انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 4 من 4

الموضوع: أنت من يؤخر النصر عن هذه الأمة

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2003
    الموقع
    المدينة المنورة
    الردود
    993
    الجنس

    أنت من يؤخر النصر عن هذه الأمة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
    الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على المبعوث رحمة للعالمين
    و على آله و صحبه و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
    نحن قوم أعزّ نا الله بالأسلام ومهما أبتغينا العزّه بغيره ...أذلنا الله
    اللهم استخدمنا ولا تستبدلنا يا رب العالمين
    أما بعد


    بينما كنت مهموما أتابع أخبار المسلمين وما أصابهم من مصائب،

    خاطبتني نفسي قائلة: يا هذا، أنت من يؤخر النصر عن هذه الأمة، بل وأنت سبب رئيس في كل البلاء الذي نحن فيه !

    قلت لها: أيا نفسي كيف ذاك وأنا عبد ضعيف لا أملك سلطة ولا قوة، لو أمرت المسلمين ما ائتمروا ولو نصحتم ما انتصحوا

    فقاطعتني مسرعة: إنها ذنوبك ومعاصيك التي ملّ وكلّ ملك الشمال في تدوينها، إنها معاصيك التي بارزت بها الله ليل نهار .. إنه زهدك عن الواجبات وحرصك على المحرمات


    قلت لها: وماذا فعلت أنا حتى تلقين عليّ اللوم في تأخير النصر

    قالت: يا عبدالله والله لو جلست أعد لك ما تفعل الآن لمضى وقت طويل، فهل أنت ممن يصلون الفجر في جماعة؟

    قلت: نعم أحيانا، ويفوتني في بعض المرات

    قالت مقاطعة: هذا هو التناقض بعينه، كيف تدّعي قدرتك على الجهاد ضد عدوّك، وقد فشلت في جهاد نفسك أولا، في أمر لا يكلفك دما ولا مالا، لا يعدو كونه دقائق قليلة تبذلها في ركعتين مفروضتين من الله الواحد القهار ..كيف تطلب الجهاد، وأنت الذي تخبّط في أداء الصلوات المفروضة، وضيّع السنن الراتبة، ولم يقرأ ورده من القرآن، ونسي أذكار الصباح والمساء، ولم يتحصّن بغض البصر، ولم يكن بارّا بوالديه، ولا واصلا لرحمه ؟

    واستطردت: كيف تطلب تحكيم شريعة الله في بلادك، وأنت نفسك لم تحكمها في نفسك وبين أهل بيتك، فلم تتق الله فيهم، ولم تدعهم إلى الهدى، ولم تحرص على إطعامهم من حلال، وكنت من الذين قال الله فيهم: "يحبون المال حبا جما"، فكذبت وغششت وأخلفت الوعد فاستحققت الوعيد ..

    قلت لها مقاطعا: ومال هذا وتأخير النصر؟ أيتأخر النصر في الأمة كلها بسبب واحد في المليار ؟

    قالت: آه ثم آه ثم آه، فقد استنسخت الدنيا مئات الملايين من أمثالك إلا من رحم الله.. كلهم ينتهجون نهجك فلا يعبأون بطاعة ولا يخافون معصية وتعلّل الجميع أنهم يطلبون النصر لأن بالأمة من هو أفضل منهم، لكن الحقيقة المؤلمة أن الجميع سواء إلا من رحم رب السماء .. أما علمت يا عبدالله أن الصحابة إذا استعجلوا النصر ولم يأتهم علموا أن بالجيش من أذنب ذنبا .. فما بالك بأمة واقعة في الذنوب من كبيرها إلى صغيرها ومن حقيرها إلى عظيمها .. ألا ترى ما يحيق بها في مشارق الأرض ومغاربها ؟

    بدأت قطرات الدمع تنساب على وجهي، فلم أكن أتصوّر ولو ليوم واحد وأنا ذاك الرجل الذي أحببت الله ورسوله وأحبببت الإسلام وأهله، قد أكون سببا من أسباب هزيمة المسلمين .. أنني قد أكون شريكا في أنهار الدماء المسلمة البريئة المنهمرة في كثير من بقاع الأرض
    لقد كان من السهل عليّ إلقاء اللوم، على حاكم وأمير، وعلى مسؤول ووزير، لكنني لم أفكر في عيبي وخطأي أولا .. ولم أتدبّر قول الله تعالى: { إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم }

    فقلت لنفسي: الحمد لله الذي جعل لي نفسا لوّامة، يقسم الله بمثلها في القرآن إلى يوم القيامة .. فبماذا تنصحين ؟

