انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
الصفحة 3 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرالأخير
عرض النتائج 21 الى 30 من 37

الموضوع: «-.¸¸,.-~* قافلة السنة : تدارس أحاديث خير البشر *~-.,¸¸.-»

  1. #21
    تاريخ التسجيل
    Oct 2002
    الموقع
    عائلة "ابن بطوطة" تنتقل من جديد من فانكوفر لهملتون
    الردود
    7,381
    الجنس
    امرأة
    جزاك الله خيرا غدير ممتاز

    بوركتِ جمون

    معذرة عن التأخر .. انشغلت .. لي عودة بإذن الله
    قَال مُحَمَّد بْن يحيى الذهلي سألت عَبد اللَّهِ بْن دَاوُد عَنِ التوكل، فَقَالَ: أرى التوكل حسن الظن بالله ) [تهذيب الكمال]

  2. #22
    تاريخ التسجيل
    Oct 2002
    الموقع
    عائلة "ابن بطوطة" تنتقل من جديد من فانكوفر لهملتون
    الردود
    7,381
    الجنس
    امرأة
    لم ينزل الشرح .. التصفح كان ثقيل ..الله المستعان
    قَال مُحَمَّد بْن يحيى الذهلي سألت عَبد اللَّهِ بْن دَاوُد عَنِ التوكل، فَقَالَ: أرى التوكل حسن الظن بالله ) [تهذيب الكمال]

  3. #23
    تاريخ التسجيل
    Oct 2002
    الموقع
    عائلة "ابن بطوطة" تنتقل من جديد من فانكوفر لهملتون
    الردود
    7,381
    الجنس
    امرأة

    شرح الحديث 2 : أرعوني السمع و القلب و البصر ^_^

    سند الحديث باللفظ المذكور :
    ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏ابْنُ جُرَيْجٍ ‏ ‏قَالَ أَخْبَرَنِي ‏ ‏عَطَاءٌ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏جَابِرٍ ‏ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

    متن الحديث:
    ‏‏عَنْ النَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏‏قَالَ ‏ ‏إِذَا ‏ ‏اسْتَجْنَحَ ‏ ‏اللَّيْلُ ‏ ‏أَوْ قَالَ ‏ ‏جُنْحُ ‏ ‏اللَّيْلِ‏ ‏فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ تَنْتَشِرُ حِينَئِذٍ فَإِذَا ذَهَبَ سَاعَةٌ مِنْ الْعِشَاءِ فَخَلُّوهُمْ وَأَغْلِقْ بَابَكَ وَاذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ وَأَطْفِئْ مِصْبَاحَكَ وَاذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ ‏ ‏وَأَوْكِ سِقَاءَكَ ‏‏وَاذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ ‏ ‏وَخَمِّرْ إِنَاءَكَ ‏ ‏وَاذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ وَلَوْ تَعْرُضُ عَلَيْهِ شَيْئًا

    تخريج الحديث: أخرجه البخاري بهذا اللفظ

    درجة الحديث: الحديث صحيح

    غريب الحديث :
    جنح : والمعنى إقباله بعد غروب الشمس , يقال جنح الليل أقبل واستجنح حان جنحه أو وقع

    أوك : بفتح الهمزة من الإيكاء ‏ ، أي شد واربط رأس سقائك بالوكاء وهو الحبل لئلا يدخله حيوان أو يسقط فيه شيء ‏

    خمر: من التخمير و هو التغطية
    تعرض: بفتح أوله وضم الراء وقيل بكسر الراء وهو مأخوذ من العرض أي تجعل العود على الإناء بالعرض

    موضوع الحديث :
    أهمية الذكر حتى في عادات الحياة و تحصين الصبيان

    شرح الحديث :
    ‏ ‏إِذَا ‏ ‏اسْتَجْنَحَ ‏ ‏اللَّيْلُ ‏ ‏أَوْ قَالَ ‏ ‏جُنْحُ ‏ ‏اللَّيْلِ‏ ‏فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ تَنْتَشِرُ حِينَئِذٍ فَإِذَاذَهَبَ سَاعَةٌ مِنْ الْعِشَاءِ فَخَلُّوهُمْ
    قال ابن الجوزي : إنما خيف على الصبيان في تلك الساعة لأن النجاسة التي تلوذ بها الشياطين موجودة معهم غالبا , والذكر الذي يحرز منهم مفقود من الصبيان غالبا والشياطين عند انتشارهم يتعلقون بما يمكنهم التعلق به , فلذلك خيف على الصبيان في ذلك الوقت . والحكمة في انتشارهم حينئذ أن حركتهم في الليل أمكن منها لهم في النهار , لأن الظلام أجمع للقوى الشيطانية من غيره , وكذلك كل سواد . ولهذا قال في حديث أبي ذر " فما يقطع الصلاة ؟ قال : الكلب الأسود شيطان " أخرجه مسلم .

    وَأَغْلِقْ بَابَكَ وَاذْكُرْ اسْمَاللَّهِ وَأَطْفِئْ مِصْبَاحَكَ وَاذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ ‏ ‏وَأَوْكِ سِقَاءَكَ ‏‏وَاذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ ‏ ‏وَخَمِّرْ إِنَاءَكَ ‏ ‏وَاذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ
    هو خطاب لمفرد , والمراد به كل أحد , فهو عام بحسب المعنى , و مقابلة المفرد بالمفرد تفيد التوزيع .
    ‏ يذكر اسم الله عند إغلاق الباب و إطفاء السراج و ربط الغطاء على السقاء و تغطية الإناء
    وَلَوْ تَعْرُضُ عَلَيْهِ شَيْئًا
    والمعنى أنه لم يغطه فلا أقل من أن يعرض عليه شيئا . قال الحافظ : وأظن السر في الاكتفاء بعرض العود أن تعاطي التغطية أو العرض يقترن بالتسمية فيكون العرض علامة على التسمية فتمتنع الشياطين من الدنو منه ‏



