<center>بكاء المرأة الإسفنجية بكاء عجيب،فهي تبكي بحرقة إذا تأخر فستانها عند المشغل،ويلازمها خوف ووجل شديد مستمر من أن تفوفتها تلك المناسبة وفستانها لم ينته بعد من يد الخياط .تبكي بمرارة وبدموع متصلة إذا خانتها أصابع الكوافير فلم تخرج قصة الشعر كما أرادت.
إنها حياة كلها وجل وخوف ودموع بلا انقطاع.
ولكن تلك العين التي يسيل دمعها باستمرار لم تعرف دمعة واحدة وهي تناجي رب السماوات والأرض،لم تذرف دمعة على الذنوب والمعاصي التي ارتكبتها،آثرت البكاء ولكنها نسيت دمعة تخرج منها كمثل رأس الذباب يمحو الله بها ذنوبا ومعاصي سلفت.أما ذلك القلب الوجل الخائف فقد نسي الآخرة وسوء الخاتمة والحساب،ولذا خرم من السعادة في طاعة الله والطمأنينة في عبادته.تركت كتاب الله خلف ظهرها وتلقفت مجلات "البردة"و"الكتالوجات" تقلب فيها الطرف صباح مساء؟؟
للتأمل:
قال القاسم بن محمد:غدوت يوما،وكنت إذا غدوت بدأت بعائشة رضي الله عنها أسلم عليها،فغدوت يوما إليها فإذا هي تصلي الضحى وهي تقرأ:"فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم"وتبكي،وتدعو،وتردد الآية.فقمت حتى مللت وهي كما هي،فلما رأيت ذلك ذهبت إلى السوق فقلت:أفرغ من حاجتي ثم أرجع،ففرغت من حاجتي ثم رجعت،وهي كما هي،تردد الآية وتبكي وتدعو.
--
من كتيب المرأة الإسفنجية/عبدالملك القاسم.
</center>
------------------
....اللهم اجعلني كالأرض الذلول يطأوها الصغير والكبير.....وكالسحاب يظل البعيد والقريب...وكالغيث يسقي من لايحب ومن يحب...وكالشمس........
....تشرق على الناس أجمعين...
الروابط المفضلة