منقوووووووووول


من الجدير بالذكر ان الايمان الحق بدفع الى السلوك المستقيم حيث جاء الانسان الى الحياة ومعه فطرة نقية مهيأة لقبول الحق وكل تغيير لنقاء هذه الفطرة وصفائها ماهو الا تشويه لشخصية المسلم الذي ينبغي أن يتجه اتجاها مستقيما لا عوج فيه، وهو الاتجاه نحو الله تعالى والاستسلام له والاستعانة منه في كل امور وشجون الحياة.

ان الاساس الاول لشخصية المسلم هو الاسوة الحسنة اذ يبدأ المسلم تكوين شخصيته الاسلامية سلوكا وتطبيقا من القرآن الكريم ومنهج الرسول (ص) واهل بيته الكرام (ع) ، فقد ذكر القرآن ، الصفات الاساسية التي تشكل صورة واضحة الملامح لشخصية المؤمن كما أرادها الله تعالى وهي الصورة التي تمثلها شخصية النبي محمد (ص) لآن خلقه القرآن ولآن الله تعالى قد أدبه فأحسن تأديبه.

اما الاساس الثاني فهو العلم حيث تتسامى شخصية المسلم بالعلم الذي يكشف له طريق الحق والخير وينير مسالك الحياة فيمضي فيها على هدى، فتتميز شخصيته عن غيره بالفكر والعلم المفيد.

ومن أسس الشخصية الاسلامية ، العبادات فهي دعائم الاسلام وهي التطبيق العملي للعقيدة والعبادات بدورها تثمر السلوك الصحيح والخلق القويم وترسم لشخصية المسلم، الخطوط العريضة فيعيش حياته موصولا بربه، حانيا على مجتمعه، ففي كل عبادة من عبادات الاسلام يستشعر بنبض الايمان في اعماقه فلا ينبعث من حياته الا الخير.

ويعتبر العمل من الاسس الهامة في بناء شخصية المسلم، فالمسلم العامل له في الحياة أهميته مهما كان عمله مادام عملا شريفا وما دام كسبه حلالا فهو يشارك في عمارة الحياة وازدهارها ويعمل على دفعها الى الامام. وتنهض شخصية المسلم على اساس العمل باتقانه له، اخرويا كان او دنيويا.

ثم يأتي الجهاد كأساس اخير لشخصية المسلم فهو شجاع لا يعرف الجبن الى قلبه سبيلا. يتوجه بعقيدة راسخه يرى من خلالها ان الاجل واحد، لذا فهو يدافع عن الدين وعن النفس والعرض والارض والمال وفي قلبه يقين لا يتزعزع.

من ملامح شخصية المسلم، العزة من غير تكبر فهو لايذل ولايستكين لاحد، وعزته هذه تتنافى مع الغرورو والاستعلاء. كما يتميز المسلم باستقلال الشخصية فهو يعتنق الحق ويسير على ضوئه ويعمل في دائرته دون أن يكون هناك اي تأثير خارجي عليه ، وقد حرص الاسلام على تحرير الشخصية لئلا تستبد بها الافات او تحتلها الاباطيل والنزعات، فليس لاحد ان يخضع الا لله، ودعا الى تحرير الشخصية من العادات السيئة والتقاليد المرفوضة، وحث المسلم الى تحرير شخصيته من الخوف والقلق.

ومن ملامح شخصية المسلم ايضا، الثبات في العسر وفي اليسر، فهو شاكر في السراء، صابر في الضراء . وللمسلم شخصيته المعتدلة نحو المال الذي استودعه الله إياه فهو يتصرف فيه بالطرق المشروعة من غير اسراف او تقتير ، سائرا على المنهج القرآني الذي رسمه الله تعالى في قوله: والذين اذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما».

ولشخصية المسلم سمة من ارفع السمات التي تميزه عن غيره، انها القوة الدافعة قوة الايمان التي تستحثه لارتياد مسالك الخير وتجعل منه انسانا قويا لايخشى في الحق لومة لائم ، وهو ثابت الشخصية لاتزلزله عواصف الحياة، انه يستمد ثباته من عقيدته الثابتة التي تمنحه القوة والرسوخ ولذا نرى الانسان المسلم صاحب العقيدة الراسخة، ثابتا في كل احواله واعماله وافعاله، يتحلى بالاخلاق والقيم النابضة.

ومن ابرز صفات المسلم، الشجاعة الادبية فهي احدى قيم الاسلام الهامة، والشجاعة الادبية تحتاجها مواقف الحياة الفاضلة، كجهاد أهل الباطل والزيغ والجهر بكلمة الحق، فالمسلم الذي يعتمد على ربه لايخاف من مخلوق وانما يخاف ربه وحده القادر على كل شيء .

ويعمل الاسلام على الا يتعرض المسلم الى الاذى بأية صورة ، ووجوب المحبة والمودة لاخيه المسلم وان يؤثر اخاه على نفسه وعندئذ ترتقي شخصيته الايمانية ويستشعر عظمة الاسلام في كل كيانه.

ولشخصية المسلم مظهر معين يتسم بالهدوء، فهو لا يقوم الا على ما يطمئن اليه، كما يتميز بصفاء القلب ونقاء سريرته، فبصفاء القلب وصلاحه تستقيم الجوارح ويتهذب السلوك، وهو قادر على ضبط النفس، فالانسان القائم على نفسه، الحاكم لرغباتها الكابح لجماحها، انسان قوي الشخصية.

والمسلم غني النفس راض بما في يده، قانع بما عنده لا يتطلع الى غيره.

وهناك عوائق تعترض النفس البشرية وتعوق امنها وراحتها فاذا ما اهتدى بهدى الله ويمم وجهه شطر الايمان وجد العقيدة الاسلامية، عاصمة له يقول عزوجل: «الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الآمن وهم مهتدون».

ويعنى الاسلام ببناء الشخصية على الصدق منذ فجر الصبا ويدعو الآباء والامهات الى تنشئة الابناء عليه منذ صغرهم. ومن سمات شخصية المسلم الحياء وهو شعبة من الايمان وتتسم شخصية المسلم باعلى انواع الحياء وهو الحياء من الله تعالى كما تتميز شخصية المسلم بالامانة حيث يقول الرسول (ص) : «لا ايمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له» ولعظمة الامانة وضخامتها وما تشتمل عليه من احكام الدين الشرعية فأن ضعاف الشخصية لا يستطيعون حملها.

كماتتميز شخصية المسلم بالتعاون والعفة نظرا لحرصه على حفظ دينه وعرضه وكرامته وشرفه، والمبادرة بالعمل الصالح والوفاء والشكر والبر وقدرته على توثيق العلاقات الانسانية والاجتماعية والعفو عند المقدرة والصبر وغير ذلك من السمات.