أخي الحبيب قف
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على النبي المصطفى ...
أخي الحبيب...
إن هذا الكون كله بكل صغير وكبير فيه متوجه إلى الله عز وجل يسبحه ويمجده له.
قال تعالى: (( وإن من شيء إلا يسبح بحمده))
إن جميع المخلوقات التي خلقها الله تقف منكسة رأسها متذللة إلى اله معترفة بالفضل له. ولكن يبقى هي هذا الكون مخلوق صغير حقير ذليل، خلق من نطفة فإذا هو خصيم مبين، وهو يسير في واد والكون كله في واد آخر، يترك طاعة الله والخضوع له والتسبيح له بالرغم أن كل ما حوله يلهج بالذكر والتسبيح لله.
إن هذا المخلوق هو الإنسان العاصي لله عز وجل..!! فالله أكبر ما أشد غروره، الله أكبر ما أعظم حماقته، الله أكبر ما أذله وما أحقره! عندما يكون شاذا في هذا الكون المنتظم.
كم عرضت عليه التوبة فلم يتب وكم عرضت عليه الإنابة ولم ينب، وكم عرض عليه الرجوع وهو في شرود وهرب من الله، كم عرض عليه الصلح مع مولاه فلم يصطلح ولوى رأسه مستكبرا.
أخي الحبيب...
· عليك قبل أن تعصي الله عز وجل أن تتفكر في هذه الدنيا وحقارتها وقلة وفائها وكثرة جفائها وخسة شركائها. وسرعة انقضائها. وتتفكر في أهلها وعشاقها وهم صرعى حولها، قد عذبتهم بأنواع العذاب، وأذاقتهم مر الشراب وأضحكتهم قليلا وأبكتهم كثيرا و طويلا.
· عليك قبل أن تعصي الله عز وجل أن تتفكر في الآخرة ودوامها وأنها هي الحياة الحقيقية، وهي دار القرار ومحط الرحال ومنتهى السير.
· عليك قبل أن تعصي الله عز وجل أ تتفكر في النار وتوقدها واضطرامها وبعد قعرها وشدة حرها وعظيم عذاب أهلها.. عليك أن تتفكر في أهلها وفي النار كالحطب يسجرون.
· عليك قبل أن تعصي الله عز وجل أن تتفكر في الجنة وما أعد اله لأهل طاعته فيها مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر من النعيم المفصل الكفيل بأعلى أنواع اللذة من المطاعم والمشارب والملابس والصور، والبهجة والسرور، والتي لا يفرط فيها إلا إنسان محروم.
أخي الحبيب...
قبل أن تعصي الله تذكر كم ستعيش في هذه الدنيا، ستين سنة ، ثمانية سنين، مائة سنة، ألف سنة، ثم ماذا؟؟!! ثم موت بعده جنات النعيم أو نار الجحيم والعياذ بالله.
أخي الحبيب...
تيقن حق اليقين أن ملك الموت كما تعداك إلى غيرك فهو في الطريق إليك، وما هي إلا أعوام أو أيام أو لحظات فتصبح وحيدا فريدا في قبر ك لا أموال ولا أهل ولا أصحاب. فتذكر ظلمة القبر ووحدته ، وضيقه ووحشته، وهول مطلعه وشدة ضغطته.
تذكر.. يوم القيامة، ويوم العرض على الله، عندما تمتلئ القلوب رعبا وعندما تتبرأ من بنيك وأمك وأبيك وصاحبتك وأخيك، تذكر تلك المواقف والأهوال تذكر يوم توضع الموازين وتتطاير الصحف، كم في كتبك من زلل وكم في عملك من خلل، تذكر إذا وقفت بين يدي الملك الحق المبين الذي كنت تهرب منه، ويدعوك فتصد عنه، وقفت وبيدك صحيفة لا تغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصتها، فبأي لسان تجيب الله حين يسألك عم عمرك وشبابك وعملك ومالك، وبأي قلب تجيب عليه عندما يقول لك عبدي: استخففت بنظري إليك، جعلتني أهون الناظرين إليك، ألم أحسن إليك ، ألم أنعم عليك، فلماذا تعصيني وأنا أنعم عليك.
أخي الحبيب ...
أفلا تصبر على طاعة الله هذه الأيام القليلة، وهذه اللحظات السريعة لتفوز بعد ذلك بالفوز العظيم وتتمتع بالنعيم المقيم.
أخي الحبيب ...
يا من تعصي الله عد إلى ربك واتق النار، إن أمامك أهوالا وصعابا، وإن أمامك نعيما أو عذابا. والله الذب لا إله ألا هو لن تنفعك الضحكات، ولن تنفعك الأغاني والمسلسلات ، ولن تنفعك الصحف والمجلات، لن ينفعك الأهل والأولاد، ولن ينفعك الإخوان والأصحاب، لن تنفعك الأموال، لن تنفعك إلا الحسنات والأعمال الصالحات.
أخي الحبيب...
والله ما كتبت لك هذه الكلام إلا لخوفي على هذا الوجه أن يصبح مسودا يوم القيامة، وعلى هذا الجسد الطري أن يلتهب بنار جهنم. فبادر وفقك الله إلى إعتاق نفسك من النار، وأعلنها توبة صادقة من الآن وتأكد أنك لن تندم على ذلك أبدا، بل أنك سوف تسعد بإذن الله وإياك من التردد أو التأخر في ذلك، فإني والله لك ناصح وعليك مشفق.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المرسل
أخ ناصح لك..
من كتاب أخي الحبيب قف!!
__________________________________________________ ___________________
موقعنا على الإنترنت:
http://groups.yahoo.com/group/return2allah
"إن الدال على الخير كفاعله " إذا لديكم أي مشاركة إسلامية مفيدة يمكنكم إرساله إلى العنوان التالي:
return2allah@yahoogroups.com
للاشتراك في هذه النشرة، يمكنك إرسال رسالة فارغة إلى العنوان التالي:
return2allah-subscribe@yahoogroups.com
لكي تلغي اشتراكك في هذه النشرة، يمكنك إرسال رسالة فارغة إلى العنوان التالي:
return2allah-unsubscribe@yahoogroups.com
------------------
"اللهم ارزقنا الفردوس الاعلى، ولذة النظر لوجهك الكريم، ومرافقة رسولنا الكريم"
الروابط المفضلة