[COLOR="SeaGreen"]
حكم إدخال قناة المجد

سؤال:
هل يجوز شراء جهاز الدش في بيتي لرؤية قناة المجد ؟ بغرض طلب العلم ؟علما بأنهم في هذه القناة علماء أجلاء يقومون بشرح بعض كتب العلم ؟ أرجو الإفادة وجزاكم الله خيرا ؟.

الجواب:

الحمد لله

قناة المجد مشروع إسلامي ضخم الأهداف وهو خطوة كبيرة ومهمة على طريق الإعلام الإسلامي ، والذي ظهر لي إلى الآن من تتبع هذه القناة أن إدخالها إلى البيوت هو اجتهاد مقبول ، لا يُنْكَر على من فعله .

وأن فيها من الفوائد والإيجابيات أكبر بكثير من الأخطاء والملاحظات .

مع ملاحظة أن تكون وسيلة مشاهدة هذه القناة خالية من مشاهدة أي قنوات أخرى فيها محرمات .

ولعل ذلك يتحقق بتركيب الطبق الخاص بهذه القناة ، وأهمية التواصل مع هذه القناة في المناصحة لإزالة الأخطاء والارتقاء بالمستوى .



الشيخ محمد صالح المنجد .








حكم إدخال القتوات الفضائية

سؤال:
حصل خلاف بيني وبين زوجتي على إدخال الدش إلى البيت ، لأنها تريد أن ترى القنوات ، وأنا أخشى أن يكون هذا هذا محرما ، فما رأيكم ؟.

الجواب:

الحمد لله

الذي يسمع أو يقرأ أو يرى ! ما يعرض في تلك القنوات لا يتردد في تحريم إدخال هذا الجهاز إلى البيت ، لما يشتمل عليه من مخاطر عظيمة على الدين والخلق ، لا سيما مع وجود أولاد في البيت ، وقلة الوازع الديني ، وتقوى الله .

ويمكن الاستعاضة عن ذلك بإدخال القنوات الإسلامية ، كالمجد ، أما القنوات الخليعة ، فأمرها واضح لا خفاء فيه .

وقد حذر الشيخ ابن عثيمن رحمه الله من إدخال هذا الجهاز إلى البيت في إحدى خطبه فقال :

"وقد تحدثنا عن الدش قبل جمعتين وبينا خطره على الإنسان في حياته وبعد موته ، واستغرب كثير من الناس كيف يكون الوعيد بهذه الشدة ، ولكن نحن هنا نسأل أسئلة يعرف بها الحكم من الإجابة عليها ، فنسأل عن قول النبي صلي الله عليه وسلم : (ما من عبد يسترعيه الله على رعية فيموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة ) أهذا الحديث صحيح ؟ نعم ، هو صحيح ، ثبت في صحيحي البخاري ومسلم وغيرهما .

ثانياً : هل الإنسان راع على أهله أو لا ؟ الجواب : نعم ، إنه راع على أهله ، لتنصيب النبي صلى الله عليه وسلم له حيث قال : ( الرجل راع في أهله ومسئول عن رعيته) وكما يفيد ذلك قوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة ) .

السؤال الثالث : هل من يضع عند أهله دشاً وهو يرى ما فيه من المنكرات العظيمة المخالفة للأخلاق القويمة ، هل هو غاش لهم أو ناصح لهم ؟

إني أعتقد أن جوابنا جميعا هو أنه غاش لهم بلا شك ، لأن هذا ينافي قول الله عز وجل : ( يا أيها الذين آمنوا قو أنفسكم وأهليكم نارا ) لأن مثل هذه الأمور التي تشاهد مما نسمع عنها سبب لانحلال الأخلاق ، وإذا انحلت الأخلاق انحل الدين والعقيدة ، لأن الأمم الأخلاق ما بقيت ، وإذا كان كذلك فإنه إذا مات وفي بيته هذا الدش صار غاشاً لرعيته الذين استرعاهم الله عليه بكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذن فلا مخرج إلا بأن يزيل الإنسان هذا الدش من بيته إزالة كاملة ، وقد بينا في الخطبة السابقة أنه لا يحل له بيعه ، لأنه إذا باعه فسوف يُستعمل في معصية الله ، فيكون ذلك من باب الإعانة على معصية الله ، وحينئذ ليس شيء أبرأ للذمة ولا أحسن للعبد من أن يكسره ، ويخلف الله عليه ، ألم تروا أن نبي الله تعالى سليمان عليه الصلاة والسلام (عرضت عليه بالعشي الصافنات الجياد) أي الخيل الجياد فلهى بها عن ذكر الله عز وجل حتى غابت الشمس ، ثم دعا بها ، فجعل يضرب أعناقها وسوقها ، وذلك لأنها ألهته عن ذكر الله ، فأتلفها خوفا من أن تلهيه مرة أخرى ، ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم أهدي إليه خميصة - يعني كساء جيدا - فلبسه ، وفي أثناء صلاته نظر إليه نظرة واحدة ، فلما سلم قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( اذهبوا بخميصتي هذه إلى أبي جهم ، وآتوني بأنبجانيته) لأنه هو الذي أهدى الخميصة ، فلم يُرِد النبي صلى الله عليه وسلم أن يكسر قلبه ، وقال عليه الصلاة والسلام معللا ذلك : ( إنها ألهتني آنفا عن صلاتي ) فدل هذا على أن الإنسان إذا رأى شيئا من ماله يلهيه عن ذكر الله ، أو يوقعه في معصية الله ، فلا أسلم له من أن يبعده عنه ، بأن يبعده عن ملكه إبعادا تاما .

