(هو صاع من القوت المعتاد عن كل فرد , والوجوب على سيد العبد ومنفق الصغير ونحوه , ويكون اخراجها قبل صلاة العيد , ومن لا يجد زيادة على قوت يومه وليلته فلا فطرة عليه, ومصرفها مصرف الزكاة ) .اقول : اما كونها صاعا من القوت المعتاد عن كل فرد فلحديث ابن عمر في الصحيحين (البخاري 1504 ) (ومسلم 984 ) وغيرهما قال : فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان صاعا من تمر او صاعا من شعير على العبد والحر والذكر والانثى الصغير والكبير من المسلمين , والاحاديث في هذا الباب كثيرة . وفي صحيح مسلم (982) رحمه الله تعالى وغيره : (وليس على المسلم في عبده صدقة الا صدقة الفطر ) واخرج الدارقطني والبيهقي من حديث ابن عمر قال : ( امر رسول الله صلى الله عليه وسلم بصدقة الفطر على الصغير والكبير والحر والعبد ممن تمونون ) واخرج نحوه الدارقطني من حديث علي وفي اسناده ضعف , وله طرق . والخطابات في اخراجها على من ليس بمكلف , انما هي كائنة مع المكلفين . وقد ذهب الجمهور منهم احمد والشافعي الى انها صاع من البر وغيره , وذهب بعض الصحابة الى ان الفطرة من البر نصف صاع , وقد حكاه ابن المنذر عن علي وعثمان وابي هريرة وجابر وابن الزبير وامه اسماء بنت ابي بكر رضي الله تعالى عنهم باسانيد صحيحة كما قال الحافظ , واليه ذهب زيد بن علي والامام يحيى وابو حنيفة , حكى ذلك صاحب البحر , وقد تمسكوا بحديث ابن عباس مرفوعا : ( صدقة الفطر مدان من قمح ) اخرجه الحاكم . واخرج نحوه الترمذي من حديث عمرو بن شعيب عن ابيه عن جده مرفوعا . وفي الباب احديث تعضد ذلك . واما كون اخراجها قبل الصلاة فلحديث ابن عمر في الصحيحين وغيرهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم امر بزكاة الفطر ان تؤدى قبل خروج الناس الى الصلاة . واخرج ابو داود وابن ماجه والدارقطني والحاكم وصححه عن ابن عباس قال (فمن اداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة ومن اداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات ) واما كون من لا يجد زيادة على قوت يومه وليلته فلا فطرة عليه فلانه اذااخرج قوت يومه او بعضه كان مصرفا لا صارفا , لقوله صلى الله عليه وسلم ( اغنوهم في هذا اليوم ) فاذا ملك زيادة على قوت يومه اخرج الفطرة ان بلغ الزائد قدرها ويؤيد تحريم السؤال على من ملك ما يغذيه ويعيشه , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( صدقة الفطر صاع من تمر او صاع شعير عن كل راس او صاع بر او قمح بين اثنين , صغير او كبير , حر او عبد , ذكر او انثى , غني او فقير , اما غنيكم فيزكيه الله واما فقيركم فيرد الله عليه اكثر مما اعطى هذا والله تعالى اعلم والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ( نقلت من كتاب الدراري المضية )