من تأمل أحوال الصحابة-رضي الله عنهم-وجدهم في غاية العمل مع غاية الخوف , ونحن جميعا بين التقصير ,بل بين التفريط والأمن ؛ فهذا الصديق –رضي اله عنه- يقول :"وددت أني شعرة في جنب عبد مؤمن " ذكره أحمد عنه .
وذُكر عنه أنه كان يمسك لسانه ويقول :هذا الذي أوردني الموارد " ،وكان يبكي كثيرا ويقول :"ابكوا ،فإن لم تبكوا فتباكوا".
وكان إذا قام للصلاة كأنه عود من خشية الله ،عز وجل .
وهذا عمر قرأ سورة الطور حتى بلغ :
(إن عذاب ربك لواقع ) الطور :7 بكى واشتد بكاؤه حتى مرض و عادوه .
وقال لابنه وهو في الموت :ويحك ضع خدي على الأرض ،عساه أن يرحمني ،ثم قال :بل ويل أمي ، إن لم يغفر لي ثلاثا ،ثم قضى .
وكان يمر بالآية في ورده بالليل فتخيفه ،فيبقى في البيت أياما يعاد ،يحسبونه مريضا وكان في وجهه –رضي الله عنه –خطان أسودان من البكاء .
وفال له ابن عباس : مصََّر الله بك الأمصار ، وفتح بك الفتوح ،وفعل فقال :وددت أني أنجو لا أجر ولا وزر .
وهذا عثمان بن عفان –رضي الله عنه-كان إذا وقف على القبر يبكي حتى يبلّ لحيته ، وقال :لو أنني بين الجنة والنار لا أدري إلى أيتهما يؤمر بي ، لاخترت أن أكون رماداً فبل أن أعلم إلى أيتهما أصير .
وهذا علي بن أبي طالب –رضي الله عنه – وبكاؤه وخوفه .وكان يشتد خوفه من اثنتين :طول الأمل ،واتباع الهوى ،قال :فأما طول الأمل فينسي الآخرة ،وأما اتباع الهوى فيصد عن الحق ،ألا وإن الدنيا قد ولت مدبرة ،والآخرة مقبلة ،ولكل واحد بنون ،فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا ،فإن اليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل .
*منقول من كتاب : الجواب الكافي ..*
أحبتي تلك هي مخاوفهم ...قفوا عندها وقفة عقل وتفكير ..
فثمة فرق كبير بين سمو مخاوفهم ودونية مخاوفنا ..
والله المستعان ...!!!
منقول للفائدة
الروابط المفضلة