أعود مرة أخرى فأقول : إن بعض الناس فهم من كلامي السابق حول الدشوش أن من مات وفي بيته دش فإنه يكون من أصحاب النار ، ولكن هذا فهم خاطئ لأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما قال: (حرم الله عليه الجنة ) وهذا من نصوص الوعيد التي تحمل على ما جاء في الكتاب والسنة من أن الإنسان إذا عمل معصية ، فإن كان في قلبه إيمان فإنه لا يخلد في النار ، لقول الله تعالى : (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) ولقد أعجبني بعض الناس الذين سمعوا خطبتنا السابقة أنه وفقه الله وجزاه خيرا قام بتكسير الدش الذي عنده حتى أتلفه نهائيا ، وهذا سوف يجد لذة ذلك في قلبه ، لأنه من كمال الإيمان ، ولما جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وفي يدها سواران غليظان من ذهب قال: ( أتؤدين زكاة هذا ؟ قالت : لا . قال: أيسرك أن يسورك الله بهما سوارين من نار ؟ فخلعتهما وألقتهما إلى النبي صلي الله عليه وسلم ، وقالت : هما لله ورسوله ) ولما رأى النبي صلي الله عليه وسلم رجلا وفي يده خاتما من ذهب قال: ( يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيضعها في يده أو قال في إصبعه ، ثم أخذ النبي صلي الله عليه وسلم الخاتم فطرحه فرمى به) ثم قيل للرجل بعد أن انصرف النبي صلي الله عليه وسلم : خذ خاتمك انتفع به . قال : والله لا آخذ خاتما طرحه النبي صلى الله عليه وسلم ، فتأملوا أيها الإخوة حال الصحابة رضي الله عنهم وكيف مسارعتهم إلى التخلي عما نهى الله عنه ورسوله ؟ ولهذا كانوا أكمل الأمة إيمانا ، وكانوا خير القرون ، كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : ( خير الناس قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ) وإنني أكرر، أكرر وأقول إنه يُخشى على الإنسان الذي يجلب هذه الآلة التي تهدم الأخلاق وتوجب ما لا ينبغي أن يكون من المسلم ، أقول : إنه من كمال عقله أن يكسرها حتى يسلم بيته من هذه الأمور المحرمة ، وحتى يموت إن شاء الله وهو ناصح لأهله ، وفقني الله وإياكم لأداء الأمانة ، اللهم وفقنا لأداء الأمانة ، والقيام بما تحب وترضى يا رب العالمين ، اللهم أصلحنا وأصلح لنا ، وأصلح بنا يا رب العالمين " انتهى من موقع الشيخ :

http://www.ibnothaimeen.com/all/khot...icle_139.shtml

وهذا الكلام كافٍ إن شاء الله تعالى ، لبيان حكم هذا الجهاز وخطورته .

نسأل الله أن يقي المسلمين الفتن ، ما ظهر منها وما بطن .

والله أعلم








مشكلة بين زوجين بسبب إدخال "الدش"

سؤال:
أدخلت الدش على أهل بيتي وأنا الآن نادم وأريد إخراجه ، إلا أن زوجتي ترفض هذا الشيء بشدة وتقول : إنها تشاهد البرامج الثقافية وأزياء المرأة والبرامج الأسرية ، ولكني فرضت كلمتي وأصررت على إخراج الدش ، وناقشتني وقالت لي : ليس هكذا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الرفق ما أتى في شيء إلا زانه ، وما رفع عن شيء إلا شانه ) أفتوني كيف أقنع زوجتي ؟.

الجواب:

الحمد لله

أولاً :

لا شك أن إدخال –الدش- إلى البيت ؛ من أكبر الأخطاء التي يرتكبها الناس على أنفسهم وأهليهم , قال تعالى : ( يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ...) التحريم/6 .

ومن سمع أو قرأ أو رأى ! ما يعرض في الفضائيات من منكر وفواحش لا يتردد في تحريم إدخال هذا الجهاز إلى البيت ، والقول بأننا نرى فيه البرامج المفيدة أو المباحة ، كلمة كثيراً ما يقولها الناس إلا أن الواقع أنها مجرد كلمة ، لأن معظم برامج تلك الفضائيات محرمة ، والمفيد فيها أو المباح قليل جداً ، ثم مع قلته لا يخلو من محرم كموسيقى أو صور عارية ...أو غير ذلك . ومراقبة تلك البرامج ليست بالأمر السهل ، لا سيما إذا وجد أولاد في البيت ، لأن الغالب أن الأب والأم لن يكونا معهم دائما في كل وقت ، فلماذا المخاطرة بالدين والأخلاق إذاً ؟!

وانظر جواب السؤال رقم (42458) ففيه كلام للشيخ ابن عثيمين رحمه الله في التحذير الشديد من إدخال هذا الجهاز .

ثانياً :

أخي الكريم! كل خلاف بين الزوجين يمكن حله ـ بإذن الله ـ؛ عن طريق التفاهم الودي, والمناقشة الهادفة الهادئة ؛ التي تحقق مصلحة الأسرة , والمحافظة عليها, وصيانتها, وتحصين وتربية الأولاد .

