وها هو المعتمد حاكم بعض ولايات الأندلس:ذلكم الشجاع القوى المترف يستعين به حاكم ولاية مجاورة والتى غزها أحد أعدائه فيسرع المعتمد لنجدة ذلك الرجل ويرجع ذلك الغازى مدحورا لما راى جيوش المعتمد هنا انتهت مهمة المعتمد لكنه فى ظلام الليل يقوم ليبث جيوشه فى المدينة وحول قصر من استنجد به ويحتل المدينة؛ وياله من مجير أصيب ذلك الحاكم بصدمة عينفة شل منها قبض عليه وعلى والده وأخذت أمواله وأودع السجن وسبيت زوجاته وبناته؛ ثم أخرج من ولايته مهانا ذليلا يقول أبوه:والله ان هذا بسبب دعوة مظلوم ظلمناه بالأمس ثم يرفع يديه الى من لا يغفل عما يعمل الظالمون قائلا: اللهم كما انتقمت للمظلومين منا؛ فانتقم لنا من الظالمين وتصعد الدعوة الى من ينصر المظلوم ويظل المعتمد فى ملكه فترة ينام والمظلوم يدع عليه وعين الله لم تنم وتجتاحه دولة المرابطين فى ليلة من الليالى وتأسره فى أخر الليل ويقضى حياته فى أغمات فى بلاد المغرب أسيرا حسيرا كسيرا وأصبح بناته المترفات الآتى كن يخلط لهن التراب بالمسك ليمشين عليه أصبحن حسيرات يغزلن للناس الصوف ما عندهن ما يسترن به سوءتهن ويأتين أباهن يوم العيد فى السجن يزرنه فيتأوه ويبكى وينشد وكان شاعرا
فى ما مضى كنت بالأعياد مسرورا فساءك العيد فى أغمات مأسورا
ترى بناتك فى الأطمار جائعة يغزلن للناس ما يملكن قطميرا
برزن نحوك لتسليم خاشعة أبصارهن حسيرات مكاسيرا
يطأن بالطين والأقدام حافية كأنها لم تطىء مسكا وكافورا
من بات بعدك فى ملك يسر به فانما بات بالأحلام مغرورا
كم من دعوة مظلوم قصمت ظهر طاغية والعدل أساس الملك ولا يظلم ربك أحد. ها هو حمزة البسيونى الجبار الطاغية كان يقول للمؤمنين وهو يعذبهم وهم يستغيثون الله-جل وعلا- وما عذبوهم الا أن أمنوا بالله يقول لهم متبججا:
أين الهم الذى تستغيثون لأضعه معكم فى الحديد جل الله وتبارك سبحانه وبحمده ويخرج ويركب سيارته وظن أنه بعيد عن قبضة الله- جل وعلا- واذا به يرتطم بشاحنة ليدخل الحديد فى جسده فلا يخرجونه منه الا قطعة قطعة
(ان الله ليملى للظالم حتى اذا أخذه لم يفلته) (وكذلك أخذ ربك اذا أخذ القرى وهى ظالمة ان أخذه أليم شديد) لما اهين الامام أحمد -عليه رحمة الله- من قبل أبن أبى دؤاد رفع يديه الى من ينصر المظلوم وقالاللهم انه ظلمنى ومالى من ناصر الا انت؛ اللهم احبسه فى جله وعذبه) فما مات هذا حتى أصابه الفالج فيبست نصف جسمه وبقى نصف جسمه حى. دخلوا عليه وهو يخور كما يخور الثور ويقول: أصابتنى دعوة الامام أحمد ثم يقول والله لو وقع ذباب على نصف جسمى لكأن جبال الدنيا وضعت عليه أما النصف الآخر فلو قرض بالمقاريض ما أحسست به فاياك والظلم ما استطعت فظلم العباد شديد الوخم.
فى الأثر أن الله عز وجل يقول: (وعزتى وجلال لا تنصرفون اليوم ولأحد عند أحد مظلمة؛ وعزتى وجلال لا يجاور هذا الجسر اليوم ظالم)
منقول