السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حبيباتي في الله .. أحببت أن أطرح بين أيديكن هذه الكلمة ..
.. كثرت في هذه الآونه الأخيره "" سوء الظن بالله "" نعوذ بالله منه ..
فلكم أخواتي الكريمات أن تتخيلوا معي فــداحة أن نسيء ظننا بالله سبحانه وتعالى ..
فهو المعطي .. وهو الآخذ .. وهو المانع .. وكل ذرة في هذا الكون تسير بأمره .. " كن .. فيكون "
سواء كان خيراً أو شراً وفي كلتا الحالتين له حكمة في ذلك سبحاانه وتعالى ..
فحسن الظن يأتي مع الإحسان .. فإن المحسن لله ينال جزاء حسن ظنه بربه بأن الله لا يخلف وعده له .. وتقبل توبته .. ..
فما أرحمك ياالله بنا وما أوسع فظلك علينا ..
وأما المسيء فهو المصر على الكبائر والظلم والمخالفات .. فإن وحشة وقبح أفعاله .. تكون قد أعمت بصيرته من حسن ظنه بربه ..
قال الحسن البصري: ( إن المؤمن أحسن الظن بربه فأحسن العمل ، وأن الفاجر أساء الظن بربه فأساء العمل )
بالله عليكم كيف يحسن الظن بربه من بارزه بالمحاربة ؟؟!!
أم كيف يحسن الظن بربه من يظن أنه لا يتكلم ولا يأمر ولا ينهى ولا يرضى ولا يغضب ؟؟!!
كوني معي أخيتي الحبيبه مع هذه الآيه ..
( وَذَلِكُمُ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُم أَردَاكُم فَأَصبَحتُم مِنَ الخَاسِرِينَ )
جزااااء من أساء ظنه بأن الله لا يتكلم ولا ينهى .. جحد صفات كماله ونعوت جلاله، ووصفه بما لا يليق به ..
فتأملي معي أخيه هذا الموضع ..
وتأملي شدة الحاجة إليه ..
وكيف يجتمع في قلب العبد تيقنه بأنه ملاق الله ..
وأن الله يسمع كلامه ويرى مكانه ..
ويعلم سره وعلانيته .. ولا يخفى عليه خافية من أمره ..
وأنه موقوف بين يديه ومسئول عن كل ما عمل ..
وهو مقيم على مساخطه مضيع لأوامره معطل لحقوقه .. وهو مع هذا يحسن الظن به...
دعيني أخيه أقف معكِ و مع نفسي في هذه الآيه ..
قال تعالى ( فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ العَالَمِينَ )
ما ظننا بالله أن يفعل بنا إذا لقينا .. ؟؟!!
دعيني أجيب عليكِ هنا ..
هو أن الله سيجازينا بما صنعنا ..بحسن العمل ..فإن مايدفعنا إلى حسن أعمالنا ..
هو حسن ظننا بربنا .. وأنه سيجازينا بالإحسان إحسانا ..
وإلا فحسن الظن مع اتباع الهوى عجز ..
روى الترمذي في حديث شداد ابن أوس عن النبي
قال ( الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها، وتمنى على الله الأماني ).
وبالجملة فحسن الظن إنما يكون مع انعقاد أسباب النجاة , وأما مع انعقاد أسباب الهلاك فلا يتأتى إحسان الظن.
أنظري معي هذه الآيه الكريمه .. وتأملي سعة رحمة ومغفرة الله بنا .. حتى عند خطأنا
( ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُواْ مِن بَعدِ مَا فُتِنُواْ ثُمَّ جَاهَدُواْ وَصَبَرُواْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ )
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : ( حسن الظن من حسن العبادة ) .
وفي ختام كلمتي أضع بين أيديكن هذا الموقف الذي حدث مع رسول الله
وفي الصحيحين أن صفية أتت النبي تزوره وهو معتكف ،، وأن رجلين من الأنصار رأياهما فأسرعا فقال النبي
( على رسلكما إنها صفية بنت حيي ) فقالا : سبحان الله يا رسول الله ..
قال : ( إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم وخشيت أن يقذف في قلوبكما شيئاً ) ، أو قال: ( شراً ).
أسأل الله أن أكون قد وفقت في طرحي وإستفدتم منه ..وأعذروني على إطالتي
إن كان صواب فمن الله .. وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان ..
نسأل الله لنا العون والمغفرة من الله ..
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
الروابط المفضلة