فعليك إقناع زوجتك بالآتي :

1- بيان مفاسد هذا الأمر, وتوعيتها بخطورته, وبيان أثره السيئ على الأسرة جميعا, وعلى الأولاد خاصة. وقد حكى لنا الثقات كثيراً من البلايا , والخزايا , والمصائب التي حصلت بسبب تلك القنوات الفضائية ، وأظنك تعرف عن هذا الكثير .

2- شراء بعض الأشرطة السمعية , والمرئية ( الفيديو) , التي تتحدث عن مساوئ هذه القنوات . مع ملئ الفراغ لدى الزوجة بشراء بعض الأشرطة الأخرى ؛ التي تتحدث عن زيادة الإيمان , والطاعة , والترغيب في الجنة , والترهيب من النار .

3- اقتطاع جزء من وقتك وتخصيصه لأهلك ؛ بقراءة بعض الكتب , والاستفادة منها في تفوية الإيمان .

4- ربط أسرتك بمراكز تحفيظ القرآن الكريم النسائية – وما أكثرها في بلادنا- ففيها الخير الكثير.

وأخيراً ... يمكن استبدال ذلك بالقنوات الإسلامية ؛ التي تعنى ببث البرامج الاجتماعية والإسلامية , وتسعى لربط الأسرة , والمجتمع بدينها , ولا تغفل عن الأخبار وغيرها من البرامج النافعة ، كقناة المجد وغيرها . ولا شك أن العمل على تحقيق ذلك لا بد أن يرافقه الرفق واللين في بدايته , لقوله صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ الرِّفْقَ لا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلا زَانَهُ ، وَلا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلا شَانَهُ ) رواه مسلم (2594) .

لكن عندما لا ينفع ذلك, لا بد من اللجوء لأساليب أخرى – وحسب القدرة التي تتناسب وإزالة المنكر- وحيث إن هذا المنكر في بيتك , وأنك صاحب القوامة وربان السفينة ؛ فلا مانع من إزالته بعد ذلك, بالأسلوب الذي تراه مناسباً , شريطة أن لا يؤدي إلى منكر أكبر, أو مفسدة أعظم, فأنت أدرى بهذا الأمر من غيرك, لمعرفة ظروفك مع أهلك . وقديماً قيل : ( أهل مكة أدرى بشعابها) .

سائلين المولى أن يعينك وأن يهدي زوجتك ويثبتها على الحق والصواب .

والله أعلم .









حكم مشاهدة التلفيزيون والفيديو والدش

سؤال:
ما حكم مشاهدة التليفزيون؟ وأفلام الفيديو الخليعة ؟ وتركيب الدش في البيوت ؟.

الجواب:

مشاهدة التلفاز خطيرة جداً ، وأنا أوصي بعدم مشاهدته وعدم الجلوس عنده مهما أمكن ، لكن إذا كان المشاهد له عنده قوة يستفيد من الخير ، ولا يجره ذلك إلى الشر فلا مانع إذا كان عنده قوة يعرفها من نفسه ، فيسمع الشيء الطيب ويستفيد منه ويبتعد عن الشيء الخبيث من الأغاني والتماثيل الخبيثة وما يضر المستمع فلا بأس ، ولكن في الغالب أنه يجر بعضه إلى بعض ، فلهذا أوصي بعدم إدخاله إلى البيوت ، وعدم مشاهدته ، لأنه يجر بعض إلى بعض ، ولأن النفس ميالة لمشاهدة الأشياء الغريبة بين يديها فليس مثل الاستماع ، الاستماع أقل خطراً فالمشاهد مع الاستماع تكون النفس إله أميل والتعلق به أكثر .

وأشر من هذا وأخبت الفيديو إذا سجلت فيه الأفلام الخليعة التي تداولها الناس نعوذ بالله ، وهذه الأفلام الخليعة في الفيديو شرها عظيم ويجب الحذر منها ويجب على العاقل إذا وجد شيئاً من ذلك أن يمزق الفيلم أو أن يسجل عليه شيئاً يزيل هذا الخبيث الذي فيه إذا كان يمكن ذلك فيسجل عليه شيئاً نافعاً يزيل ما فيه من الخبث ، ويستفيد من أشرطته التي يسجل عليها شيئاً نافعاً.

وأشر من ذلك الدش فالواجب الحذر منه وعدم إدخاله البيوت عافى الله المسلمين من شر الجميع .



كتاب مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله . م/9 ص/384.








زيارة الأقارب الذين يوجد في بيوتهم أطباق فضائية

سؤال:
السؤال :
شخص اعتاد زيارة أقاربه ، وهؤلاء الأقارب عندهم بعض المنكرات في بيتهم مثل ما يسمى بالدش ، علماً بأنهم يعرفون أن حكم هذا حرام ، فهل يقطع زيارتهم أو أنه يزورهم ؟

