منزه بنبوته عن ذلك ، و إنما أخبرنا تبليغا لعظم مقت الله عز و جل للمعجَب بنفسه ، إذ أن درجة العذاب دليل على درجة المقت و الغضب ، و تنبيها لمن أصيب بهذه الآفة الخبيثة إلى أنه يستحق على ذلك من العقاب مثلما أصاب الرجل الهالك ، فلا يغتر بإمساك الله عنه ، فإن ذلك استدراج ، و إمهال لا إهمال .
    أما كونه استدراجا فلقوله صلى الله عليه و سلم : ( إذا رأيت الله تعالى يعطي العبد من الدنيا ما يحب ، و هو مقيم على معاصيه فإنما ذلك منه استدراج ) .
    و أما كونه إمهالا ، فلقوله صلى الله عليه و سلم : ( إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته قال ثم قرأ ( وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد ) ) .
    فالحذر الحذر ، و التوبة التوبة قبل أن تندم يا عبد الله و لات ساعة مندم .
    فإن أرسى العجب في النفس قواعده ، و ملك على القلب بواعثه ، عشش عشه ، و باض بيضه ، و أفقس الكبر الخبيث المنذر بخراب الدنيا ، و عذاب الآخرة .
    و لكي تزداد من ذلك يقينا ، فانظر إلى حديث صريح في ذلك ، رواه أبو هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( من تعظم في نفسه ، أو اختال في مشيته ، لقي الله و هو عليه غضبان ) .
    تأمل في هذا الحديث تجد أن النبي صلى الله عليه و سلم تحدث عن العجب أولا ، ثم عن الكبر ثانيا ، لأن العجب للكبر كالنتيجة للمقدمة .
    نتحدث ، أيها الأحباب ، عن هذا المرض لخطورته ، و شدة انتشاره ، حتى قال في منهاج القاصدين : ( آفة الكبر عظيمة ، و فيه يهلك الخواص ، و قلما ينفك عنه العباد ، و الزهاد ، و العلماء ) .
    .

    عقاب الكبر

    و من الحكمة أن نقدم الكلام عن العقاب الذي أعده الله تعالى للمستكبرين ، لتنبيه النفوس إلى خطره و عظيم أمره ، فإن المريض إذا استيقن ما سيلحقه من ضرر مرضه سارع إلى الاستشفاء ، و صبر على مرارة الدواء .
    إن مما ينبغي أن يعلم أيها الإخوان ، أن الله تعالى قد أعد للمستكبرين عذابا أليما ، و عقابا عظيما ، و من جملة هذا العقاب :
    1 _ أن الله تعالى حرم الجنة على من كان يحمل في قلبه مثقال ذرة من كبر .
    قال صلى الله عليه و سلم: (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر)، والمستكبر لا مكان له في الجنة لأن الله تعالى إنما أعد الدار الآخرة للمتقين ، فقال في كتابه : ( تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يبغون في الأرض علوا و لا فسادا ، و العاقبة للمتقين ) ، و إذ هي لم تُعدَّ للمتكبرين فلا مكان لهم فيها .
    و من الأسباب التي تمنع المستكبر من دخول الجنة ، ما قاله ابن قدامة في مختصر منهاج القاصدين : ( و إنما صار _ أي الكبر _ حجابا دون الجنة لأنه يحول بين العبد و بين أخلاق المؤمنين ، لأن صاحبه لا يقدر على أن يحب للمؤمنين ما يحب لنفسه ، فلا يقدر على التواضع ، و لا على ترك الحقد و الحسد و الغضب ، و لا على كظم الغيظ و قبول النصح ، و لا يسلم من الازدراء بالناس و اغتيابهم ، فما من خلق ذميم إلا و هو مضطر إليه ) .
    و لأن الجنة جوار الرحمان ، و ليس يرضى إلا بجوار من اصطفاه و أحبه ، و المستكبر محل غضب الديان و مقته ، فأنى له أن يجاوره في دار كرامته التي أعدها لأحبائه و أصفيائه ؟ قال تعالى : ( إن الله لا يحب كل مختال فخور ) ، و قال جل شأنه : ( و إلهكم إله واحد ، فالذين لا يؤمنون بالآخرة قلوبهم منكرة و هم مستكبرون ، لا جرم أن الله يعلم ما يسرون و ما يعلنون ، إنه لا يحب المستكبرين ) .