    قبسات من موضوع الحديث :
    الكلام عن فضل الذكر و جلاله قد يطول .. لذلك سأذكر بعض النقاط المهمة في المسألة :


    الذكر حياة القلوب وجلاؤها.
    إن قلوب لا غنى لها عن أي مادة من المواد التي بها قوام الحياة والنماء فالقلوب قد تصدأ كما يصدأ الحديد ، و تظمأ كما يظمأ الزرع ، وتجف كما يجف الضرع .. ولذا فهي تحتاج إلى تجلية وري ، يزيلان عنها الأصداء والظمأ ، والمرء في هذه الحياة ، محاط بالأعداء من كل جانب ؛ نفسه الأمارة بالسوء ، تورده موارد الهلكة ، وكذا هواه وشيطانه ، فهو بحاجة ماسة ، إلى ما يحرزه ويؤمنه ، ويسكن مخاوفه ، ويطمئن قلبه . وإن من أكثر ما يزيل تلك الأدواء ، ويحرز من الأعداء ، ذكر الله والإكثار منه لخالقها ومعبودها ؛ فهو جلاء القلوب وصقالها ، ودواؤها إذا غشيها اعتلالها .
    قال ابن القيم رحمه الله : سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول : الذكر للقلب مثل الماء للسمك ، فكيف يكون السمك إذا فارق الماء ؟

    فضيلة عبادة الذكر
    العلاقة بين العبد وبين ربه ليست محصورة في ساعة مناجاة في الصباح ، أو في المساء فحسب ، ثم ينطلق المرء بعدها ، في أرجاء الدنيا غافلا لاهيا ، يفعل ما يريد دون قيد ولا محكم كلا ! هذا تدين مغشوش ، العلاقة الحقة ، أن يذكر المرء ربه حيثما كان ، وأن يكون هذا الذكر مقيدا مسالكه بالأوامر والنواهي ، ومبشراً الإنسان بضعفه البشري ، ومعينا له على اللجوء إلى خالقه في كل ما يعتريه .
    لقد حث الدين الحنيف ، على أن يتصل المسلم بربه ، ليحيا ضميره ، وتزكوا نفسه ، ويطهر قلبه ، ويستمد منه العون والتوفيق ؛ ولأجل هذا ، جاء في محكم التنزيل والسنة النبوية المطهرة ، ما يدعوا إلى الإكثار من ذكر الله عز وجل على كل حال ؛ فقال عز وجل : يا أيها الذين ءامنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً وسبحوه بكرة وأصيلاً [سورة الأحزاب:41-42].
    وقال سبحانه :والذاكرين الله كثيراً والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا ًعظيماً [سورة الأحزاب:35]. وقال جل شأنه : واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون [سورة الأنفال :45]. وقال تعالى : فاذكروني أذكركم [سورة البقرة:152]. وقال سبحانه: ولذكر الله أكبر [سورة العنكبوت :45].
    وقال صلى الله عيله و سلم: ((ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إعطاء الذهب والورق ، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ قالوا : وذلك ما هو يا رسول الله ، قال :. ذكر الله عز وجل )) رواه أحمد .

    دور الذكر في حرب المؤمن للشيطان.
    إن الذنوب كبائرها وصغائرها لا يمكن أن يرتكبها بنو آدم ، إلا في حال الغفلة والنسيان لذكر الله عز وجل ؛ لأن ذكر الله تعالى ، سبب للحياة الكاملة التي يتعذر معها أن يرمي صاحبها بنفسه في أتون الجحيم ، أو غضب وسخط الرب العظيم ، وعلى الضد من ذلك ، التارك للذكر ، والناسي له ، فهو ميت ، لا يبالي الشيطان أن يلقيه في أي مزبلة شاء .
    قال تعالى : ومن يعْشُ عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً فهو له قرين [سورة الزخرف:36]. وقال تعالى : ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى [سورة طه :124].
    قال ابن عباس رضي الله عنهما : الشيطان جاثم على قلب ابن آدم ، فإذا سها وغفل وسوس ، فإذا ذكر الله خنس .
    وكان رجل رديف النبي على دابة ، فعثرت الدابة بهما ، فقال الرجل: تعس الشيطان ؛ فقال له النبي صلى الله عليه و سلم : ((لا تقل : تعس الشيطان ؛ فإنه عند ذلك يتعاظم حتى يكون مثل البيت ، ولكن قل : بسم الله . فإنه يصغر عند ذلك حتى يكون مثل الذباب )) رواه أحمد وأبو داود وهو صحيح .
    وحكى ابن القيم رحمه الله عن بعض السلف ، أنهم قالوا : إذا تمكن الذكر من القلب ، فإن دنا منه الشيطان صرعه الإنسي ، كما يصرع الإنسان إذا دنا منه الشيطان ، فيجتمع عليه الشياطين ، فيقولون : ما لهذا ؟ فيقال : قد مسه الإنسي .
    الإكثار من ذكر الله ، براءة من النفاق ، وفكاك من أسر الهوى ، وجسر يصل به العبد إلى مرضاة ربه ، وما أعده له من النعيم المقيم ، بل هو سلاح مقدم ، من أسلحة الحروب الحسية التي لا تثلم ، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه و سلم في فتح القسطنطينية : (( فإذا جاءها نزلوا ، فلم يقاتلوا بسلاح ولم يرموا بسهم ، قالوا : لا إله إلا الله والله أكبر ؛ فيسقط أحد جانبيها ، ثم يقولوا الثانية : لا إله إلا الله والله أكبر فيسقط جانبها الآخر ، ثم يقولوا الثالثة : لا إله إلا الله والله أكبر فيفرج لهم فيدخلوها فيغنموا .. الحديث )) رواه مسلم في صحيحه .

    دور الذكر في عون المؤمن على شؤونه الدنيوية
    الناس بعامة قد يقلقون في حياتهم أو يشعرون بالعجز أمام ضوائق أحاطت بهم من كل جانب ، وهم أضعف من أن يرفعوها إذا نزلت ، أو يدفعوها إذا أوشكت ، ومع ذلك فإن ذكر الله عز وجل ، يحيي في نفوسهم استشعار عظمة الله ، وأنه على كل شيء قدير ، وأن شيئا لن يفلت من قهره وقوته ، وأنه يكشف ما بالمعنى إذا ألم به العناء ، حينها يشعر الذاكر بالسعادة وبالطمأنينة يغمران قلبه وجوارحه الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب [سورة الرعد:28].
    لا تخش غما ، ولا تشك هما ، ولا يصبك قلق ، ما دام قرينك هو ذكر الله . يقول جل وعلا في الحديث القدسي : (( أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم )) رواه البخاري ومسلم .
    واشتكى علي وفاطمة رضي الله عنهما إلى رسول الله ، ما تواجهه من الطحن والعمل المجهد ، فسألته خادما ، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ((ألا أدلك على ما هو خير لك من خادم ، إذا أويتما إلى فراشكما ، فسبحا الله ثلاثا وثلاثين ، واحمداه ثلاثا وثلاثين . وكبراه أربعا وثلاثين ؛ فتلك مائة على اللسان وألف في الميزان )).
    فقال علي رضي الله عنه : ما تركتها بعدما سمعتها من النبي ، فقال رجل : ولا ليلة صفين ؟ قال : ولا ليلة صفين . رواه أحمد وليلة صفين : ليلة حرب ضروس دارت بينه وبين خصومه رضي الله عنهم أجمعين .

    الذاكرون الغافلون
    هناك من الناس من يذكرون الله ، ولكنهم لا يفقهون معنى الذكر ، فتصبح قلوبهم بعيدة عن استشعار جلال الله ، وقدره حق قدره ، وذكر الله عز وجل ، كلام تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ، ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ، غير أن الناس مما ألفوا منه ، وما جهلوا من معناه ، لا يرددونه إلا كما يرددون كلاما تقليديا ، وإلا فهل فكر أحد في كلمة ((الله أكبر)) التي هي رأس التكبير وعماده ، وهي أول ما كلف به الرسول حين أمر بالإنذار يـا أيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر [سورة المدثر:1-3].
    إنها كلمة عظيمة ، تحيي موات الأرض الهامدة ، لصوتها هدير كهدير البحر المتلاطم ، أو هي أشد وقعا .
    إنها كلمة ، ينبغي أن تدوي في أذن كل سارق وناهب ؛ لترتجف يده ، ويهتز كيانه . وكذا تدوي ، في أذن كل من يهم بإثم أو معصية ، ليقشعر ويرتدع ، وينبغي أن تدوي في أذن كل ظالم معتد متكبر ، ليتذكر إن كان من أهل الذكرى ، أن هناك إلها أقوى منه ، وأكبر من حيلته واستخفافه ومكره ، أخذه أقوى من أخذ البشر ومكرهم وخديعتهم ، فالله أكبر ، الله أكبر كبيرا .
    فقد يجمع الله الشتيتين بعدما يظنان كل الظن ألا تلاقيا .
    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم يا أيها الذين ءامنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون [سورة المنافقون:9].


    تنبيه :الفرق بين البسملة و التسمية ؟
    التسمية هي قول بسم الله، أماالبسملة فهي قول بسم الله الرحمن الرحيم


    حكم و عبر :
    حرص النبي صلى الله عليه و سلم على كف الأذية عن أمته

    أهمية ذكر الله بالتسمية عند فعل أي شيء و إن كان من العادات اليومية

    الحفاظ على الصبيان واجب و هو مسؤولية آبائهم ، يتحصينهم بكفهم عن الخروج عنج قدوم الليل و بالأدعية المأثورة مثل" أعيذك بكلمات الله التامات من كل شيطان و هامة و من كل عين لامة"

    يعلمنا النبي صلى الله عليه و سلم أمر غيبي عنا و هو انتشار الشياطين بعد المغرب إلى ساعة من العشاء

    البسملة حصن حصين و ذكر مهم في حياة المسلم

    لم يترك النبي صلى الله عليه وسلم شيئا للأمة بدون تعليمها إياه ..حتى قال أبو ذر - رضي الله عنه -: (لقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما طائر يقلب جناحيه في السماء إلا ذكر لنا منه علما). وفي صحيح مسلم عن سلمان - رضي الله عنه - أنه قيل له: (قد علمكم نبيكم كل شيء حتى الخراءة؟ قال: أجل، لقد نهانا أن نستقبل القبلة بغائط أو بول).
    قال ابن القيم - رحمه الله -: (وقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما طائر يقلب جناحيه في السماء إلا ذكر للأمة منه علما، وعلمهم كل شيء حتى آداب التخلي، وآداب الجماع، والنوم، والقيام والقعود، والأكل والشرب، والركوب والنزول، والسفر والإقامة، والصمت والكلام، والعزلة والخلطة، والغنى والفقر، والصحة والمرض، وجميع أحكام الحياة والموت، ووصف لهم العرش والكرسي، والملائكة والجن، والنار والجنة، ويوم القيامة وما فيه حتى كأنه رأي العين، وعرفهم معبودهم وإلاههم أتم التعريف حتى كأنهم يرونه ويشاهدونه بأوصاف كماله، ونعوت جلاله، وعرفهم الأنبياء وأممهم، وما جرى لهم وما جرى عليهم معهم، حتى كأنهم كانوا بينهم، وعرفهم من طرق الخير والشر دقيقها وجليلها، ما لم يعرفه نبي لأمته قبله، وعرفهم صلى الله عليه وسلم من أحوال الموت، وما يكون بعده في البرزخ، وما يحصل فيه من النعيم والعذاب للروح والبدن ما لم يعرف به نبي غيره، وكذلك عرفهم صلى الله عليه وسلم من أدلة التوحيد، والنبوة، والمعاد، والرد على جميع أهل الكفر والضلال ما ليس لمن عرفه حاجة من بعده، اللهم إلا إلى من يبلغه إياه، ويبينه، ويوضح منه ما خفي عليه، وكذلك عرفهم صلى الله عليه وسلم من مكايد إبليس، وطرقه التي يأتيهم منها، وما يتحرزون به من كيده، ومكره، وما يدفعون به شره ما لا مزيد عليه، وكذلك عرفهم صلى الله عليه وسلم من أحوال نفوسهم، وأوصافها ودسائسها وكمائنها، ما لا حاجة لهم معه إلى سواه، وكذلك عرفهم صلى الله عليه وسلم من أمور معايشهم ما لو علموه، وعملوه؛ لاستقامت لهم دنياهم أعظم استقامة. وبالجملة فجاءهم بخبر الدنيا والآخرة برمته، ولم يحوجهم الله إلى سواه، فكيف يظن أن شريعته الكاملة التي ما طرق العالم شريعة أكمل منها ناقصة تحتاج إلى سياسة خارجة عنها تكملها؟ أو إلى قياس، أو حقيقة، أو معقول خارج عنها؟ ..
    ومن ظن ذلك، فهو كمن ظن أن بالناس حاجة إلى رسول آخر بعده.