الجواب:
الجواب:
الحمد لله
إذا كان له أقارب فإن صلة الأقارب واجبة ، حتى وإن كانوا على حال لا ترضى ، لأن الله تعالى قال : ( ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن وفصاله في عامين أن أشكر لي ولوالديك إلي المصير ، وإن جاهداك على أن تُشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً) ولم يقل : اقتلهما ، بل قال : ( وصاحبهما في الدنيا معروفاً ) .
وكذلك صلة الرحم واجبة حتى مع كون القريب على حال لا ترضى ، فيجب عليك أن تصل أقاربك وإن كان عندهم الدش الذي استغله أكثر الناس في المحرم وأضاعوا به أوقاتهم وأموالهم وفسدت به أخلاق كثير من الناس وأفكارهم .
فإن كانوا يشغّلونه على محرم وأنت حاضر ، فإنك لا تذهب إليهم حتى لا تشاركهم في المعصية ، ومع هذا نشير على الإنسان أن يؤدي حق القريب بالمناصحة ، يعني يذهب إليهم ويناصحهم ويبين لهم أن هذا حرام ، أي مشاهدة الأشياء المحرمة حرام ، حتى يؤدي ما أوجب الله عليه من نصيحتهم والإحسان إليهم .
لقاء الباب المفتوح لابن عثيمين /148
وعلى المسلم أن ينتبه لأولاده عند الذهاب إلى مثل هؤلاء الأقارب في أن لا يجلسوا عندما يُعرض من المحرمات وبإمكان المرء المسلم صاحب الإخلاص إذا تحلّى باللباقة أن يصرف أصحاب البيت وغيرهم إلى حديث شيّق أو نشاط مفيد عن مشاهدة هذه المحرّمات وأن يسعى في توفير وعرض وسائل الترفيه والتسلية المباحة ( كممارسة بعض الرياضات والألعاب الحسنة وأنشطة الحاسب الآلي المفيدة وغيرها ) ليجد الآخرون عوضا عن مشاهدة الحرام أو بعضه على الأقلّ ، نسأل الله أن يُصلح أحوال الجميع وهو الهادي إلى سواء السبيل .

الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد








مفتون بالقنوات ومواقع الإنترنت الإباحية

سؤال:
أنا شاب مفتون مع الأسف بالدشوش ومواقع الانترنت لدرجة أصبحت مقصر جدا في أمور ديني ، أرجو منكم المساعدة والدعاء لي بالهداية .

الجواب:
الحمد لله
نسأل الله تعالى أن يهديك ، وأن يصرف عنك السوء والفحشاء ، وأن يجعلك من عباده المخلَصين.

وخير ما نوصيك به هو تقوى الله تعالى ، والحذر من نقمته وغضبه، وأليم عقابه ، فإن الله تعالى يمهل ولا يهمل ، وما يؤمنك أن يطلع الله عليك وأنت على معصيته فيقول : وعزتي وجلالي لا غفرت لك.

وانظر إلى هذه الجوارح التي تسعى بها إلى المعصية ، ألا ترى الله قادرا على أن يسلبك نعمتها ، وأن يذيقك ألم فقدها ؟

ثم انظر إلى ستر الله تعالى لك ، وحلمه عليك ، وأنت تعلم غيرته على عباده ، فما يؤمّنك أن يغضب عليك ، فينشكف أمرك ، ويطلع الناس على سرك ، وتبوء بفضيحة الدنيا قبل الآخرة .

وهل ستجني من النظر المحرم إلا الحسرة ، والشقاء ، وظلمة القلب ؟

وهب أنك شعرت بمتعة أو لذة ، يوما أو يومين ، أو شهرا أو سنة .. فماذا بعد ؟

موت .. ثم قبر .. ثم حساب ، فعقاب ... ذهبت اللذات وبقيت الحسرات .

وإذا كنت تستحيي من أن يراك أخوك على هذه المعصية ، فكيف تجعل الله تعالى أهون الناظرين إليك ؟!

أما علمت أن الله يراك ، وأن ملائكته تحصي عليك ، وأن جوارحك غدا ستنطق بما كان ؟

واعتبر بما أصبح عليه حالك بعد المعصية : هم في القلب ، وضيق في الصدر ، ووحشة بينك وبين الله .

ذهب الخشوع .. ومات قيام الليل .. وهجرك الصوم ... فقل لي بربك ما قيمة هذه الحياة ؟

كل نظرة تنظرها إلى هذه النوافذ الشيطانية ، تنكت في قلبك نكتة سوداء ، حتى يجتمع السواد فوق السواد ، ثم الران الذي يعلو القلب ، فيحرمك من لذة الطاعة ، ويفقدك حلاوة الإيمان .

قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن العبد إذا أخطأ خطيئة نكتت في قلبه نكتة سوداء، فإذا هو نزع واستغفر وتاب صقل قلبه ، وإن عاد زيد فيها حتى تعلو قلبه، وهو الران الذي ذكر الله ( كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ) " رواه الترمذي (3257) وابن ماجة (4234) وحسنه الألباني في صحيح ابن ماجه 3422.

صقل : أي نُقي وطُهر .

فكن ممن نزع واستغفر وتاب ، وأكثر من التضرع لله تعالى أن يُطهر قلبك وأن يُحصن فرجك ، وأن يُعيذك من نزغات الشيطان.

واجتنب كل وسيلة تدعوك أو تذكرك بالحرام ، إن كنت صادقا راغبا في التوبة .

فبادر بإخراج هذا الدش من بيتك ، واقطع صلتك بمواقع السوء في الانترنت ، واعلم أن خير وسيلة تعينك على ترك ما اعتدته من الحرام ، أن تقف عند الخاطرة والهم والتفكير ، فادفع كل خاطرة تدعوك للمشاهدة ، قبل أن تصبح رغبة وهمّا وقصدا ثم فعلا.