    و لأن الجنة طيبة لا تقبل إلا طيبا ، و المستكبر خبيث ، بلغ به خبثه أن يكون شر الخلق بشهادة رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فعن حذيفة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( ألا أخبركم بشر عباد الله ؟ الفظ المستكبر ) .
    والشر و الخبث إنما مكانه في قعر سقر ، و ما أدراك ما سقر ، قال الله عز و جل في كتابه : ( ليميز الله الخبيث من الطيب ، و يجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعا فيجعله في جهنم ، أولئك هم الخاسرون ) ، و قال صلى الله عليه و سلم : ( ألا أخبركم بأهل النار ؟ كل عتل جواظ مستكبر ) .
    و عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ( احجت الجنة و النار ، فقالت النار : في الجبارون و المتكبرون . و قالت الجنة : في ضعفاء المسلمين و مساكينهم . فقضى الله بينهما : إنك الجنة رحمتي أرحم بك من أشاء ، و إنك النار عذابي أعذب بك من أشاء ، و لكليكُما علي ملؤها ) .
    ومن شدة غضب الله عز و جل على المستكبرين يوم تنشر السرائر، وينكشف المخفي في الضمائر، ويقف الخلق لفصل القضاء بين يدي الديان، وينصب لكل فرد ميزان، وينشر له من عمله ديوان، أن الله تعالى في هذا الموقف الرهيب، واليوم العصيب، لا ينظر إلى المستكبرين، فعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: (من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة) .
    فإن كان من نظر إليه الملك القهار نظرة عذاب خاب و خسر ، فكيف من أعرض عنه و لم ينظر إليه أصلا ؟ لا ريب أنه قد أوبق نفسه و أوردها موارد الخزي و العار ، و الهلكة و الدمار !
    بل إنهم لا يكونون منبوذين من الله تعالى فقط، بل من النبي صلى الله عليه وسلم، فعن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثم إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني مجلسا يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون قالوا يا رسول الله قد علمنا الثرثارون والمتشدقون فما المتفيهقون قال المتكبرون), والثرثار هو الكثير الكلام والمتشدق الذي يتطاول على الناس في الكلام ويبذو عليهم.
    و قد جعل الله عز و جل للمستكبرين طريقة خاصة للزج بهم في السعير ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( يخرج من النار عنق له أذنان تسمعان ، و عينان تبصران ، و لسان ينطق يقول : وكلت بثلاثة : بكل جبار عنيد ، و بكل من دعا مع الله إلها آخر ، و بالمصورين ) .
    2 _ و من جملة ما توعد الله عز و جل به المستكبر ، أنه يلقى ربه يوم القيامة و هو عليه غضبان ، يدل على ذلك ما سبق ذكره آنفا من قول رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( من تعظم في نفسه ، أو اختال في مشيته ، لقي الله و هو عليه غضبان ) .
    3 _ و من جملة العقاب الذي ترتجف لشدته الجبال ، و تنخلع لهوله القلوب ، ما أنبأنا به رسول الله صلى الله عليه و سلم بقوله : ( يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الرجال ، يغشاهم الذل من كل مكان ، يساقون إلى سجن في جهنم يقال له بولَس ، تعلوهم نار الأنيار ، يسقون من عصارة أهل النار ، طينةِ الخبال ) .
    فانظر رحمك الله ، هل ترى بعد هذا الوعيد الشديد حاجة في النفس إلى التكبر على الله و رسوله ، أو على المستضعفين من خلقه ؟
    4ـ ومن شر ما تهدد الله تعالى به المستكبرين، أنه سيصرفهم عن الانتفاع بآياته ، فقال جل شأنه : ( سأصرف عن آياتيَ الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق ) ، ألا فليعلم كل متكبر ، أنه مهما زاد إيغالا في تكبره ، إلا زاده الله تعالى صرفا عن آياته ، و ليس لمن صرف عن آيات الرحمن غير الاستئناس بآيات الشيطان ، و الولوج في مسالك الفسوق و العصيان ، فيطبع الله على قلبه ، مصداقا لقوله : ( كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار ) .
    فما ظنك يا عبد الله بمن خُتم على منافذ الهداية من فؤاده بختم لا سبيل إلى رفعه ؟
    هل له من سبيل سوى الانتظام في سلك من استوجبوا الهلاك و الخسران ، و عقاب المالك الديان ؟
    و قد تبين لك الأمر يا عبد الله فأقدم أو أحجم : ( و ما ربك بظلام للعبيد )!
    و السبب في كل ما توعد الله عز و جل به المستكبرين من العذاب ، أن الكبرياء صفة خاصة من صفات الجبار جل و علا ، لا يجوز لأي كان أن يدعي الشركة فيها ، لا ملكا مقربا ، و لا نبيا مرسلا والمتكبرون إنما ينازعون رب السماوات و الأرض و إلههما رداءه ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فيما يرويه عن ربه عز و جل : ( العز إزاري ، و الكبرياء ردائي ، فمن نازعني في شيء مهما عذبته )، وقال أيضا: (ثلاثة لا تسأل عنهم : رجل نازع الله عز وجل رداءه ، فإن رداءه الكبرياء و إزاره العزة ، و رجل شك في أمر الله ، و القنوط من رحمة الله)، الصحيحة 542.
    فمن كبريائه تعالى أنه سمى نفسه إلها ، أي معبودا ، و وصفها بما يليق بها من صفات العظمة و العز و الكبرياء ، و سمى مخلوقاته عبادا ، سواء الكافر في ذلك و المؤمن ، و لم يرضى منهم إلا بتمحيض العبادة ، و تخليصها من أدنى شوائب الشرك ، حتى أنه تعالت عظمته ، و جد ملكه ، و تبارك اسمه ، أحبط سعي العبد و لو جاءه بقراب الأرض عملا إن هو شابه بشرك هو أخفى من دبيب النمل ، و حكم عليه بالخسران و الهوان ، فقال جل شأنه : ( و لقد أوحينا إليك و إلى الذين من قبلك ليحبطن عملك ، و لتكونن من الخاسرين ) .
    و من كبريائه تعالى أنه حرم على عباده أن يتسموا باسم الملك ، أو بملك الأملاك ، لما فيه من منازعة الجبار جل و علا كبرياءه ، فقد روى مسلم و غيره عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( أغيظ رجل على الله يوم القيامة وأخبثه وأغيظه عليه رجل كان يسمى ملك الأملاك لا ملك إلا لله ) .
    ألا فليعلم المستكبرون أنهم ينازعون الله تعالى في أخص خصائص صفاته ، و من كان ذلك شأنه ، أوشك الجبار أن يذله و يقصمه و يهلكه ، و يكشف سوأته ، و يفضح عجزه ، و ينشر ضعفه .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Aug 2001
    الموقع
    الرياض
    الردود
    1,115
    الجنس
    رجل
    بُورِكَ فيك

