<center> حوار مع الداعية الإسلامي "محمد عباس نديم"
والذي أسلم على يديه ما يزيد عن 2000 شخص خلال ربع قرن

الداعية الإسلامي "محمد عباس نديم" رجل بسيط المظهر.. سمته جاد.. شعلة من النشاط والحركة.. يعمل في صمت
بعيداً عن عالم الشهرة والأضواء.. أسلم على يديه أكثر من ألفي شخص خلال ستة وعشرين عاماً.. حاصل على ماجستير تخطيط المدن ومشاكل البيئة ، وله العديد من المؤلفات باللغة الإنجليزية مثل: كتاب "البذرة والنطفة" وكتاب "القلب والحجاب" وكتب أخرىعن الإسلام ورسالة التوحيد.

وعن تجاربه في الدعوة إلى الله في أوساط غير المسلمين ، وكيف أخذ بيد هؤلاء من براثن الشرك والكفر إلى نور الإسلام والوحدانية كان لنا معه هذا الحوار والذي بدأناه بالسؤال التالي:

سؤال :لكل إنسان ناجح في مجاله نقطة بداية.. فهلا حدثتنا عن تجربتكم الأولى في دعوة غير المسلمين؟

جواب:هذه من أطرف القصص بالنسبة لي. أذكر أنني كنت في إنجلترا عام 1975م للدراسة في جامعة (بيرمنجهام- بريطانيا) لدراسة تخطيط المدن ومشاكل البيئة، وكان يدرسني أستاذ دكتور ثم أصبح مشرفاً على رسالة الماجستير التي أعدها ، وشاء الله أن أجلس معه على انفراد.. وقلت له: إنني أريد أن أعطيك هدية وظنها هدية مادية! فقال لي: لماذا تكلف نفسك وأنت ما زلت طالباً!
واستفسر عن الهدية فقلت له: بأنها أعظم هدية ممكن أن يهديها إنسان لإنسان في حياته.. أريد أن أدعوك إلى دين الإسلام! فتأثر الرجل كثيراً وقال لي: بهذه البساطة قلت له: نعم – فسبحان من يغرس لهذا الدين بيديه - وطلبت منه أن ينطق الشهادتين فنطق بها وطلبت منه أن يغتسل فاغتسل.. ثم بدأت أشرح له معالم الدين الإسلامي في جلسات متتالية.
وكان هذا الموقف سبباً في تغيير وجهه حياتي إلى دعوة غير المسلمين إلى دين التوحيد.. ومنذ ذلك الحين وأنا في هذا الطريق منذ ستة وعشرين عاماً.
وقدمت إلى المملكة متعاقداً مع كلية التربية في جامعة الملك عبدالعزيز بالمدينة المنورة مشرفاً على قسم القبول والتسجيل ثم بعد ذلك مشرفاً على المكتبة وكانت فترة عملي بالمكتبة أخصب فترة في حياتي إذ قرأت خلالها كثيراً عن وسائل وأساليب دعوة غير المسلمين وكنت أثناء عملي بالجامعة أباشر الدعوة كذلك.. بعدما علمت من أحد العاملين بالكلية بأن هناك بعض الشركات يوجد بها عدد غير مسلمين.. وكانت هذه أول فاتحة لي هنا.. ذهبت إليهم إلى مقر عملهم ، وأقنعتهم بالدخول في دين الإسلام ، وأتوا معي إلى مسجد الكلية ، ونطقوا بالشهادتين وقدمهم بعض الأساتذة وحاضروا فيهم مبينين عظمة هذا الدين ومن يهتدي إليه وأهمية الإسلام بالنسبة لحياتهم. وبفضل الله استمررت في هذا العمل ، أزور الشركات ، وأدعو غير المسلمين للإسلام وأذهب لهم في منازلهم وبعد أن ينطقوا بالشهادتين ويغتسلوا نأخذهم إلى مركز دعوة الجاليات ، هناك نعلمهم قراءة القرآن والصلاة وتعاليم الإسلام إلى أن يؤدوا فريضة الحج.. وأنا الآن متفرغ تماماً للعمل الدعوي بعد أن مكثت بجامعة الملك عبدالعزيز خمسة عشر عاماً وكانت أجمل فترات حياتي وما زالت تربطني علاقات طيبـة بجميع من فيها.