قال الغزالي رحمه الله : ( الخطوة الأولى في الباطل إن لم تدفع أورثت الرغبة ، والرغبة تورث الهم ، والهم يورث القصد ، والقصد يورث الفعل ، والفعل يورث البوار والمقت ، فينبغي حسم مادة الشر من منبعه الأول وهو الخاطر ، فإن جميع ما وراءه يتبعه ) إحياء علوم الدين 6/17

وهذا مأخوذ من قوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر) النور/21

وإن أمكنك الاستغناء التام عن الانترنت فافعل ، إلى أن تشعر بثبات قلبك ، وقوة إيمانك .

واحرص على الرفقة الصالحة ، واحرص على أداء الصلوات في أوقاتها ، وأكثر من نوافل العبادة ، وتجنب الخلوة والتفكير في الحرام ما أمكن .

والخلاصة في العلاج فتح منافذ الخير ، وسد منافذ الشر .

نسأل الله أن يوفقنا وإياك للتوبة الخالصة النصوح.

والله أعلم.



الشيخ محمد صالح المنجد









حكم العمل في شركة تبث قنوات فضائية

سؤال:
أبعث إليكم هذه الرسالة بعد أن ضاق صدري من هذه الأزمة ، وهى : مكان العمل الذي أعمل فيه ، وهى : قناة فضائية من قنواتها قناة : اقرأ الدينية التي تعرض برامج دينية ، ولكن توجد قنوات مثل الموسيقى والأفلام العربية ، ماذا أفعل وأنا شاب بفضل الله سبحانه وتعالى ملتزم وملتحي أنفّذ سنة النّبي صلى الله علية وسلم ، وطبيعة عملي هو سنترال الشركة ، أقوم بالرد على التليفونات ثم أحولها إلى الموظف ، والعكس ، ومع ذلك أقوم بالبحث عن عمل آخر ، ولكني لم أجد ، وفي قلبي قلق من هذه الوظيفة وكلما أسمع حديث النبي صلى الله علية وسلم لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع من ضمنها : المال . أقلق من شأن ذلك فأرجو منكم النّصيحة.

الجواب:

الحمد لله

نسأل الله تعالى أن يوفقك لما فيه خير دينك ودنياه ، ونسأل تعالى أن يرزقك رزقاً طيباً وأن يبارك لك فيه .

وعملك في هذه الشركة لا يجوز ، وهو كسب محرَّم ، فهي تدير قنوات الفجور والانحراف والضلال .

وقد نهى الله تعالى عن مباشرة الإثم ومخالطة الحرام ، ونهي أيضاً عن الإعانة عليه .

قال الله تعالى : ) قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ ) الأعراف/33 ، وقال : ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) المائدة/2 .

والمتأمل في أحوال هذه القنوات الهابطة ليعجب من جرأة هؤلاء على نشر الفاحشة ومحاربة الشرع والأخلاق الفاضلة ، وكل انحراف تسببه هذه القنوات أو فتنة لدين أحد أو تضليل : فإن للقائمين عليها والعاملين بها نصيب من إثم ذلك

قال الله تعالى : ( لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ ) النحل/25 .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " ... ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً " . رواه مسلم ( 2674 ) .

فالنصيحة لك هو ترك هذا العمل ، والبحث عن عمل آخر حلال طيب ، ولتصبر على ما ستلاقيه من تعب ونصَب ؛ فسلعة الله غالية ، وليس المهم هو العمل بل المهم هو أن يكون حلالاً ، واحذر أن ينبت جسدك من السحت ، واعلم أنه لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها وأجلها ، واقرأ هذا الحديث جيداً وتفكر فيه :

قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إنه ليس شيء يقربكم إلى الجنة إلا قد أمرتكم به وليس شيء يقربكم إلى النار إلا قد نهيتكم عنه ، إن روح القدس نفث في روعي إن نفسا لا تموت حتى تستكمل رزقها ، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ، ولا يحملنكم استبطاء الرزق أن تطلبوه بمعاصي الله ؛ فإن الله لا يدرك ما عنده إلا بطاعته " – انظر " السلسلة الصحيحة " ( 2866 ) - .

واعلم أن الله تعالى قد أمر بالأكل من الطيبات ، وأخبر أن المال الحرام مما يمنع من استجابة الدعاء :

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال : ( يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم ) ، وقال : ( يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم ) ، ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذِّي بالحرام فأنَّى يستجاب لذلك " . رواه مسلم ( 1015 ) .

فاستعن بالله تعالى ، واحتسب الأجر من الله ، ونسأل الله لك التوفيق .

والله أعلم .