    وأحسن الله إليك

    قد أفدت وأجدت

    وللكبر أسباب ودوافع

    وله مظاهـر

    حبذا لو تطرقت لها

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2002
    الموقع
    ღ♥ღ .. وَإِنَّ الآخِرَةَ هِيَ دَارُ القَرَار ღ♥ღ
    الردود
    34,635
    الجنس
    امرأة
    التدوينات
    10
    الله يجزاك الجنة يارب
    اللهم اعوذ بك من قلب لايخشع ومن عين لاتدمع ومن دعوة لايستجاب لها....
    الرجاء الرد من الأخوات فقط

    قريباً .... تجربتي مع الـ ديرم إميلان Dermamelan Mask بـ..الصور

مواضيع مشابهه

  1. لا لعبارة أنا عانس .. بعد اليوم .. ادخلي .. وقوي قلبك .. وفضفضي أنا معك بإذن الله
    بواسطة نقآء الياسمين ~ في مواضيع النافذة الاجتماعية المتميزة
    الردود: 48
    اخر موضوع: 13-03-2008, 04:15 PM
  2. الردود: 48
    اخر موضوع: 13-03-2008, 04:15 PM
  3. الردود: 15
    اخر موضوع: 09-01-2008, 10:25 PM
  4. ادخل وشوف نعم الله عليك واحمده في كل حين
    بواسطة تحية من قلب محب في روضة السعداء
    الردود: 2
    اخر موضوع: 29-12-2007, 08:12 PM
  5. الردود: 8
    اخر موضوع: 13-07-2006, 10:36 PM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