أخواتى الحبيبات سلام الله عليكن و رحمته تعالى و بركاته وبعد
لقد كنت فى زيارة للأهل فى الصيف الماضى وقد إلتقيت بالأقارب و الأحباب وهالنى مارأيت
فقد جلست معهن ومعظمهن محجبات حجاب التبرج و السفور
وأما الحواجب فلا تسألوا عنها
فمنها القوسى ومنها كالسيف وحدته وآخر كالأراجوز
وكنت والله لا أستطيع أن اركز على الوجوه لأنى أرى عظم التغيير فى خلق الله وكأنه تشوه تختاره الواحدة بإرادتها المحضة
وكانت إبنة عمتى ( أم مجاهد) بارك الله فيها و كثر من أمثالها
تدعوهن و هى تقريبا الداعية الوحيدة فى مجتمعنا الفاسد كله.
فأغلظت بالقول على إحداهن حيث أنها تجاوزت الخمسين من العمر و لم تزال غير محجبة...
وعندما همت بالخروج و إذ بإبنة عمتى تقول لها بصوت عالى عندما رأتها تهم بلبس العباءة فوق بنطالها الضيق..
فقالت لها مبروك شو تحجبتى؟
فضحكت قريبتنا المتبرجة و قالت ليس بعد و لكنى ألبس العباءة فوق الضيق من اللباس.
الحاضرين أبدو تذمر من إسلوب إبنة عمتى التى أخجل قريبتنا
ولكن جواب أم مجاهد التى كان رائعا
حيث قالت أريدكن أن تجاوبننى بصراحة
إن كانت إبنتك التى تبلغ ال 12 سنة أو أكثر قد علمتيها مرارا و تكرارا كيف هى طريقة مسح الطاولة أو كنس الأرض أو بعض الأمور البسيطة فى المنزل ولكنها كل مرة لا تجيد فعل أيا من هذه الأشياء البسيطة
أنت كأم مذا ستقولى لها؟
ستصرخى عليها وتقولى لها ما بتفهمى كم مرة قلتلك إعملى كذا و كذا
وين مخك... هذه أشياء بسيطة ولا تستطيعى أن تتقنيها فكيف بالذى سيأتى بعد ذلك؟
وهذا انا حدثتكن مئات المرات عن الحلال و الحرام و عن حرمة التبرج و السفور ونمص الحواجب ولكن هيهات هيهات
فرددت بعض الكلمات التى قرأتها فى كتيب صغير لأبن القيم الجوزية و وقفت عندها و تأملت بها كثيرا.
"عجبت لأمر عاقل يبيع جنة عرضها السموات و الأرض بشهوة ساعة"
ما أجملها من كلمات و أما أعظمها من موعظة و جيزة...
فيامن نمصت حاجبيك لتظهر جمالك
ويامن كشفت عن شعرك وطرت به فى لذة شهوتك
ويامن إدعت الحجاب الضيق أو الشفاف أو التبرج و التعطر لأجل لفت الانظار و سماع المدح و كلمات الإعجاب
أقول لك هلا وقفت مع كلمات إبن القيم و هلا فتحت لى قلبك لتلك الكلمات لعلها تنفعك يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يهدى بنات أمتنا و أن يحبب إليهن الحجاب و الستر و يكره إليهن التبرج و السفور يارب العالمين
ع
الروابط المفضلة