السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
قال تعالى : ((وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) )) كل إنسان خاسر في هذه الدنيا إلا من آمن بالإيمان بما أمر الله بالإيمان به ، ولا يكون الإيمان بدون العلم ، فهو فرع عنه ، لا يتم إلا به . والعمل الصالح ، وهذا شامل لأفعال الخير كلها ، الظاهرة ، والباطنة ، المتعلقة بحقوق الله ، وحقوق عباده ، الواجبة والمستحبة . والتواصي بالحق ، الذي هو الإيمان والعمل الصالح ، أي : يوصي بعضهم بعضا بذلك ، ويحثه عليه ، ويرغبه فيه . والتواصي بالصبر على طاعة الله ، وعن معصية الله ، وعلى أقدار الله المؤلمة . فبالأمرين الأولين يكمل العبد نفسه ، وبالأمرين الأخيرين ، يكمل غيره . وبتكميل الأمور الأربعة ، يكون العبد ، قد سلم من الخسار ، وفاز بالربح العظيم .( من تفسير ابن السعدي )
ما أود قوله لكم هو أنه يجب علينا التصدي لأفكار العلمانيين والغرب والمنافقين الذين يضمرون الشر للمسلمين عامة وللمرأة خـــاصـــة و علينا أن نتعاون ونتحد للصد لهذه الأفكار التي تنبع من الشيطان نفسه قبل أن تنبع منهم ..تخطيط.... و تدبير.... و كيد ..للأمة المسلمة <<علينا أن نغزوهم عسكرياً ..لالالا تلك فكرة غير مجدية إذن نغزوهم فكرياً وهذا ما قد عملناه ..إذن كيف ننال من هذا الإسلام ؟؟.. ....؟؟؟.نعم وجدناها .. انها المرأة ..نصف المجتمع لو نلنا منها نلنا من الأمة بأكملها ..نشغلها بطلب مساواتها مع الرجل ..وتحريرها من سلطان الرجل عليها ..وتحريرها من ذلك الحجاب لتتنفس الحرية وتتذوقها مرة لتنشئ أجيالاً قد نسوا ذلك الشيء الأسود الذي طالما خنقها وحبس حريتها و كتم أنفاسها >>.. وما علموا أنهم يجرون خلف السراب ..تلك أمانيهم وأحلامهم وما علموا أن حجابها هو حصنها المنيع ..وما علموا أنها ألماسة قد حفظها الإسلام وكرمها أشد التكريم برعايتها داخل هذا الحجاب .. لذا أرجو منك أختي الكريمة أن تتفهمي ما سأقوله لك وتَعيه جيداً وتقتنعي به أشد الإقـتــناع وتنشريه في كل مكان لنتشارك في الأجر ..والدال على الخير كفاعله ...
سأورد لك هذه القصة أولاً لتفهمي منها ما أريد منك :
أعرف شخصياً سيدة من سوريا ترتدي الحجاب كما هو في بلادها وهو غطاء كامل الجسد دون الوجه ودامت على هذه الحال إلى أن هداها الله على يد إحدى الأخوات الفاضلات في السعودية فارتدت غطاء الوجه.. في البداية كان ذلك صعباً عليها لكنها ارتدته عن قناعة تامــــة لأنه أمر فُرض عليها من فوق سبع سماوات فرضه ربها عليها ...قال تعالى : ( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً )
..وواجهت صعوبات شديدة من جميع أهلها .. اخوانها وأخواتها وأمها كانوا يقولون لها :لماذا أتيت علينا بشيء جديد لم نعهده من قبل ( عشانــك حلوة تغطين وجهك؟؟ ) وكانت تأتيهم بالحجج والأدلة الثابتة لإقناعهم وكان جدها يجادلها ويعارضها أشد المعارضة و تقول له :ألم تكن النساء في عهدك يا جدي يغطين وجوههن ؟؟!! فقال لها: نعم ...ولم ينكر ذلك لأنه أساساً لم يكن شيئاً جديداً في الأمة الإسلامية .(.لكن الاستعمار عمل جهده ليمحي الهوية الاسلامية من البلدان المسلمة ...وللأسف نجح في ذلك عند بعض ضعاف الإيمان ) .ومن أراد رضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس ...فكانت من بين الجميع في عائلتها لها احترام خاص وهيبة ووقار لأنها طبقت شرع الله ولم تستمع للمثبطين والمحبطين والمخذلين..... لأنها علمت أن العاقبة للمتقين فكان الله معها وفي عونها ...ومما ذكرت لي من قصتها أن من بين أقاربها دون محارمها لا يتجولون في المنزل كما كان سابقاً إلا بعد أن يعلموا أنها غير موجودة لأنهم حين تكون موجودة يستأذنون من العبور لأنها حين تراهم تستر وجهها فوراً ...أي كان البيت الذي هي فيه له حرمة خاصة ..فلما رأتها قريباتها هكذا غِرن منها واقتدوا بها فكانت دالة على الخير ..وفقنا الله وإياها..