    فقالت: ابدأ بنفسك، قم بالفروض فصل الصلوات الخمس في أوقاتها وادفع الزكاة وإياك وعقوق الوالدين، تحبّب إلى الله بالسنن، لا تترك فرصة تتقرّب فيها إلى الله ولو كانت صغيرة إلا وفعلتها، وتذكر أن تبسّمك في أخيك صدقة، لا تدع إلى شيء وتأت بخلافه فلا تطالب بتطبيق الشريعة إلا إذا كنت مثالا حيا على تطبيقها في بيتك وعملك، ولا تطالب برفع راية الجهاد وأنت الذي فشل في جهاد نفسه، ولا تلق اللوم على الآخرين تهرّبا من المسؤولية، بل أصلح نفسك وسينصلح حال غيرك، كن قدوة في كل مكان تذهب فيه .. إذا كنت تمضي وقتك ناقدا عيوب الناس، فتوقّف جزاك الله خيرا فالنقّاد كثر وابدأ بإصلاح نفسك .. وبعدها اسأل الله بصدق أن يؤتيك النصر أنت ومن معك، وكل من سار على نهجك، فتكون ممن قال الله فيهم: { إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقداكم } .. واعلم أن كل معصية تعصي الله بها وكل طاعة تفرّط فيها هي دليل إدانة ضدّك في محكمة دماء المسلمين الأبرياء

    فرفعت رأسي مستغفرا الله على ما كان مني ومسحت الدمع من على وجهي
    وقلت يا رب .. إنها التوبة إليك .. لقد تبت إليك
    ولنفتح صفحة حياة جديدة .. بدأتها بركعتين في جوف الليل .. أسأل الله أن يديم عليّ نعمتهما

    ملاحظة ورجاء:

    أرجو أن يشارك قارئ المقالة بتعليق ليخبرنا هل هو فعلا يعاني مما عانيت منه؟
    وهل سيعمل على اتباع العلاج الذي وصف؟ وهل يقترح علاجا آخر؟
    منقول

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2004
    الردود
    7,864
    الجنس
    امرأة
    و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته..
    نقل مميز، جزاكِ الله خيرا..
    لا أجد تعليقاً أبلغ مما جاء في الموضوع نفسه..

    هذا هو التناقض بعينه، كيف تدّعي قدرتك على الجهاد ضد عدوّك، وقد فشلت في جهاد نفسك أولا،
    أيتأخر النصر في الأمة كلها بسبب واحد في المليار ؟
    آه ثم آه ثم آه، فقد استنسخت الدنيا مئات الملايين من أمثالك إلا من رحم الله.. كلهم ينتهجون نهجك فلا يعبأون بطاعة ولا يخافون معصية وتعلّل الجميع أنهم يطلبون النصر لأن بالأمة من هو أفضل منهم، لكن الحقيقة المؤلمة أن الجميع سواء إلا من رحم رب السماء
    اللهم أعنّا على أنفسنا..
    اللهم لك الحمد وإليك المشتكى وأنت المستعان وبك المستغاث وعليك التكلان‏

    رِفْقاً أهلَ السُّنَّة بأهلِ السُّنَّة

    أصول الحوار .. وأدب الإختلاف ..

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الردود
    5
    الجنس
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    بارك الله فيك

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الموقع
    ربى نجد حماها الله
    الردود
    220
    الجنس
    أنثى
    بحق رائع..

مواضيع مشابهه

  1. اللمة والشاهي واللوزاهلا بكم في اللمة رقم 232
    بواسطة الحالمه3 في ركن الألعاب والترفيه
    الردود: 291
    اخر موضوع: 19-06-2010, 01:12 AM
  2. أنت من يؤخر النصر عن هذه الامة
    بواسطة فاطمـــــة في روضة السعداء
    الردود: 4
    اخر موضوع: 13-11-2008, 12:27 AM
  3. أنت من يؤخر النصر عن هذه الأمة!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
    بواسطة بنت الأوراس في فيض القلم
    الردود: 0
    اخر موضوع: 17-09-2007, 11:48 PM
  4. أنت من يؤخر النصر عن هذه الأمة !!!
    بواسطة عذايب في الملتقى الحواري
    الردود: 1
    اخر موضوع: 15-05-2002, 07:27 AM
  5. انت من يؤخر النصر عن هذه الأمة
    بواسطة سيدة في الملتقى الحواري
    الردود: 1
    اخر موضوع: 28-04-2002, 04:26 PM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