الإسلام سؤال وجواب







لقد عقدت النية على تركيب دش في منـزلي لمتابعة الأخبار . هل هناك محظور شرعي؟

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى وآله وصحبه وسلم ، وبعد: نعم، هناك محظور شرعي إذا غلب إثمه على نفعه، وهذا هو الواقع – للأسف- لدى كثير من الناس، وإن لم يكن هذا واقع رب المنـزل، فهو واقع غالب من في المنـزل من بنين أو بنات .
ولا يختلف اثنان بأن ما يعرض عبر الفضائيات فيه المفيد من الأخبار والمعلومات والترفيه البريء ، وفيه الضار من المناظر المحرمة ، والموسيقى والأغاني الماجنة ، والمسلسلات والأفلام الهابطة ، وقد يلهي عن الصلاة وعن ذكر الله ، كما أنه قد يفسد القلوب ، ويشغل عن الواجبات ، كما أن فيه من المعلومات النافعة . لذا فالحكم يعود على مستخدم هذا الجهاز .
ونحن ننصح كل أخ كريم لا يستطيع السيطرة عليه لا سيما مع وجود أسرة كبيرة ومراهقين ومراهقات بألا لا يدخله بيته؛ لما له من تأثير كبير على الدين والتربية والأخلاق، وقد أكدت البحوث التربوية على ضرر التلفزيون على الأطفال والمراهقين، وأن المناظر المخلة تؤثر فيهم تأثيراً سلبياً، كما أنه من أسباب العنف والإجرام، إضافة إلى سلبه للأوقات، وشغله عن الواجبات، كما أنه يعودهم على السلبية وعدم المبادرة. أما إذا كان صاحب البيت يستطيع السيطرة عليه بتلافي مضاره والاستفادة مما فيه، فإنه لا حرج عليه مع نصيحتنا له باختيار القنوات التي يغلب عليها الفائدة، وحجب ما يغلب عليها الفساد وعدم وضع أجهزة في الغرف الخاصة بالأولاد، وأن يتقي الله –تعالى– في أسرته؛ فإنه مسؤول عنهم كما قال – سبحانه -:"يا أيها الذين آمنوا قووا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة" [التحريم:6]، وقال – صلى الله عليه وسلم -:"كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته" البخاري (893) ومسلم (1829) وعلى ذلك فإذا رجح لديك أن منافعه تفوق مضاره فعليك بتقوى الله ومراجعة هذا الأمر بين حين وآخر، ومتى ما غلبت مضرته فيتعين عليك إخراجه ، والله أعلم ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد .

د. خالد بن عبد الله القاسم
عن موقع الاسلام اليوم










الشيخ صالح اللحيدان .. سؤال حول قناة المجد الفضائية وهل هي صوفية أو حزبية
السؤال: نفع الله بك، يقول السائل: أنا شاب غير مستقيم، وأتعامل مع النت كثيراً، وقد استوقفني كلام لبعض المحسوبين على التديّن، يُحذِّرون من قناة المجد، ويصفونها بالقناة الحزبية، والصوفية، وأهل البدع، فهل تنصحني بأن أُدخل هذه القناة في بيتي أم لا؟
فقال الشيخ صالح اللحيدان- وفقه الله-:
لا أدري هل في بيتك قنوات أخرى؟ إذا لم يكن في بيتك أي قناة؛ فلا عليك أن لا تُدخل قناةً أيّاً كانت..وإذا كنت تُشاهد تلفاز المملكة، وبعض القنوات الأخرى التي[غير واضح]، فالذي أسمع أنّ قناة المجد أسلم القنوات..
أنا لم أشاهدها لكن الذين حدثوني، حدثوني بأنها لا تُذيع ولا تبث أي ضلالات.. لا أدري هل فيها إعلانات أو لا؟ لكن إن كان فيها إعلانات مشبوهة فينبغي أن تُنصح.. وكلما كان الإنسان أكثر سلامةً من هذه القنوات الفضائية فهو أولى.. لكن الآن أصبح من الصعوبة بمكان..فإذا كان من الصعوبة بمكان فما كان خيره كثيراً، وشره قليلاً، أخفُّ ضرراً..وأنا تكلمتُ في هذه القناة في أول ما وُجدتْ، لأنهم أخبروني بأنه لن يكون فيها شيء من الطرب واللهو،ولا من الضلالات..ثم في هذه السنة-في أيام الحج- طلبوا مني عدة حلقات، ثم طلبوا مني لقاءً في مساء يوم أحد مُقبل-لست متأكداً أي يوم أحد- يقولون في[غير واضح].
وأنا لم أوافق على شيء من هذا إلا عندما بلغني أنها لا تبث أي برامج لهو وغناء وطرب.. فأرجو أنها كذلك.
فالإنسان يُجرِّب، يحرص على مشاهدتها أكثر من مرة، إذا كان لا بد له من قناة.

الشيخ صالح اللحيدان
الفتوى الاثنين 1 صفر 1425هـ









[
((استعمال الدش منكر كبير)) لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله-

من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى من يطلع عليه من المسلمين . وفقني الله وإياهم لما فيه رضاه وأعاذني وإياهم من أسباب غضبه وعقابه آمين .

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد :

فقد شاع في هذه الأيام بين الناس ما يسمى : [ بالدش ] أو بأسماء أخرى ، وأنه ينقل جميع ما يبث في العالم من أنواع الفتن والفساد والعقائد الباطلة والدعوة إلى أنواع الكفر والإلحاد ، مع ما يبثه من الصور النسائية ومجالس الخمر والفساد وسائر أنواع الشر الموجودة في الخارج بواسطة التلفاز . وثبت لدي أنه قد استعمله الكثير من الناس ، وأن آلاته تباع وتصنع في البلاد فلهذا وجب علي التنبيه على خطورته ووجوب محاربته والحذر منه وتحريم استعماله في البيوت وغيرها ، وتحريم بيعه وشرائه وصنعته أيضا لما في ذلك من الضرر العظيم والفساد الكبير والتعاون على الإثم والعدوان ، ونشر الكفر والفساد بين المسلمين والدعوة إلى ذلك بالقول والعمل .