    المراجع : شرح الحديث بهذا الشكل اجتهادمني -من المراجع التي سيأتي ذكرها- .. فإن أصبت فمن الله وحده و إن أخطأت فمن نفسيو من الشيطان ..
    فتح الباريشرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني
    عون المعبود شرح سنن أبي داود
    خطب منموقع المنبر..
    مجلة الدعوة الإسلامية الصحفية
    موقع الشبكة الإسلامية

    الكتبالمذكروة متوفرة على الشبكة بحمد اللهhttp://www.almeshkat.net/books/list.php?cat=22



    آخر مرة عدل بواسطة مسرّة : 26-03-2006 في 02:54 AM
    قَال مُحَمَّد بْن يحيى الذهلي سألت عَبد اللَّهِ بْن دَاوُد عَنِ التوكل، فَقَالَ: أرى التوكل حسن الظن بالله ) [تهذيب الكمال]

  4. #24
    تاريخ التسجيل
    Oct 2002
    الموقع
    عائلة "ابن بطوطة" تنتقل من جديد من فانكوفر لهملتون
    الردود
    7,381
    الجنس
    امرأة
    الحديث 3

    أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لبلال بن الحارث اعلم قال : ما أعلم يا رسول الله؟ قال إنه من أحيا سنة من سنتي قد أميتت بعدي فإن له من الأجر مثل من عمل بها منغير أن ينقص من أجورهم شيئا ومن ابتدعبدعةضلالة لا يرضاها الله ورسوله كان عليه مثل آثام من عمل بها لا ينقص ذلك من أوزارالناس شيئا
    قَال مُحَمَّد بْن يحيى الذهلي سألت عَبد اللَّهِ بْن دَاوُد عَنِ التوكل، فَقَالَ: أرى التوكل حسن الظن بالله ) [تهذيب الكمال]

  5. #25
    تاريخ التسجيل
    Dec 2000
    الردود
    9,839
    الجنس
    أنثى


    - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لبلال بن الحارث اعلم قال : ما أعلم يا رسول الله ؟ قال إنه من أحيا سنة من سنتي قد أميتت بعدي فإن له من الأجر مثل من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيئا ومن ابتدع بدعة ضلالة لا يرضاها الله ورسوله كان عليه مثل آثام من عمل بها لا ينقص ذلك من أوزار الناس ( في رواية من آثام الناس ) شيئا


    الراوي: عمرو بن عوف المزني - خلاصة الدرجة: حسن - المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2677

    شرح لبعض الكلمات:

    ‏( اعلم ) ‏
    ‏أي تنبه وتهيأ لحفظ ما أقول لك ‏

    ‏( قال أعلم ) ‏
    ‏أي أنا متهيئ لسماع ما تقول

    ‏( من أحيا سنة ) ‏
    ‏أي أظهرها وأشاعها بالقول أو العمل ‏

    ‏( قد أميتت بعدي ) ‏
    ‏قال ابن الملك أي تركت تلك السنة عن العمل بها

    بعض الفوائد:

    -أدب الصحابي مع النبي صلى الله عليه وسلم.
    -أسلوب النبي صلى الله عليه وسلم لجذب الإنتباه.
    -الأجر العظيم لأمر إحياء سنة أميتت بعد النبي صلى الله عليه وسلم..
    -عظم وزر من أبتدع بدعة ضلالة لايرضاها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.

    ---------------------

    مشاركة متواضعه على عجل..






    اللهم اجعل لي من كل همٍ فرجاً
    ومن كل ضيق مخرجاً
    وارزقني من حيث لاأحتسب


  6. #26
    تاريخ التسجيل
    Oct 2002
    الموقع
    عائلة "ابن بطوطة" تنتقل من جديد من فانكوفر لهملتون
    الردود
    7,381
    الجنس
    امرأة
    بل مشاركة ممتازة رغم أنها على عجل .. بارك الله فيك
    قَال مُحَمَّد بْن يحيى الذهلي سألت عَبد اللَّهِ بْن دَاوُد عَنِ التوكل، فَقَالَ: أرى التوكل حسن الظن بالله ) [تهذيب الكمال]

  7. #27
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الموقع
    عايشة في الشرقية وهواها في الغربية.......؟
    الردود
    415
    الجنس
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
    الشرح :
    قال لبلال بن الحارث وهو مزني مدني كنيته أبو عبد الرحمن مات سنة ستين وله ثمانون سنة ..

    اعلم أي تنبه وتهيأ لحفظ ما أقول لك ..
    قال أعلم :أي أنا متهئ لسماع ما تقول وحفظه رضي الله عنه
    وفي بعض النسخ بزيادة ما ,ما أعلم :أي أي شئ أعلم .
    من أحيا سنة:أي أظهرها وأشاعها بالقول أو العمل ..

    سنتي : قال الأشرف ظاهر النظم يقتضي أن يقال من سنني لكن الرواية بصيغة الإفراد انتهى فيكون المراد بها الجنس

    قد أميتت بعدي :أي تركت تلك السنة عن العمل بها يعني من أحياها من بعدي بالعمل بها أو حث الغير على العمل بها .
    من غير أن ينقص :متعد ويحتمل اللزوم .
    من أجورهم : من للتبعيض أي من أجور من عمل بها فأفرد أولا رعاية للفظه وجمع ثانيا لمعناه ..
    شيئا :مفعول به أو مفعول مطلق لأنه حصل له الدلالة والإحياء والحق وللعاملين بإعتبار الفعل فلم يتواردا على محل واحد حتى,يتوهم أن حصول أحدهما ينقص الآخر .
    ومن ابتدع بدعة ضلالة : هنا يؤكد صلى الله عليه وسلم أن البدع من الضلالوأن في إشاعة البدع إماتة السنن وفي إماتتها إحياء الدين وعلومه إن دين الإسلام كامل تام غير ناقص ولايحتاج إلى شئ في كماله وإتمامه ونصوصه مع أدلة السنة المطهرة كافية وافية شافية لجميع الحوادث إلى يوم القيامة .....
    لايرضاها الله ورسوله : هذا أيضا صفة كاشفة بقوله بدعة ..

    قوله هذا حديث حسن :: وأخرجه ابن ماجه والحديث ضعيف لضعف كثير بن عبد الله وقد اعترض على تحسين الترمذي لحديثه ...
    .

  8. #28
    تاريخ التسجيل
    Oct 2002
    الموقع
    عائلة "ابن بطوطة" تنتقل من جديد من فانكوفر لهملتون
    الردود
    7,381
    الجنس
    امرأة
    جزاك الله خيرا على المشاركة الطيبة و لي عودة بإذن الله مع الشرح ..

    وفقك الله لكل خير
    قَال مُحَمَّد بْن يحيى الذهلي سألت عَبد اللَّهِ بْن دَاوُد عَنِ التوكل، فَقَالَ: أرى التوكل حسن الظن بالله ) [تهذيب الكمال]

  9. #29
    تاريخ التسجيل
    Oct 2002
    الموقع
    عائلة "ابن بطوطة" تنتقل من جديد من فانكوفر لهملتون
    الردود
    7,381
    الجنس
    امرأة
    سند الحديث باللفظ المذكور :
    ‏ حَدَّثَنَا ‏ ‏عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ‏ ‏أَخْبَرَنَا ‏ ‏مُحَمَّدُ بْنُ عُيَيْنَةَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏مَرْوَانَ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيِّ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏كَثِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ هُوَ ابْنُ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ الْمُزَنِيِّ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِيهِ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏جَدِّهِ

    متن الحديث: أَنَّ النَّبِيَّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏لِبِلَالِ بْنِ الْحَارِثِ ‏ ‏اعْلَمْ قَالَ مَا أَعْلَمُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ اعْلَمْ يَا ‏ ‏بِلَالُ ‏ ‏قَالَ مَا أَعْلَمُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ إِنَّهُ ‏ ‏مَنْ أَحْيَا سُنَّةً مِنْ سُنَّتِي قَدْ أُمِيتَتْ بَعْدِي فَإِنَّ لَهُ مِنْ الْأَجْرِ مِثْلَ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا وَمَنْ ابْتَدَعَ بِدْعَةَ ضَلَالَةٍ لَا ‏ ‏تُرْضِي اللَّهَ وَرَسُولَهُ كَانَ عَلَيْهِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ عَمِلَ بِهَا لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أَوْزَارِ النَّاسِ شَيْئًا

    تخريج الحديث: أخرجه الترمذي

    درجة الحديث:
    الحديث حسنه الترمذي و خالفه في ذلك باقي علماء الحديث بسبب كثير بن عبد الله المزني
    فذكر الشيخ الألباني الحديث في ضعيف الجامع و في ضعيف الترغيب و في ضعيف الترمذي

    قال ابن حبان في " المجروحين ": كان الشافعي يقول: كثير بن عبدالله المزني ركن من أركان الكذب
    وقال ابن حجر في التهذيب: قال الحاكم: حدث عن أبيه عن جده نسخة فيها مناكير
    و قال المنذري في الترغيب بعد نقل تحسين الترمذي بل كثير بن عبد الله متروك واه
    و لهذا الحديث أصل و معناه صحيح .. رغم ذلك يجب اظهار ضعفه
    فقد جاء في الحديث الصحيح الذي أخرجه مسلم :
    جاء ناس من الأعراب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . عليهم الصوف . فرأى سوءحالهم قد أصابتهم حاجة . فحث الناس على الصدقة . فأبطؤا عنه . حتى رؤي ذلك في وجهه . قال : ثم إن رجلا من الأنصار جاء بصرة من ورق . ثم جاء آخر . ثم تتابعوا حتى عرف السرور في وجهه . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من سن في الإسلامسنةحسنة، فعمل بها بعده ، كتب له مثل أجر من عمل بها . ولا ينقص من أجورهم شيء . ومن سن في الإسلامسنة سيئة ، فعمل بها بعده ، كتب عليه مثل وزر من عمل بها ، ولا ينقص من أوزارهم شيء " . وفي رواية : خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فحث على الصدقة . بمعنى حديث جرير . وفي رواية : " لا يسن عبدسنةصالحة يعمل بها بعده " ثم ذكر تمام الحديث .


    فيجب التنبيه على أن هناك أحاديث ضعيفة معناها صحيح لكن لا يصح روايتها إلا مع تبيان ضعفها و لا يُستشهد بها .. أضرب مثالين للفائدة:
    "اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا ، واعمل لآخرتك كأنكتموت غدا " هذا الحديث لا أصل له مرفوعا للنبي صلى الله عليه و سلم ، و لا يُعرف له راويا ! ، رغم ذلك اشتهر بين الناس على أنه حديث نبوي .. و من تأمل فيه لوجد معناه صحيحا .
    "من أحيى سنتي فقد أحبني و من أحبني كان معي في الجنة" هذا حديث تُنسب روايته عن النبي صلى الله عليه و سلم لأنس بن مالك رضي الله عنه لكن سنده ضعيف ، و لو تأملنا فيه لوجدنا أن معناه صحيح .. ففعلا لا يحيي سنن النبي صلى الله عليه و سلم إلا محب و المرء مع من أحب - كما جاء في الحديث الصحيح - .


    غريب الحديث :
    بدعة : في اللغة هي الشيء المخترع على غير مثال سابق
    أما في الاصطلاح: فهي طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية يقصد بالسلوك عليها بالمبالغة في التعبد لله تعالى. (و هذا تعريف الشاطبي رحمه الله)


    موضوع الحديث :

    أهمية إحياء السنن و الاتباع ، و شناعة الابتداع


    شرح الحديث :

    اعْلَمْ ‏أي تنبه وتهيأ لحفظ ما أقول لك ‏


    قَالَ مَا أَعْلَمُ أي أنا متهيئ لسماع ما تقول وحفظه وفي بعض النسخ ما أعلم بزيادة ما الاستفهامية أي : أي شيء أعلم ‏
    إِنَّهُ ‏ ‏مَنْ أَحْيَا سُنَّةً مِنْ سُنَّتِي ‏أي أظهر سنة من سنتي وأشاعها بالقول أو العمل أو حث الغير على العمل بها
    و جاء لفظ : سنتي مفردا فيكون المراد به الجنس و إلا فإن نظم الألفاظ يقتضي قول سنني


    قَدْ أُمِيتَتْ بَعْدِي أي تركت تلك السنة عن العمل بها
    فَإِنَّ لَهُ مِنْ الْأَجْرِ مِثْلَ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا يكون له مثل أجور من دلهم للعمل بها
    وَمَنْ ابْتَدَعَ بِدْعَةَ ضَلَالَةٍ لَا ‏ ‏تُرْضِي اللَّهَ وَرَسُولَهُ كَانَ عَلَيْهِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ عَمِلَ بِهَا لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أَوْزَارِ النَّاسِ شَيْئًا أي من اخترع طريقة في الدين ليست منه تضاهي الشرعية يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه سيكون له إثمها و مثل إثم كل من عمل بها
    ‏ ‏ ‏



    قبسات من موضوع الحديث :
    بما أن معنى الحديث صحيح و هناك حديث مسلم الذي ذكرته و الذي يحمل نفس المعنى بالضبط لا ضير في أن نناقش موضوع الحديث :

    أهمية اتباع رسول الله صلى الله عليه و سلم و إحياء سنته و طاعته في كل ما أمر و نهى
    الآيات و الأحاديث الدالة على هذا كثيرة منها :
    فَلاَ وَرَبّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِى أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلّمُواْ تَسْلِيماً [النساء:65].
    ومن ثَم قال بعد هذه الآية بخمس عشرة آية: مَّنْ يُطِعِ ٱلرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ ٱللَّهَ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَـٰكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً [النساء:80].
    و ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى، قالوا: ومن يأبى يا رسول الله؟ قال: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى)).
    هو الذي يأبى، الذي يعصيني ولا يطيعني وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَـٰكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً أي: إن عليك إلا البلاغ, ومن عصاك فلا يضر إلا نفسه. كما في الصحيحين كذلك عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه)).
    ثم تقول الآية ـ من سورة الأعراف ـ الثامنة والخمسون بعد المائة في نهايتها: فَـئَامِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ ٱلنَّبِىّ ٱلامّىّ ٱلَّذِى يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ وَكَلِمَـٰتِهِ وَٱتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ [الأعراف:158].
    أي اسلكوا طريقه واقتفوا أثره لعلكم تهتدون الصراط المستقيم.
    وفي سورة المائدة قال في الآية الثانية والتسعين: وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَٱحْذَرُواْ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَٱعْلَمُواْ أَنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا ٱلْبَلَـٰغُ ٱلْمُبِينُ [المائدة:92].
    وقال في الآية العشرين من سورة الأنفال: يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْاْ عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ [الأنفال:20].
    أي اسمعوا سمع من يدرك ويفهم وينقاد وَلاَ تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ قَالُواْ سَمِعْنَا وَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ [الأنفال:21]، فإن من قال سمعت ولا ينقاد له مثل في الآية التالية: إِنَّ شَرَّ ٱلدَّوَابّ عِندَ ٱللَّهِ ٱلصُّمُّ ٱلْبُكْمُ ٱلَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ [الأنفال:22].
    ثم قال الله تبارك وتعالى محذراً نهاية الآية الثالثة والستين من سورة النور: فَلْيَحْذَرِ ٱلَّذِينَ يُخَـٰلِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أي عن أمر رسوله صلى الله عليه وسلم أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [النور:63].
    أي ليخش من خالف أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تصيبهم فتنة من كفر أو نفاق أو بدعة، ليحذر المخالفون أن يؤول أمرهم للكفر أو النفاق أو البدعة, فإن من عود نفسه مخالفة الرسول قسا قلبه وأشرب البدعة ولم يقبل بعد ذلك سنةً من هديه صلى الله عليه وسلم فابتلى بالكفر أو النفاق أو البدعة أو عَذَابٌ أَلِيمٌ ليحذروا كذلك أن يُبتلوا في الدنيا بقتل أو حد فليحذروا.
    وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مثلي ومثلكم كمثل رجل استوقد ناراً فلما أضاءت ما حوله جعل الفراش والدواب اللاتي يقعن في النار يقعن فيها وجعل يحجزهن ويغلبنه فيقتحمن فيها)).
    قال: ((فذلك مثلي ومثلكم, أنا أخذ بحجزكم عن النار أقول: هلم عن النار وأنتم تغلبوني وتقتحمون فيها)).
    انظروا إلى هذا المثل, يمثل رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل أوقد ناراً, وقف يحجز الفراش والدواب عن الوقوع في هذه النار, وهو صلى الله عليه وسلم بأوامره ونهيه وطريقته قد بين السبيل وكأنه قام أمام النار ويحجز كل من أراد الخوض فيها بعمله الخبيث, ولكنهم يأبون فيقعون فيها.
    وفي آخر آية نستشهد بها ـ والآيات في ذلك كثيرة ـ آية سورة الحشر السابعة: وَمَا ءاتَـٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَـٰكُمْ عَنْهُ فَٱنتَهُواْ أي مهما أمركم الرسول بأمره فأتمروا ومهما نهاكم عن أمر فاجتنبوه وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ [الحشر:7].

