هذه حكايتي مع الذكر والأغاني
لدينا معرفة بطبيب يعالج أمراض مستعصية غالباً ما تنتهي بالموت وبما أنه يلازم المرضى خاصة عند آخر دقائق في حياتهم يحاول دائماً بأن يذكر المريض بنطق الشهادتين عندما يشعر بأن روحه ستفارق جسده، ولكنه أخبرنا بأن قلة قليلة هي التي تستطيع نطق الشهادتين.
ومن القصص التي أخبرنا عنها بأن امرأة كانت تفارق الحياة وحاول أن يساعدها بنطق الشهادتين ويقول "قولي أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله".
ويكمل الطبيب: سمعتها تصدر أصواتاً لم أفهمها ظننت أنها تحاول نظق الشهادتين ولما اقتربت لأسمع ما تقول فإذ هي تغني.
يا الله كم صدمت وأنا أسمع هذا الكلام وأقول في نفسي: يا لفجورها كيف تستمر على إثمها رغم موتها، ولكني بعدها بفترة وجيزة اكتشفت بأني لست أفضل حالٍ منها لأن تلك المرأة لم تكن تريد الغناء عند الموت هي كانت تحاول نطق الشهادتين ولكن الحياة التي عاشتها هي التي قررت ماذا ستنطق هذه المرأة عند الموت
أكتشفت ذلك عندما بدأت الأغاني تملأ حيزاً كبيراً في حياتي وكنت قليلاً ما أذكر الله، ثم في يوم من الأيام قررت أن أستيقظ من النوم على ذكر الله حيث بدأت أقول سبحان الله والحمد الله ولا إله إلا الله والله أكبر وإذا بي أشعر بنعاس وبدأت أفقد التركيز لما أقوله، ثم انتبهت لنفسي وإذا أنا أنظق كلمات الأغاني بدلاً من الذكر.
هذا الأمر جعلني أتذكر تلك المرأة، يا إلهي إذا لم أنتبه لنفسي وأترك الأغاني سأموت على ما ماتت عليه تلك المرأة وحتى لو حاولت نطق الشهادتين لن أستطيع لأن لساني إعتاد ترديد الأغاني.
هذا حال كلً منا إذا لم ننتبه إلى أنفسنا وإذا لم نترك الأغاني ونعود لذكر الله.
الروابط المفضلة