فالواجب على كل مسلم ومسلمة الحذر من ذلك والتواصي بتركه والتناصح في ذلك عملا بقول الله عز وجل : ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ )
ويقول سبحانه : وَ( الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ)
وقوله عز وجل : ( وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خَسِرَ إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ) وقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ) وقوله : ( الدين النصيحة الدين النصيحة الدين النصيحة قيل لمن يا رسول الله قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ) وقوله صلى الله عليه وسلم : ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) وفي الصحيحين عن جابر بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال : " بايعت النبي صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم " .

والآيات والأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في وجوب التناصح والتواصي بالحق والتعاون على الخير كثيرة جدا ، فالواجب على جميع المسلمين حكومات وشعوبا العمل بها والتناصح فيما بينهم والتواصي بالحق والصبر عليه ، والحذر من جميع أنواع الفساد والتحذير من ذلك رغبة فيما عند الله وامتثالا لأوامره وحذرا من سخطه وعقابه .

والله المسئول أن يوفقنا وجميع المسلمين لما يرضيه ، وأن يصلح قلوبنا وأعمالنا جميعا ، وأن يوفق ولاة أمرنا لمنع هذا البلاء والقضاء عليه وحماية المسلمين من شره ، وأن يعينهم على كل ما فيه صلاح العباد والبلاد ويصلح لهم البطانة وينصر بهم الحق ، وأن يوفق جميع ولاة أمور المسلمين في كل مكان لما فيه رضاه ، وأن ينصر بهم الحق ويوفقهم لتحكيم شريعته والالتزام بها والحذر مما يخالفها ، وأن يصلح أحوال المسلمين جميعا ويمنحهم الفقه في الدين والثبات عليه والحذر مما يخالفه ، إنه ولي ذلك والقادر عليه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية

والإفتاء والدعوة والإرشاد
/COLOR]










فتاوى العلماء في حكم مشاهدة التلفاز

الحمد والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه, أما بعد:

فهذه مجموعة من الفتاوى لعلمائنا حفظ الله أحيائهم ورحم أمواتهم , في حكم مشاهدة التلفاز.

فتوى1:

س: بعض الأخيار يجلب التلفاز إلى بيته، ويقول بأنه لا يحب أن يتهم بالغلو؛ فما توجيه فضيلتكم؟

ج: ترك التلفاز ليس غلوًا، وإنما هو احتياط للدين وللأسرة وللأولاد؛ فهو تجنيب للأسباب الضارة؛ لأنه يترتب على وجوده مضار على الأولاد والنساء، مضار حتى على صاحب البيت.

من الذي يأمن على نفسه من الفتنة؟!

فكلما سلم الإنسان من أسباب الفتنة؛ كان ذلك أحسن له حالاً ومآلاً، وليس ترك التلفاز من الغلو، وإنما هو من الوقاية.

فتوى2:

س: وضعت جهازًا لاستقبال المحطات التليفزيونية الخارجية الأخرى وحيث أنني لا أشاهد فيه إلا الأخبار فقط مع العلم أنني أتحكم فيه وحدي ولا أسمح لأحد آخر أن يشاهد البرامج الأخرى. فما هو الحكم في ذلك الأمر؟

ج: لا يجوز استعمال الجهاز الذي يستقبل المحطات التليفزيونية الخارجية لما يجلبه من الشر والفساد في العقيدة والأخلاق والأضرار على الأسرة والمجتمع. ولو تحفظ عليه الإنسان في أول الأمر فإن هذا التحفظ لن يستمر. وقد جاء الشرع المطهر بسد الوسائل المفضية إلى الشر. وأيضًا الإنسان بشر لا تؤمن عليه الفتنة، والحصول على الأخبار يمكنك من وسائل الإعلام الأخرى من صحافة وإذاعة ومن التلفاز السعودي. ومع أن الأخبار فيها ما فيها من الكذب الكثير وتشويش الفكر والإرجاف.

المرجع: كتاب المنتقى من الفتاوى لسماحة الشيخ صالح ابن فوزان الفوزان حفظه الله - (ج 1/ ص 225) و (ج 4/ ص 271) .

----------------------------------

فتوى3:

س: ما حكم مشاهدة التليفزيون؟ وأفلام الفيديو الخليعة ؟ وتركيب الدش في البيوت ؟.

ج: مشاهدة التلفاز خطيرة جداً ، وأنا أوصي بعدم مشاهدته وعدم الجلوس عنده مهما أمكن ، لكن إذا كان المشاهد له عنده قوة يستفيد من الخير ، ولا يجره ذلك إلى الشر فلا مانع إذا كان عنده قوة يعرفها من نفسه ، فيسمع الشيء الطيب ويستفيد منه ويبتعد عن الشيء الخبيث من الأغاني والتماثيل الخبيثة وما يضر المستمع فلا بأس ، ولكن في الغالب أنه يجر بعضه إلى بعض ، فلهذا أوصي بعدم إدخاله إلى البيوت ، وعدم مشاهدته ، لأنه يجر بعض إلى بعض ، ولأن النفس ميالة لمشاهدة الأشياء الغريبة بين يديها فليس مثل الاستماع ، الاستماع أقل خطراً فالمشاهد مع الاستماع تكون النفس إله أميل والتعلق به أكثر .

وأشر من هذا وأخبت الفيديو إذا سجلت فيه الأفلام الخليعة التي تداولها الناس نعوذ بالله ، وهذه الأفلام الخليعة في الفيديو شرها عظيم ويجب الحذر منها ويجب على العاقل إذا وجد شيئاً من ذلك أن يمزق الفيلم أو أن يسجل عليه شيئاً يزيل هذا الخبيث الذي فيه إذا كان يمكن ذلك فيسجل عليه شيئاً نافعاً يزيل ما فيه من الخبث ، ويستفيد من أشرطته التي يسجل عليها شيئاً نافعاً.

