دق الجرس .. ليعلن نهاية المطاف .. نهاية المسيرة.. ليعلن بدء لحظة من أصعب اللحظات في حياتي .. لحظة تدمع عيني .. وتجرح قلب .. ويهتز لها وجداني .. لحظة واحدة .. أتمنى أن تطول ولكن محال .. أريد أن أصرح عن هذه اللحظة ولكن قلبي وقلمي عز عليهما ذلك .. ولكن الأيام والسنين .. سترغمهما على الكتابة وتسطير الأحرف بكلمات تبكي وتحزن .. يسطرها قلمي ..
على أوراق زهرة عمري حتى لا أنساها ما حييت .. هي تلك اللحظة التي أفارق فيها أحبتي
ورفاق دربي .. تلك اللحظة تهز أعماق فؤادي .. فتجعل طيف الأحبة بين طياته وفي أعماق
قلبي .. فيالها من لحظة تشعرني بالحزن والشجن.. تشعرني بلوعة الفراق .. والشوق
للأصحاب .. اتخذت من الرمال ورقا وهممت أن اخط عليها اجمل ذكرياتي مع أحبتي ولكن
خشيت أن تهب الرياح فتمسح ما خطيته.. فاتخذت من الثلج ورقا ومن دمي حبرا ولكن خشيت
أن يذوب الثلج.. فتتساقط قطرات الماء خجلى... فأردت أن اتخذ قلبي صندوقا لحفظ
ذكرياتي..وبالفعل حفرت ذكرياتي على قلبي المليء بمشاعر الحب الفياضة والوئام والمودة
والوفاء...فلا يستطيع الزمان أن يمحو ذكرياتي التي حفرتها أو يكدسها .. لأنها ستظل ما حييت
تذكرني بأحبائي ورفاق دربي.. فيالها من ذكريات جميلة مع حبيباتي في الله ..
. وسأظل بإذن الله كذلك..... يا إلهي... أرجوك أن تعينني على تلك اللحظة.. سأبكي بحرقه وسيظل وسما
على قلبي مدى الحياة... ولكن هل عرفتم ماهو الوداع والفراق الحقيقي عندما ياتي ملك الموت ويقبض
روحي .. هنا يستحيل البقاء معكم في هذا المنتدى عندما تخرج روحي واغادر هذة الدنيا ...
تذكريـ أختاه تذكريـ ملكـ الموتـ..!!
تذكريـ....!!!
أختـــــــــاه
كمـ ستعيشينـ فيـ هذه الدنيا ؟ سنة؟؟..سنتين ؟؟ ثمانين سنة ... مائة سنة ...ألف سنة ...ثم ماذا ؟!!
ثم موتـ ... ثم بعث الى جنان النعيم أو في نار الجحيم ..
أختاه...
تيقني حق اليقين أن ملك الموت كما تعداك الى غيرك فهو في الطريق إليك .... وأعلمي أن الحياة مهما أمتدت وطالت فإن مصيرها إلى الزوال وما هي إلا أعوام أو أيام أو لحظات فتصبحين وحيدة فريدة لا حبيبات ولا أموال ولا صاحبات ....
تخيلي نفسك وقد نزل بك الموت وجاء الملك فجذب روحك من قدميك ..
تذكريـ ظلمة القبر ووحدته وضيقه ووحشته وهول مطلعه ....!!
تذكريـ هيئة الملكين وهما يقعدانك ويسألانك ....
تذكري كيف يكون جسمك بعد الموت ؟ تقطعت أوصالك وتفتت عظامك وبلى جسدك وأصبحت قوتا للديدانـ ...!!!
ثم ينفخ في الصور .. إنها صيحة العرض على الله فتسمعين الصوت فيطير فؤادك ويشيب رأسك فتخرجين مغبرة حافية عارية قد رجت الارض وبست الجبال وشخصت الابصار لتلك الاهوال وطارت الصحائف وقلق الخائف ...!!
فكم من عجوز تقول : واشيبتاه !! وكم من كبيرة تنادي واخيبتاه وكم من شابه تصيح واشباباه ..!!
برزتـ النار فأحرقتـ وزفرت النار غضبا فمزقتـ وتقطعت الافئدة وتفرقت ...والاحداق قد سالت والاعناق قد مالت والالوان وقد حالت , والمحن قد توالت ...
تذكري مذلتك في ذلك اليوم وانفرادك بخوفك وأحزانك , وهمومك وغمومك وذنوبك ..
"وخشعت الاصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا "..
"وجيء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الانسان وأنى له الذكرى ""..
قد ملئت القلوب رعبا وذهلت المرضعة عن رضيعها وأسقطت الحامل حملها ,....
وتتبرئين حينها من بنيك وأمك وأبيك وزوجك وأخيك ....
تذكري تلك المواقف والاهوال يوم ينسى المرء كل عزيز وحبيب ...
تذكري يوم توضع الموازين وتتطاير الصحف كم في كتابك من زلل وكم في عملك من خلل ؟!!!!
تذكري يوم يقال لك : هيا ..اعبري الصراط ....
تذكري يوم يناديكـ بأسمك بين الخلائق , يا فلانة بنت فلان : هيا الى العرض على الله فتقومين أنت ولا يقوم غيرك لأنك أنت المطلوبة ....
تذكري حينئذ ضعفك وشدة خوفك وأنهيار أعصابك وخفقان قلبك وقفت بين يدي الملك الحق المبين الذي كنت تهربين منه ويدعوك فتصدين عنه وقفت وبيدك صحيفة لا تغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصتها فتقرئينها بلسان كليل وقلب كسير , قد عمك الحياء والخوف من الله فبأي لسان تجبينه حين يسألك عن عمرك وشبابك وعلمك ومالك ... وبأي قدم تقفين غدا بين يديه وبأي عين تنظرين إليه وبأي قلب تجبين عليه ...
ماذا تقولين غدا له عندما يقول الملك : يا أمتي : لماذا لم تجليني , لماذا لم تستحي مني لماذا لم تراقبيني , أمتي : أستخففت بنظري إليك ألم أحسن إليك ألم أنعم عليك ؟!!!!
أختاه
ألا تصبرين على طاعة الله هذه الأيام القليلة وهذه اللحظات السريعة ..لتفوزي الفوز العظيم وتتمتعي بالنعيم المقيم ...!
وفقك الله يا أمة الله وجعلك مقبلة الى الله لا مدبرة متعلقة بربك بطاعتك بدينك بآخرتك ...أسعدك الله في دنياك وأخرتك ورفع درجتك وهداك الى سبيل الرشاد .
وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين..
لكل يوم إذا ما تم نقصان .... فلا يُغر بطيب العيش إنسان ...
الروابط المفضلة