سؤال:ما هو منهجكم في دعوة غير المسلمين للإسلام؟
جواب:هو منهج رسول الله - صلى الله عليه وسلم-.. فقد كان دائماً طلق الوجه قريباً من الناس كان كل من يتعامل معه يشعر بأنه أحب الناس إلى رسول الله ، وهو - صلى الله عليه وسلم - المثل الأعلى ، وكان يدعو بالحسنى.. والقرآن يرشده "وجادلهم بالتي هي أحسن" فالأسلوب الصحيح هو أن تكون قريباً إلى الشخص وتعيش معه وتساعده في مشاكله وهذا يقرّب بينك وبين الآخرين منهم ويجب أن يكون الداعية كذلك ، وقد تجد أحياناً بعض الأشخاص إذا جلس وسط مجموعة من غير المسلمين تجده يمتعض منهم ، ولكن إذا تقربت إلى هؤلاء الاشخاص وسألتهم عن أسمائهم وأحوالهم وعن أهليهم فسوف يشعرون نحوك بالحب ثم بعد ذلك تدعوه إلى دين التوحيد وتقول له: إذا نطقت بالشهادتين ودخلت هذا الدين فسوف تكون كاملاً في دينك كاملاً في معتقداتك.. كاملاً في عبادتك وفهمك وتشرح له (ومن يبغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه)، فالدعوة إلى الله يجب أن تكون بالحسنى.

وكثير من المسلمين يستصعب هذا الأمر ويستثقله ألا وهو دعوة غير المسلمين – ولكن كل مسلم من الممكن أن يدعو إلى دين التوحيد إذا التزم بدينه وكان حسن السلوك قدوة لغير المسلم . والهداية والتوفيق من الله - عز وجل -.
نحاول أن نُعَرِّفه وجود الله فوق سبع سماوات، وألا يكون عنده خلط.. فنصحح تصوره عن الوجود.. ونقول له لا يعقل أن يكون هناك نبي تكون الكرة الأرضية بيده (والأرض جميعا قبضته يوم القيامة) (والسماوات مطويات بيمينه).

