فضلُ العَشْر من ذي الحجة ، والطريقة المُثلى لإستغلالها
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم .
أما بعد ، فلقد منّ علينا الله ، يا إخواني وأحبابي في الله بالكثير الكثير من المناسبات المقدسة والعظيمة جدا ًوالتي يمكن أن نوصفها بــ الفرص الذهبية التي لا يمكن تعويضها إذا ما مرت علينا مرور الكرام ولن نتحرك ونسعى للفوز بـــ الأجر الكبير والعظيم جدا ًالذي سنناله بإذن الله تعالى .
ويا إخواني وأحبابي في الله ، نحن على مقربة من أحد تلك المناسبات ، وأحد تلك الأوقات العظيمة التي لا يمكن تعويضها وتعويض الأجر الذي سنناله من ورائها إذا ما سعينا لنيله ، هل عرفتم عن أي شيء نتكلم ؟ ، بكل تأكيد الجميع يعلم أننا على مقربة وشيكة من إستقبال شهر ذو الحجة ، والفضل الكبير في الأيام العَشْر الأولى من هذا الشهر العظيم .
السؤال هنا كيف نستغل هذه الأيام العَشْرة العظيمة ، ونحسن إستغلالها لكي ننال الأجر كاملا بإذن الله ؟
إليكم الجواب يا إخواني وأحبابي في الله :
أيها الأخ الكريم ، أنت الآن على مقربة وشيكة على أفضل أيام السنة على الإطلاق !!! ، حقا ً؟!! ، أفضل أيام السنة على الإطلاق ؟!! ، نعم والله إنها أفضل أيام السنة على الإطلاق يا أخي في الله ، فأحسن إستغلالها جيدا ً وعلى أكمل وجه ، حبيبي في الله إن العَشْر من ذي الحجة أعظم مَوْسم للطاعات والقربات ، أيام خَصًّها اللهُ تعالى بمزيد من الفضل ، فضل ؟ ، أي فضل ؟! ، نعم يا أخي في الله فضل ، ففي تلك الأيام يَعظمُ فيها الأجر ، وتحَط الأوزار ، فـــ السعيد من اغتنمها ، وتقرب فيها إلى الكريم الغفار ، عسى أن يفوز بالرَحَمات ، فـــ يسعدَ بها سعادة ًتنجيه من النار بإذن الله تعالى .
أيها الحبيب في الله : إن إدراك هذه الأيام العشر نعمة عظيمة من نعم الله تعالى على عباده ، نعمة يُقدرُها حقَّ قدْرها الصالحون المجتهدون ، الراغبون إلى الله
فيا أيها الصالح المجتهد ، استشعر هذه النعمة ، واغتنم هذه الفرصة ، وخُصَّ هذه الأيام العشرة بمزيد من العناية والاهتمام ، استدرك النقص ، وعوّض ما فات ، وسُدَّ الخلل ، واعزم عَزْمَ النجاة ، وبادر بالعمل الصالح ، وجاهد نفسك بالطاعة أي بــ الامتناع عن المعاصي والمشي وراء خُطى الشيطان وأن تترك شهواتك تُسيركْ ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " مَا مِن أيام العملُ الصالحُ فيها أحبُّ إلى الله تعالى من هذه الأيام " – يعني أيام العشر – قالوا : يا رسول الله ولا الجهادْ في سبيل الله ؟ ، قال : " ولا الجهاد في سبيل الله ، إلا رجلُ خَرَجَ بنفسِه ومالِهِ فلم يَرْجعْ من ذلكَ بشيء " رواه البخاري .
ويقول عليه الصلاة والسلام : " مَا مِن أيام أعظمُ ولا أحَبُّ إلى الله تعالى العمل فيهنَّ من هذه الأيام العشر ، فأكثروا فيهنَّ من التهليل والتكبير والتحميدِ " رواه أحمد .
الطريقة المثلى لاستغلال الأيام العَشْر ، وأفضل الأعمال فيها
ولقد كان سعيد بن جبير رحمه الله (أحد أعلام التابعين )
إذا دخل أيام العشر اجتهد اجتهادا شديدا حتى ما يكاد يقدر !! .
فيا أخي وحبيبي في الله ، سَعْيا ًسَعْيا ًفي هذه الأيام المباركة ، اجتهد في اغتنام هذه السُويّعات ، صُم وصل وتصدق ، وإحرص على صلاة الجماعة ، ولا يُشغلك عنها ما هو تافه أو لا يستحق تفضيله عليها ، وأكثِرْ حبيبي في الله من المكوث في المسجد ، رَدّد الأذانَ ، واقرأ القرآن ، وأكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، واذكر الله كثيرا ً، وسبّحَه بكرةُ وأصيلا ً، وارفع صوتك بالتكبير في الأسواق والدُّور والطرقات والمساجد وأكثر من ترديد : الله أكبر ، الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد .
ارجع إلى الله ، واقصده بعملك دون غيره ، وأصلح ما بينك وبين الناس ، وصِلْ ما انقطع من رحمك ، برَّ والديك ، وتبسم في وجوه إخوانك فإن ذلك من الإحسان ، أفش السلام ، وأطعم الطعام ، وطيّب الكلام ، وادْع لنفسك وللمسلمين ، وادع لإخوانك المستضعفين وللمجاهدين ، وادْع على الظالمين .
زُرْ المرضى ، وشيّع الجنائز ، وواس الفقراء والمساكين ، وأمُر بالمعروف وانهَ عن المنكر ، وغُضًّ بصرك ، وصُن سمعَك وجوارحك عمًّا حرم الله ، وكن رقيبا على لسانك وتجنب قول السوء ، وتب توبة صادقة إلى الله ... إلى الله الذي يقبل التوبة من عباده ويعفو عن السيئات ويلعم ما يفعلون .
اليوم الأفضل في العَشْر
ولمن تؤرقه ذنوبه : صُم يوم عرفة ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " صيام يوم عرفة أحتسبُ على الله أن يُكفر السنة التي قبله والتي بعده " رواه مسلم .
فأيُّ نعمة... وأيُّ كرم ... وأيُّ فضل بعد هذا الفضل ؟!!
واحرص أيها الحبيب على أداء صلاة العيد ، وأنصت للخطبة ، ثم ارجع فإنحر أضحيتك لله ، طيبة بها نفسُك ، واستضر قول الله تعالى : [ لن ينال الله لحومهَا ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم ] وتذكر أن يوم النحر هذا ، هو يوم الحج الأكبر ، وأنه أفضل أيام المناسك وأكبرها جميعا ً، وأنه يوم شكر وبر وإخرج أيها الحبيب من هذه الأيام العشر خروج الغانم الكاسب ، واسأل الله الكريم المنان أن تكون في عام قريب بين الحجاج والعُمَّار ، فانهم وفد الله ، إن دعوه أجابهم ، وإن إستغفروه غفر لهم
لا تنسوى كاتب الموضوع و ناقل الموضوع بالدعاء
منقوووووووووول
الروابط المفضلة