الحمد لله ,,, نحمده و نستعينه و نستغفره و تستهديه ,,, و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا ,,, من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له ,,,
الحمد لله ,,, حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ,,, حمدا لا يليق الا بجلالته و عظيم سلطانه ,,,
الحمد لله ,,, على ما أعطى و على ما لم يعطي ,,, و الحمد لله ,,, على ما أخذ و على ما أبقى ,,,
اللهم ارزقنا حمد الشاكرين و لسان الذاكرين ,,, يا رب العالمين ,,,
و الحمد لله رب العالمين ,,,
اخواني و اخواتي هي ليست بخطبة من خطب أيام الجمعة المباركة ,,, و ليست بدرس من دروس أهل العلم الصالحين ,,, انما هي تذكرة لأهل الذكر من الذاكرين ,,,
أعزائي الكرام لنقل معا ( الحمد لله على كل شيئ ) ,,, و لنعود أنفسنا على ذلك ,,, فما هي الا الحياة الدنيا ,,, هي دار ابتلاء و امتحان ,,, و قد امتحن الأنبياء و أصابهم ما أصابهم من البلاء ,,, أفلا يمتحن الله ايماننا و عقيدتنا ,,,
كان يقول سيد البشر عليه الصلاة و السلام ( ان أمر المؤمن كله خير ... ان أصابته سراء شكر فكان خيرا له ... و ان أصابته ضراء صبر فكان خيرا له ) أو كما قال عليه الصلاة و السلام ,,,
الحمد لله ,,,
اخواني ألا تكفينا النعم التي لا تحصى و التي وهبنا الله اياها لنشكره عليها في السراء و الضراء ,,, و ان تعدوا نعمة الله لا تحصوها ,,,
فحتى الابتلاء نعمة من الله ,,, لأن فيها تخفيف للذنوب ,,, و دليل على محبة الله ,,, لأن الله اذا أحب عبده ابتلاه ليخفف من ذنوبه ,,, حتى والله من الناس من يلقى ربه كيوم ولدته أمه ,,,
الحمد لله ,,,
و أعظم النعم التي من الله بها علينا ,,, نعمة الاختيار ,,,
ما المقصود اخواني بالاختيار ؟؟؟
اخواني لو أردنا أن نؤلف المجلدات عن هذه النعمة لفعلنا ,,, لأنها تشمل كل النعم ,,,
اخواني و اخواتي من منكم اختار أن يكون مسلما ,,, لا أحد ,,, لأننا كلنا ولدنا مسلمين على الفطرة ,,, اذا لقد اختارنا الله أن نكون مسلمين قبل أن نولد ,,, الحمد لله ,,,
اخواني و اخواتي من منكم اختار أن يكون عربيا يتحدث لغة القرآن ,,, لا أحد ,,, فهذه منة من الله علينا أن جعلنا من أهل لغة القرآن ,,, الحمد لله ,,,
اخواني و اخواتي من منكم اختار ان يكون من أعظم أمة أخرجت للناس ,,, تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر ,,, لا أحد ,,, انما هي اختيارات الله عز و جل ,,, الحمد لله ,,,
و الله لو عددنا نعم الله علينا لما استطعنا ,,, لأن كل ما يحدث لنا من نعم الله علينا ,,,
اخواني و اخواتي ,,, ألا يستحق ربنا شكرا فنشكره ,,, هل اذا ابتلينا تكدرنا و شعرنا بعدم وجود العدل في الدنيا ؟؟؟
ألا يكفي ما أعطانا من نعم فنجحد و نعصي فنتوب فيغفر و نعود للذنب فيعود للمغفرة اذا تبنا ,,, و الله اخواني و اخواتي انه حليم بنا ,,, و ما أصابنا من مصيبة الا من أنفسنا و أعمالنا ,,,
يقول الله تعالى ( و لئن شكرتم لأزيدنكم ) صدق الله العظيم ,,,
اخواني و اخواتي ما هي الا ذكري لي و لكم بنعم الله علينا ,,, اسمعوا قصة عروة بن الزبير رضي الله عنه و قولوا الحمد لله ,,, فلقد فقد ابنه و ساقه في يوم واحد فماذا قال ( اللهم لك الحمد وإنّا لله وإنّا إليه راجعون ,,, أعطاني سبعة وأخذ واحداً ( يقصد أبناؤه ) ,,, وأعطاني أربعة أطراف وأخذ واحداً ,,, إن ابتلى فطالما عافا ,,, وإن أخذ فطالما أعطى ,,, وإني أسأل الله أن يجمعني بهما في الجنة ) ,,,
أترك لكم اخواني التعليق ,,,
و لكن قبل أن أترككم قولوا معي الحمد لله على كل شيئ ,,,
الروابط المفضلة