أختي الكريمة وارثة الطيبة :
استعيذي بالله من الشيطان الرجيم ولا تلتفتي لوسوسته
يقول الله تعالى:{ ان الذين اتقوا اذا مسّهم طائف من الشيطان تذكروا فاذا هم مبصرون}
ويقول تعالى :{ فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم}.
ومن هذه الآيات يتبين لنا أن تقوى الله تعالى، والاستعاذة به، ودوام ذكره ومراقبته، وحسن عبادته، من
أهم عوامل الوقاية من الشيطان الرجيم..
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يقول:{ اذا ذكر الانسان الله خنّس شيطانه واذا غفل وسوس}.
ويحكى أن محمد بن واسع كان يقول كل يوم بعد صلاة الصبح: اللهم انك سلطت علينا عدوا بصيرا
بعيوبنا، يرانا هو وقبيله من حيث لا نراهم.. اللهم فآيسه منا كما آيسته من رحمتك، وقنّطه منا كما
قنّطه من عفوك، وباعد بيننا وبينه كما باعدت بينه وبين رحمتك. انك على كل شيء قدير.
قال: فتمثل له ابليس يوما في طريق المسجد فقال له: يا ابن واسع هل تعرفني؟ قال: وما أنت؟
قال: أنا ابليس. قال: وما تريد؟ قال: أريد أن لا تعلم أحدا هذه الاستعاذة ولا أتعرض لك.
قال: والله لا أمنعها من أرادها فاصنع ما شئت.
فالذاكرون الله كثيرا والذاكرات.. والتائبون الى الله من ذنوبهم والتائبات.. والمستغفرون
والمستغفرات، هم الذين يستعصون على الشيطان ولايتبعونه ثم لا يبلغ منهم مراده..
أما الغافلون عن ذكر الله.. أم المصرون على المعصية.. أم المتكاسلون عن العبادة.. الذين لا تتجافى
جنوبهم عن المضاجع. الذين جعلوا الدنيا أكبر همهم، فهؤلاء كالخاتم في يد الشيطان يصنع بهم ما يشاء.
قال وهيب بن الورد: بلغنا أن ابليس تمثل ليحيى بن زكريا عليهما السلام فقال اني أريد أن أنصحك،
قال: لا حاجة لي في نصحك، ولكن أخبرني عن بني آدم؟ قال: هم عندنا ثلاثة أصناف:
أما صنف منهم وهم أشد الأصناف علينا: نقبل على أحدهم حتى نفتنه ونتمكن منه، فيفزع الى
الاستغفار والتوبة، فيفسد علينا كل شيء، ثم نعود فيعود، فلا نحن نيأس منه ولا نحن ندرك منه
حاجتنا..
وأما الصنف الآخر: فهم في أيدينا بمنزلة الكرة في أيدي صبيانهم، نقلبهم كيف شئنا، وقد كفونا
أنفسهم..
وأما الصنف الثالث: فهم مثلك معصومون لا نقدر منهم على شيء..
قال الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: ان الشيطان قعد لابن آدم بطرق.. فقعد له بطريق الاسلام،
فقال: اتسلم وتترك دينك ودين آبائك؟ فعصاه وأسلم.. ثم قعد له بطريق الهجرة، فقال: أنهاجر، أتدع
أرضك وسماءك؟ فعصاه وهاجر.. ثم قعد له بطريق الجهاد، فقال: أتجاهد وهو تلف النفس والمال،
فتقاتل فتقتل، فتنكح نساؤك ويقسم مالك؟ فعصاه وجاهد. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن فعل
ذلك فمات كان حقا على الله أن يدخله الجنة أخرجه النسائي.
الروابط المفضلة