إلا لم تنصروه فقد نصره الله
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أفضل الأنبياء والمرسلين, وبعد
إلــى راجي الشفــــاعة
إلــى من يتمنى شربة ماء من يد حبيبنا المصطفى عليه الصلاة والسلام عند الحوض ومرافقته في الجنة
إلــى كل غيور على هـادي الأمة ومخرجها من ظلمات الشرك والوثنية والرق والعبودية إلى نور الإيمان.
هذا النبي.. هذا الحبيب.. هذا الذي ما كل من دعوة المؤمن والكافر إلى ربه حتى آخر رمق في حياته كان مشفقا على أمته حتى في عرصات يوم القيامة يوم يفر المرء من أخيه يقول أمتي أمتي انظروا إلى هذا النبي العظيم كل الأنبياء يقولون نفسي نفسي من هول ذلك الموقف وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم يقول أنا لها أنا لها ويسجد لله عز وجل عند عرشه ويشفع لأمته, كل نبي أعطي دعوة مستجابة إلا نبينا الكريم ادخرها شفاعة لأمته, ملك الجبال ينتظر أمره ليطبق على الكفار وهو يقول لعل الله أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله, لم ينتقم لنفسه يوما ولم يدع قط على أمته, كان يعود المؤمن والكافر يعطي الفقير ويحنو على الصغير, كان خلقه القرآن, أثنى عليه ربه قائلا إنك لعلى خلق عظيم, ضحى وأصحابه وذاقوا الويلات وأريقت الدماء لنشر هذا الدين العظيم, ولكننا وبغفلتنا تركناه واتبعنا الكفار الذين يبغضوننا ويكيدون لنا فيصفون الدين الإسلامي بأنه منظمة إرهابية والمسلمون خلايا سرطانية هكذا وصفنا الدنمركيون وقبلهم الأمريكيون الذين يعتقلون المسلمين في جوانتنامو وغيره بحجة الإرهاب ويغزون بلادنا بحجة تحقيق الحرية ومحاربة الإرهاب بل كذبوا فهم يريدون محاربة الإسلام والمسلمين وقطع جذوره واليوم يعلنون وبكل حرية وتجرأ على الله بأنهم يريدون حرق أقدس كتاب في الوجود كتاب الله, وقبلهم أيضا الأمريكيون دنسوا المصاحف في السجون ولا أحد يتحرك بل وانظروا إلى حالنا معهم شددنا الرحال إلى بلادهم وأعجبنا بثقافتهم وتشبهنا بلباسهم ولوينا ألسنتنا بلغتهم وتركنا لغة القرآن وشربنا الخمور وأكلنا الربا وأضعنا الصلاة ولبسنا القصير والضيق والعار والخليع وتركنا قدواتنا أمهات المؤمنين والصحابيات والصحابة رضوان الله عليهم وجعلنا قدواتنا نجوم استار أكاديمي وحلقنا اللحى وأطلنا الثياب ولبسنا البنطال وقصصنا شعورنا قصات غربية وسمعنا الأغاني والأجنبية وأهمانا أولادنا وبناتنا وانشغلنا في الأسهم وأكل المال الحرام فتركنا بناتنا يتسكعن في الأسواق بالعبايات الضيقة والمخصرة والشفافة وكشفن عن رؤوسهن ووجوههن وفتن الرجال بسفورهن وقلة حيائهن. ونأتي الآن ونقول نحبك يا رسول الله ونفديك بدمائنا, بالله عليكم كيف نحبه وقد دينه وسنته وهديه والله إن الذي يحبه يجب عليه أن يمتثل لدينه ولسنته حينذاك نستطيع أن نقول نحبك يا رسول الله وأرواحنا وأموالنا فداء لك فباتباعنا له نكون قد دافعنا عنه, فما أصاب المسلمين اليوم من ذله وهوان على الكفار وتجرؤهم علينا ما هو إلا نتيجة بعدنا عن الله وغفلتنا وتقصيرنا فكيف نقاطع منتجاتهم ونتبعهم ونتشبه بهم. يجب أن نعرف أنهم أعداء نبي الله وأعداؤنا فهم يريدون أن يغرقونا في الشهوات لكي يحققوا أغراضهم فكما قالوا كأس وغانية تلهي الأمة المحمدية, فيا أمة محمد ألا يستحق منا هذا النبي الكريم الذي قضى عمره كله في نصر دينه أن ننصره ولا عذر لنا بعد اليوم, فإن لم ننصره فقد نصره الله من فوق سبع سماوات ورد كيد الكافرين.
قال تعالى: { إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم }
الروابط المفضلة