وأشر من ذلك الدش فالواجب الحذر منه وعدم إدخاله البيوت عافى الله المسلمين من شر الجميع .

فتوى4:

س: تعلمون أن الغالب فيما يبث من أجهزة الإعلام كالتلفاز ونحوه ، يغلب عليه الفسق والمجون والشر المحض . . إلا في النادر فهل تنطبق القاعدة الشرعية هنا في أن دفع الشرور مقدم على جلب المصالح أثابكم الله؟ .

ج: هذه القاعدة قاعدة عظيمة مستمرة دائما ، وهي أن دفع الشرور مقدم على تحصيل المصالح؛ لأن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح . . وهذه الوسائل يجب فيها النصيحة لولاة الأمور من العلماء والأعيان ، وعلى العامة أن يتناصحوا بينهم ، ويحذروا ما قد يقع لهم من ذلك في هذه البلاد وفي غيرها .

فيجب أن يحذروا المنكر فلا يفعلوه ، ولا يستمعوه . . ويفرحوا بالحق ويستمعوه وهكذا في الصحف يأخذوا حسنها ويتركوا قبيحها ، فالمؤمن ينتقي ولا يكون حاطب ليل يأخذ الحية والعود . .

وهكذا وسائل الإعلام المسموعة والمرئية ، يأخذ ما فيها من الخير ، ويدع ما فيها من الشر ، وأهل العلم مع ولاة الأمور لا يزالون بحمد الله على النصيحة والتوجيه ، نسأل الله أن ينفع بالأسباب ، وأن يوفق ولاة الأمور لكل ما فيه صلاح البلاد والعباد إنه خير مسئول .

المرجع: كتاب مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله . م/9 ص/384 و م/5.

-----------------------------

وقد سئل الشيخ الفوزان في أحد محاضرته وأظنها << الإستقامة في حياة الفرد والمجتمع >> ,حول حكم إدخال الدش إلى البيت لمشاهدة أحد القنوات الإسلامية ( إقرأ أو المجد) , فقال : أن هذا مفتاح شر, وأن ما يوجد في هذه القناة يوجد في إذاعة القرآن الكريم من دون محاذير شرعية.

كما سئلت الشيخ الراجحي عن حكم مشاهدة قناتي ’’ إقرأ ‘‘ و ’’ المجد ‘‘ , فسكت عن إقرأ ( واللبيب من سكوت الشيخ يفهم) , أما المجد فقال بأنه شاهد برامجهم في أحد المعارض وله عليهم ملاحظات , وقال بأنهم وعدوه بأن يأتوا إليه حتى يوجههم ويقدم لهم النصائح , ولكن حتى الآن لم يأتوا إليه ( وكان هذا في محاضرة ألقاها الشيخ بمدينة جازان في شهر شوال الماضي تحت عنوان ’’ أهميةالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر‘‘)

------------------------------------

فضيلة الشيخ ابن عثيمين

الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد :

فهذا بعض مما قاله فضيلة الشيخ / محمد بن صالح العثيمين في التحذير من اقتناء صحن استقبال البث الإعلامي
( الدش ) والاحتفاظ به , وذلك في الخطبة الثانية من يوم الجمعة ( 25/3/1417ﻫ )

" قال النبي صلي الله عليه وسلم: ( ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة ) وهذه الرعاية تشمل الرعاية الكبرى الواسعة والرعاية الصغرى , وتشمل رعاية الرجل في أهله لقول النبي صلي الله عليه وسلم : ( الرجل راع في أهله ومسئول عن رعيته ) , وعلى هذا فمن مات وقد خلف في بيته شيئاً من صحون الاستقبال ( الدشوش ) فإنه قد مات وهو غاش لرعيته , وسوف يحرم من الجنة كما جاء في الحديث .
ولهذا نقول إن أي معصية تترتب على هذا ( الدش ) الذي ركبه الإنسان قبل موته , فإن عليه وزرها بعد موته وإن طال الزمن وكثرت المعاصي .
فأحذر أخي المسلم , احذر أن تخلف بعدك ما يكون إثماً عليك في قبرك , وما كان عندك من هذه ( الدشوش ) , فإن الواجب عليك أن تكسره ( تحطمه ) لأنه لا يمكن الانتفاع به إلا علي وجه محرم غالباً , فلا يمكن بيعه , لأنك إذا بعته سلطت المشتري علي استعماله في معصية الله , وحينئذ تكون ممن أعان علي الإثم والعدوان , وكذلك إن وهبته فأنت معين علي الإثم والعدوان , ولا طريق للتوبة من ذلك قبل الموت إلا بتكسير هذه الآلة ( الدش ) التي حصل فيها من الشر والبلاء ما هو معلوم اليوم للعام والخاص .
أحذر يا أخي أن يفاجئك الموت وفي بيتك هذه الآلة الخبيثة ,احذر..احذر..احذر , فإن إثمها ستبوء به , وسوف يجري عليك بعد موتك .
نسأل الله تعالي السلامة والعافية , وأن يهدينا وإخواننا المسلمين صراطه المستقيم , وأن يتولانا بعنايته ويحفظنا من الزلل برعايته ,إنه جواد كريم , وصل الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ".