الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فان للشهوات سلطانا على النفوس وأستيلاء وتمكنا فى القلوب فتركها عزيز والخلاص منها عسير ولكن من أتقى الله كفاه ومن ترك شئيا لأجله عوضه الله خيرا منه .
واليكم نماذج لأمور من تركها لله عوض الله خيرا منها.
" من ترك مسألة الناس ورجاءهم واراقة ماء الوجه أمامهم وعلق رجاءه بالله دون سواه عوضه الله خيرا مما ترك فرزقه حرية القلب وعزة النفس والاستغناء عن الخلق ومن يتصبر يصبره الله ومن يستعفف يعفه الله .
" ومن ترك الاعتراض على قدر الله فيسلم لربه فى جميع أمره رزقه الله الرضا واليقين وأراه من حسن العاقبة ما لا يخطر له ببال
" ومن ترك الذهاب للعرافين والسحرة رزقه الله الصبر وصدق التوكل وتحقق التوحيد
" ومن ترك التكالب على الدنيا فيسر له أمره وجعل غناه فى قلبه واتته الدنيا وهى راغمة.
"ومن ترك الخوف من غير الله وأفراد الله وحده بالخوف سلم من الأوهام وأمنه الله من كل شىء فصارت مخاوفه أمنا وبردا وسلاما.
" من ترك الكذب ولزم الصدق فيما يأتى ويذرهدى الى البر وكان عند الله صديقا بين الناس فسوده وأكرموه وأصاخوا السمع لقوله.
" ومن ترك المراء وان كان محقا ضمن له بيت فى ربض الجنة وسلم من شر اللجاجة والخصومة وحافظ على صفاء قلبه وأمن من كشف عيوبه .
" ومن ترك الغش فى البيع والشراء زادت ثقة الناس فيه وكثر اقبالهم على سلعته.
" ومن ترك الربا وكسب الخبيث بارك الله فى رزقه وفتح له أبواب الخيرات والبركات
" ومن ترك النظر الى المحرم عوضه الله فراسة صادقة ونورا وجلاء ولذة يجدها بقلبه
" ومن ترك البخل وأثر التكرم والسخاء أحبه الناس واقترب من الله ومن الجنة وسلم من الهم والغم وضيق الصدر وترقى فى مدارج الكمال ومراتب الفضيلة
" ومن ترك الكبر ولزم التواضع كمل سؤدده وعلا قدره وتناهى فضله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ومن تواضع لله رفعه)
" ومن ترك صحبة السوء التى يظن أن بها منتهى أنسه وغاية سروره عوضه الله أصحابا أبرارا يجد عندهم المتعة والفائدة وينال من جراء مصاحبتهم ومعاشرتهم خيرى الدنيا ولآخرة
" ومن ترك كثرة الطعام سلم من البطنة وسائر الأمراض لأن من أكل كثيرا شرب كثيرا فنام كثيرا فخسر كثيرا
" من ترك المماطلة فى الدين أعانه وسدد عنه بل كان حقا على الله عونه
" من ترك الغضب حفظ على نفسه عزتها وكرامتها ونأى بها عن ذل الاعتذار ومغبة الندم فى زمرة المتقين الكاظمين الغيظ
" من ترك الوقعية فى أعراض الناس والتعرض لعيوبهم ومغامزهم عوضه الله بالسلامة من شرهم ورزق التبصر فى نفسه وعيوبه
" من ترك مجاراة السفهاء وأعرض عن الجاهلين حمى عرضه وأراح نفسه وسلم من سماع ما يؤذيه
" من ترك الحسد سلم من أضراره المتنوعة فالحسد داء عضال وسم قتال ومسلك شائن وخلق لئيم ومن لؤم الحسد انه موكل بالأدنى فالأدنى من الاقارب والأكفاء والخلطاء والمعارف والأخوان
" من سلم من سوء الظن بالناس سلم من تشوش القلب واشتغال الفكر فاساءة الظن تفسد المودة وتجلب الهم والكدر ولهذا حذرنا الله عز وجل منها
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اياكم والظن فان الظن أكذب الحديث)
" وبالجملة من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره.
الروابط المفضلة