    خطورة نبذ اتباع النبي صلى الله عليه و سلم و من سار على نهجه
    عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (من سره أن يلقى الله غداً مسلماً فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن. فإن الله شرع لنبيكم صلى الله عليه وسلم سنن الهدى، إنهن من سنن الهدى، ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذه المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم، وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد، إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة، ويرفعه بها درجة، ويحط عنه بها سيئة، ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف).
    قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: (من كان مستناً فليستن بمن قد مات فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة، أولئك أصحاب محمد كانوا أفضل هذه الأمة: أبرها قلوباً، وأعمقها علماً، وأقلها تكلفاً. اختارهم الله لصحبة نبيه ولإقامة دينه، فاعرفوا لهم فضلهم واتبعوهم على أثرهم وسيرتهم فإنهم كانوا على الهدى المستقيم).
    قال الحسن البصري رحمه الله تعالى: السنة، والذي لا إله إلا هو بين الغالي والجافي، فاصبروا عليها رحمكم الله، فإن أهل السنة كانوا أقل الناس فيما مضى، وهم أقل الناس فيما بقي: الذين لم يذهبوا مع أهل الإتراف في إترافهم، ولا مع أهل البدع في بدعهم، وصبروا على سننهم حتى لقوا ربهم، فكذلك إن شاء الله فكونوا.
    قال الزهري رحمه الله: كان من مضى من علمائنا يقولون: الاعتصام بالسنة نجاة، والعلم يقبض قبضاً، فعيش العلم ثبات الدين والدنيا، وفي ذهاب العلم ذهاب ذلك كله.
    فعلى كل مسلم استشعار الهداية في اتباعه صلى الله عليه وسلم وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُواْ [النور:54]. وإن الضلال والشقاوة والفتنة في مخالفته صلى الله عليه وسلم فَلْيَحْذَرِ ٱلَّذِينَ يُخَـٰلِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [النور:63]. من ابتغى الدواء والشفاء من غيره صلى الله عليه وسلم فهذا ميؤوس من دوائه وعلاجه فَبِأَىّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ [المرسلات:50]. كل ما جاء عنه صلى الله فمحله في قلوبنا التعظيم والتوقير والحفاوة والخضوع والحب.
    إن ما تعانيه الأمة اليوم من الذلة والضعف والهوان على الأمم هو جزاؤها جزاء وفاقاً. حينما استهانت بهديه صلى الله عليه وسلم إما بمعصيته أو الاستنكاف عن طاعته صلى الله عليه وسلم، ولذا تسهل أن يقودها شياطين الأرض إلى الطرق الضالة، فوقعت في مضلات الفتن وما ربك بظلام للعبيد.
    وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ ٱلْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَـٰلاً مُّبِيناً [الأحزاب:36].
    إذا نحـن أدلجنـا وأنـت إمامنـا كفى بالمطايا طيب ذكراك حاديا
    وإن نحن أضللنا الطريق ولم نجده دليـلاً كفانا نـور وجهك حاديا

    التحذير من البدع
    الأدلة الصحيحة في ذلك كثيرة و منها :
    في الحديث المتفق عليه عن عائشة: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)). ورى مسلم: ((من عمِل عملاً ليس عليه أمرنا فقد رد)) روى الترمذي من حديث العرباض: ((من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً، وإيّاكم ومحدثات الأمور))، روى مسلم وغيره: ((فأحسن الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة)).
    روى البخاري ومسلم من حديث أبي موسى: ((إن مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضاً، فكانت منها طائفة طيبة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكان منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس، فشربوا منها وسقوا ورعو،ا وأصاب طائفة منها أخرى، إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ، فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه بما بعثني الله به، فعلم وعلم، ومثل من لم يرفع بذلك رأساً ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به))
    وروى المروزي عن ابن مسعود: (اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كُفيتم).
    وعن ابن مسعود: (إنا نقتدي، ولا نبتدي، ونتّبع ولا نبتدع، ولن نَضِلَّ ما تمسكنا بالأثر).
    وعن ابن مسعود: (فعليكم بالعلم، وإياكم والتبدّع، وإياكم والتنطع، وإياكم والتعمّق، وعليكم بالعتيق).
    سفيان: وجدت الأمر الاتباع.
    ابن مسعود: (الاقتصاد في سنة خير من الاجتهاد في بدعة).
    حذيفة: (اتقوا الله يا معشر القرّاء، خذوا طريق مَن قبلكم، فو الله لئن سبقتم لقد سبقتم سبقاً بعيداً، وإن تركتموه يميناً وشمالاً لقد ضللتم ضلالاً بعيداً).