سؤال: هل هناك مشكلة تواجهكم عند دعوة غير المسلمين؟!
جواب:أذكر أنه اتصل بي شخص قال لي : إن هناك عدداً من الصينيين (أتوا للعمل) في أطراف المدينة وهم غير مسلمين.. وأنا لا أعرف اللغة الصينية.. فذهبت وأخذت معي طالباً من الجامعة – صيني مسلم – يترجم.. وذهبنا سوياً ورأيتهم.. وبدأت أتحدث معهم والطالب يترجم لي فلم يفهموا شيئاً.. وبعد قليل بدأت أمسك عدداً منهم بكلتا يديّ.. ثلاثة أو خمسة أو أكثر وأقول لهم (إسلام.. إسلام.. لا إله إلا الله محمد رسول الله) وهم يرددون خلفي ، ويضحكون وأكررها مرات كثيرة. وبعدما انتهيت منهم ورددوها مراراً أوقفتهم جانباً وقلت لهم : أنتم الآن مسلمون.. ثم أخذت غيرهم وهكذا إلى أن انتهيت من العشرين وقد نطقوا جميعهم بالشهادتين .
وكان المترجم الذي معي مندهشاً ، ويقول لي : ما هذا؟! ألا تعرف بأن هؤلاء ملاحدة ويحتاجون إلى نقاش ومحاورة! وهل هذه الطريقة الصحيحة لدعوتهم إلى الإسلام؟!
قلت له : يا أخي ، كل إنسان وهبه الله بصيرة .. وأنت مترجم أما أسلوبي فأتركه لي . وذهبنا إلى بيت رجل طيب ، وأخذناهم وجلسنا ، وغيرت أسماءهم كلهم إلى محمد وعبدالله وعبدالرحمن وغير ذلك.
وجلس المترجم الصيني بجواري حزيناً لظنه بأن هذه الطريقة لم تجد في إقناعهم للدخول في الإسلام ، وأفهمته بأن الهداية من الله وليس مني.. ثم بعد ذلك جلس يراقب ما يحدث وأخذتهم واحداً واحداً ليغتسلوا.. وعندما رآهم بهذه الطريقة الطبيعية معي وينفذون ما أقوله لهم اقتنع بأن الهداية بفضل الله.
وأتوا للمركز للتعلم وأدى عدد كبير منهم فريضة الحج.. وأنا أعتبر نفسي بأني اصطاد من الشيطان هذه الفريسة.. فأختطفه خطفاً.. والمتابعة من أهم أركان العمل في الدعوة.
أيضاً هناك طرفة أخرى: علمنا بأن في أطراف المدينة فريق "سيرك" روسي.. وذهبت لهم وعرضت عليهم الإسلام وأعجبوا به إجاباً شديداً وأسلم أغبلهم وعددهم سبعة عشر شخصاً ، وقد أدى بعضهم العمرة ، وعادوا إلى بلادهم مسلمين موحدين.. ونسأل الله لهم الثبات.

سؤال:هل تستخدمون وسائل الاتصالات الحديثة كالإنترنت في الدعوة إلى الله؟
جواب:نعم: هناك قسيس في فرنسا دخلت معه في محاورة عبر الإنترنت وناقشته وطلبت منه أن ينطق بالشهادتين ليكتمل دينه وقلت له بان الله تفرد بالوحدانية.

سؤال:هل ترى أن المناخ هنا في المملكة يساعد على دعوة غير المسلمين لدين الإسلام أكثر من غيرها من البلدان؟
جواب :نعم: هنا جو التوحيد ، وجو العبادة ؛ فهنا الشارع نظيف من الفتن والسفور.. ولننظر إلى وقت الصلاة.. تقفل المحلات.. في أي بلد آخر تجد المؤذن والناس ضائعة في الماديات والبيع والشراء.. وجزى الله القائمين على أمر هذه البلاد خير الجزاء.. وهذه نعمة من الله - عز وجل - على كل من يعيش هنا ويجب أن يشكر الله على ذلك (لئن شكرتم لأزيدنكم).

سؤال:ما نصيحتكم لمن ينهج دعوة غير المسلمين إلى دين التوحيد؟!
جواب:أن ينتهج نهج رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وأن يكون له في رسول الله أسوة حسنة وألا ينفر الناس من الإسلام ، وبعد اتباعه للأسلوب الصحيح في الدعوة يحبب هؤلاء في دين الله ، وعليه أن يعرف المدخل الصحيح للنفس البشرية التي أمامه وماذا يناسبها من وسائل الإقناع.
أيضاً أن يجيد اللغات إجادة تامة وهذا في غاية الأهمية . وأنصح كل أسرة مسلمة بعد أن يجيد الابن لغة القرآن الكريم (اللغة العربية) أن ييسروا له تعلم اللغات الأخرى حتى يكون أبناؤنا خير سفراء للإسلام .

منقول......

الله يجزيك الخير على هالموضوع الاكثر من رائع ..وشكرا

اخت الحبيبة ... الفردوس

موضوع قيم ...

جزاك الله الفردوس وانار لك دربك وجعل كتابه نبراسك

بارك الله فيك اختي الفردوس على هذا الموضوع الذي اثار في نفسي الشي الكثير
وجز الله الداعيه محمد عباس نديم كل خير وكثر الله من امثاله .