رزقا فى الدنيا ونعيما فى الآخرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
&& الذين أمنوا تطمئن قلوبهم بذكر الله لانهم على بينة من ربهم وانه المهيمن والمسيطر على كل شىء فى هذا الوجود وانهم فى جوار ربهم ينتفى عنهم الاحساس بالخوف ام بعدم الأمان فربهم كفيل بأن يجيرهم ويدافع عنهم ( إن الله يدافع عن الذين أمنوا) فهم مطمئون الى الله بقلوبهم وانه على كل شىء قدير (قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون) والخوف لا يعتريهم ولا يتملكهم الا منه سبحانه (إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون * الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون * آولئك هم المؤمنون حقاً لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم ) فقلوبهم توجل لذكر الله خشوعا ورهبة " وإياي فارهبون" وهم يقيمون الصلاة ويؤتون ذوى الحاجة مما رزقهم الله من فضله هؤلاء يصفهم ربهم بأنهم (المؤمنون حقاً) وهو وصف لا تحتويه الكلمات ان يصف الله فريقا من عباده بانهم مؤمنون بحق ويعدهم ربهم بالدرجات العلى فى الجنة وبمغفرة ذنوبهم اى أن هؤلاء برغم ايمانهم الصادق لهم ذنوب فهم بشر والبشر خطاءون والله يغفر لهم تقصيرهم واسرافهم فى امرهم اذا استغفروه وانابوا اليه والله يرزقهم فى الجنة بغير حساب وبلا تعب او مشقة ورغباتهم تلبى بالكامل وبلا انتظار ثم انهم لن يذوقوا الموت فيها ولن يخرجوا منها ( وهم فيما اشتهت أنفسهم خالدون) والمؤمنون اذا ذكر الله او تليت عليهم آياته تقشعر قلوبهم رهبة ثم تلين وتنبسط ايمانا وانسا بالله عزوجل (الله نزل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثانى تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدى به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هاد) ما أجمل الا يهاب الانسان موقفا أو يخشى أحدا الا الله اذ تكون خشية الله وحده هى كل ما يشغله ( ويخشونه ولا يخشون أحداً إلا الله وكفى بالله حسيباً) والله يطلب من عباده الذين يخشونه الا يخشوا احدا سواه (فلا تخشوا الناس واخشون) والذى يذكر ربه دوما ويخشاه ولا يخشى احدا غيره يطمئن قلبه (ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) وذلك بخلاف من لا يذكر الله فان فرائصه ترتعد فى مواقف كثيرة وفى مواجهة أناس كثيرين لأنه يظن خطأ ان امره بيدهم وان مصيره رهن ارادتهم وهذا خطأ كبير يدفع ثمنه من لا يؤمن بالله، أو يؤمن به ولكن على حرف وبلا يقين مع الأمر كله لله ولله غيب السماوات والأرض واليه يرجع الأمر كله فاعبده وتوكل عليه وما ربك بغافل عما تعملون وما دام أن الأمر كله بيد الله فما على المؤمن الا ان يعبد الله ويتوكل عليه ويمضى فى طريقه ولا يخشى شيئا فالله ليس غافلا عما يجرى حولنا وهو مسيطر على مقاليد السماوات والأرض (له مقاليد السماوات والأرض) اى ان امر السماوات والأرض وما بينهما كل ذلك يمسك الله بزمامه ويحكم سيطرته عليه. والمؤمن مطمئن لأنه موقن بأن الله ماض حكمه نافذ أمره ( والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون) (إذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون) فالمؤمن مطمئن لأنه يلوذ بمن بيده الأمر فى السماوات والارض الرحمن & والمؤمن بحق مطمئن لانه على يقين بانه اذا سأل الله اعطاه واذا استعاذه اعاذه وان استجار به اجاره وان استغاثه اغاثه وان استغفره غفر له.
& المؤمن مطمئن لانه حين ينفق من مال الله الذى اتاه اياه على الفقراء و المساكين زكاة وصدقة فان الله سوف يخلفه عليه رزقا فى الدنيا ونعيما فى الاخرة ( وما أنفقتم من شىء فهو يخلفه وهو خير الرازقين) وفى الحديث القدسى " أنفق أنفق عليك" وعن رسول الله صلوات الله عليه وسلم " ما نقص مال من صدقة" المؤمن بحق مطمئن لان الله اذا وعد صدق (وعدالله لا يخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون) وهو مطمئن الى انه سوف يظفر بنعيم الجنة خالدا فيها بأذن ربه فلن تمتد عينه الى ما عند المترفين الذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم يقول رب العزة (وما أوتيتم من شىء فمتاع الحياة الدنيا وزينتها وما عند الله خير وابقى افلا تعقلون افمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه كمن متعناه متاع الحياة الدنيا ثم هو يوم القيامة من المحضرين) والمحضرون هم المساقون الى جهنم يوم القيامة وفى نفس المعنى يقول تبارك وتعالى لرسوله ( ولا تمدن عينيك الى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وابقى )
منقول
اللهم اجعل الأيمان هادما للسيئات كما جعلت الكفر عادما للحسنات ووفقنا للاعمال الصالحات واجعلنا ممن توكل عليك فكفيته واستهداك فهديته
ودعاك فأجبته واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك
يا ارحم الراحمين وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين
================
رد مع الاستدلال
الروابط المفضلة