    أنواع البدع باختصار
    أولاً: بدعة قولية اعتقادية و منها ما يكون كفريا:كمقالات الجهمية والمعتزلة والرافضة وغيرهم من الفرق الضالة.
    ثانياً: *بدعة في العبادات كالتعبد لله بعبادة لم يشرعها، وهي أنواع:-
    1- ما يكون في أصل العبادة، كأن يحدث عبادة ليس لها أصل في الدين، كأعياد الموالد.
    2- ما يكون في الزيادة على العبادة المشروعة:كما لو زاد ركعة خامسة في الظهر.
    3-ما يكون في صفة أداء العبادة، بأن يؤديها على صفة غير مشروعة، وذلك كأداء الأذكار المشروعة بأصوات جماعية مطربة.
    4- ما يكون بتخصيص وقت للعبادة المشروعة لم يخصصه الشرع، كتخصيص يوم النصف من شعبان وليلته بصيام وقيام.فإن أصل الصيام والقيام مشروع، ولكن تخصيصه بوقت من الأوقات يحتاج إلى دليل صحيح.
    * البدعة التركية: و هي ترك سنة ثابة عن النبي صلى الله عليه و سلم بُغية التعبد ، كما أراد النفر الثلاث : رجل قال أنا أريد أن أقوم الليل ولا أنام كل الدهر، لأن الصلاة من أفضل العبادات فأحب أن أحيي الليل كله صلاة فنقول ‏:‏ هذا غال في دين الله وليس على حق، وقد وقع في عهد النبي صلى الله عليه وسلم مثل هذا، اجتمع نفر فقال بعضهم ‏:‏ أنا أقوم ولاأنام، وقال الآخر ‏:‏ أنا أصوم ولا أفطر، وقال الثالث ‏:‏ أنا لا أتزوج النساء،فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال، عليه الصلاة والسلام ‏:‏ ‏(‏ما بال أقوامٍ يقولون كذا وكذا‏؟‏ أنا أصوم وأفطر، وأقوم وأنام، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني‏)‏ فهؤلاء غلوا في الدين وتبرأ منهم الرسول صلى الله عليه وسلم لأنهمرغبوا عن سنته صلى الله عليه وسلم التي فيها صوم وإفطار، وقيام ونوم، وتزوج نساء ‏.
    خطورة البدع
    الاحداث في الدين
    البدعة بريد الكفر (مثلا لما بدأ بعض المبتدعة بدعاء الله عز وجل أمام قبور الصالحين انتهوا بعبادة القبور)
    القول على الله بغير علم
    لسان حال المبتدع يقول أنه يستدرك على صاحب الشريعة ! و العياذ بالله
    تفريق الأمة
    هجر السنة
    اتهام صاحب الدعوة صلى الله عليه و سلم بالتفريط في التبليغ و أن ما جاء به ليس تاما
    مضاهاة لله بشريع ما لم يشرع والتشريع من خصائص الرب جل في علاه، و مضاهاة للأنبياء في النبوة
    تحريف الدين و تبديله
    تنبيه :
    لا يوجد في الدين بدعة حسنة .. و الرد على هذه الشبهة فيه تفصيل و تطويل سيأتي الكلام عنه في موضوع مستقل بإذن الله.

    حكم و عبر :
    لايقبل الله عملا إلا إذا توفر فيه شرطان بإجماع أهل العلم : الاخلاص(نستخلص هذا الشرط من الحديث الأول) و المتابعة


    البدعة خطيرة على صاحبها و إن كانت نيته التقرب بها إلى الله عز و جل.

    البدعة مردودة على صاحبها و ليس له فيها أجر.

    حسن النية لا يعفي صاحبه .. فكم من مريد خير ليس ببالغه



    المراجع : شرح الحديث بهذا الشكل اجتهاد مني -من المراجع التي سيأتي ذكرها- .. فإن أصبت فمن الله وحده و إن أخطأت فمن نفسي و من الشيطان ..
    تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي
    خطب من موقع المنبر..

    الكتب المذكروة متوفرة على الشبكة بحمد الله http://www.almeshkat.net/books/list.php?cat=22
    قَال مُحَمَّد بْن يحيى الذهلي سألت عَبد اللَّهِ بْن دَاوُد عَنِ التوكل، فَقَالَ: أرى التوكل حسن الظن بالله ) [تهذيب الكمال]

  10. #30
    تاريخ التسجيل
    Oct 2002
    الموقع
    عائلة "ابن بطوطة" تنتقل من جديد من فانكوفر لهملتون
    الردود
    7,381
    الجنس
    امرأة
    الحديث 4

    أن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم : كيف أنت إذا بقيت في حثالة من الناس ؟ قال : قلت : يا رسول الله كيف ذلك ؟ قال : إذا مرجت عهودهم وأماناتهم وكانوا هكذا وشبك يونس بين أصابعه يصف ذاك قال : قلت : ما أصنع عند ذاك يا رسول الله قال : اتق الله عز وجل وخذ ما تعرف ودع ما تنكر وعليك بخاصتك وإياك وعوامهم
    قَال مُحَمَّد بْن يحيى الذهلي سألت عَبد اللَّهِ بْن دَاوُد عَنِ التوكل، فَقَالَ: أرى التوكل حسن الظن بالله ) [تهذيب الكمال]

مواضيع مشابهه

  1. أحاديث و صور .. للحث على غض البصر ....
    بواسطة الذكرى في روضة السعداء
    الردود: 11
    اخر موضوع: 30-05-2011, 05:32 AM
  2. من السنة في رمضان أحاديث و دعوات قرآنيه
    بواسطة شمس الامارات في روضة السعداء
    الردود: 1
    اخر موضوع: 16-09-2007, 01:57 AM
  3. الردود: 0
    اخر موضوع: 25-04-2006, 12:33 PM
  4. الردود: 0
    اخر موضوع: 25-04-2006, 12:04 PM
  5. «-.¸¸,.-~* قافلة السنة : تدارس أحاديث خير البشر *~-.,¸¸.-»" نسخة "
    بواسطة مسرّة في مواضيع روضة السعداء المتميزة
    الردود: 36
    اخر موضوع: 21-04-2006, 07:58 PM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