سؤال أسأله لمن غطت شعرها ولم تغطي وجهها ؟؟؟
ما هو مكمن جمال المرأة شعرها أم وجهها ؟؟ما هو الأعظم فتنة في نظركم ؟؟؟ أترك لك الجواب .....
أليس إذا نظرت إلى امرأة محجبة (كاشفة وجهها) جميلة أقبلت عليها ؟ وإذا نظرت إلى أخرى قبيحة نفرت منها فما بالك بالرجل ؟ ألا يتكدر الرجل إذا نظر إلى وجه زوجة أخيه فإذا هي أجمل من زوجته بكثير فيبدأ الشيطان يملأ عينيه وقلبه كرهاً لزوجته ويبغضها إليه ، ويصرفه بذلك عن أمور هي أهم من ذلك في الدعوة وعمل الخير وغيره ، أفإذا كانت ساترة لوجهها أكان يحصل ذلك ؟؟!! فما هو الهدف من قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( الحمو الموت )
*وما الحكمة إذن من الأمر بغض البصر؟ أيؤمر الرجل بغض البصر وتُترك المرأة لتكشف وجهها ؟ وإذا كانت قد كشفت وجهها وهو يخاف الله وغاض لبصره كيف يكلمها بدون أن ينظر إليها ولو فعل ذلك ساعة لن يفعله ساعة أخرى ، ولو فعله مرة لن يفعله مرة أخرى ........أيكلف الله الرجال أمراً لا يطيقونه ـ والعياذ بالله ـ ؟؟؟؟؟؟
فالرجل مأمور بغض البصر لكن المرأة موجودة في كل مكان في الشارع والمستشفى ...فهو سيضطر إلى غض بصره طوال الوقت وإنزال نظره للأرض عند كل موقف ـ ما دام هناك من تكشفت ـ أما إذا كانت قد سترت وجهها بالكامل فسيسهل التعامل معها إذا كانت زوجة أخ أو زوجة عم أو موظفة أو طبيبة وغيرها وستصبح جميع النساء عنده سواء .....
ونحن نعلم أن الله يغفر وسامح الرجل في( نظرته الأولى) إذا كانت من غير قصد ويلام في النظرة الثانية ، فكيف يكون ذلك والمذيعة المحجبة (كاشفة لوجهها المزين بالمكياج والطرحة المزركشة الفاتنة ) تقف أمام الملايين وقد أظهرت وجهها بالكامل ؟؟؟لا تقولين إن الصيف عندنا شديد الحرارة ولا أحتمل ... (( وَقَالُوا لا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ)) أختي في الله ..أريدك أن تُِري الشيطان قدره عندك ..اعصيه.. وخالفيه.. لتنتصري عليه وتفوزي بمرضاة الله ....سيأتي الشيطان يوماً ويقول لك : (وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) سيتخلى عنك بعدما أغواك كثيراً وأمرك بمعصية الله دائماً ...لكن ستكونين إن شاء الله بالإيمان والعمل الصالح من الفائزين قال تعالى : ( وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ) اللهم اجعلنا من أهل الفردوس الأعلى من الجنان ..آمين ..
هذه عزيزتي بعض الأدلة الداعمة لما دعوتك إليه وهو ((((((غطاء الوجه ))))))))))....راجية من الله أن يرينا الحق حقاً ويوفقنا لاتباعه ويرينا الباطل باطلاً ويوفقنا لاجتنابه......
(أدلة تغطية الوجه من الكتاب و السنَة )
الأدلة من القرآن : الدليل الأول :
وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْأِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31)
قال الشيخ ابن باز :رحمه الله: جاء في هذه الآية ما يدل على وجوب الحجاب وتحريم السفور في موضعين منها: الأول:قوله تعالى: ( وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنهَا) وهذا يدل على النهي عن جميع الإبداء لشئ من الزينة إلا ماأُستثني وهو ملابسها الظاهرة وما خرج بدون قصد ويدل ذلك التأكيد منه سبحانه وتعالى بتكريره النهي عن إبداء الزينة في نفس الآية .......
الثانـي: قوله تعالى : ( وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ) فهو صريح في إدناء الخمار من الرأس إلى الصدر،
لأن الوجه من الرأس الذي يجب تخميره عقلاً وشرعاً و عرفاً ولا يوجد أي دليل يدل على إخراج الوجه من مسمَى الرأس في لغة العرب ، كما لم يأتِ نص على إخراجه أو إستثنائه بمنطوق القرآن والسنَة ولا بمفهومهما واستثناء بعضهم له .. وزعمهم بأنه غير مقصود في عموم التخمير مردود بالمفهوم الشرعي واللغوي ومدفوع بأقوال بقيَة علماء السلف والخلف ، كما هو مردود بقاعدتين أوضحهما علماء الأُصول ومصطلح الحديث .
أحدهما: أن حجة الإثبات مقدمة على حجة النفي .
الثانية: أنه إذا تعارض مبيح و حاظر قدم الحاظر على المبيح . أهـ
ـ ـ قوله تعالى : ( وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ)
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله (يعني لا تضرب المرأة برجلها فيُعلم ما تخفيه من الخلاخل ونحوها مما تتحلى به للِرجل فإذا كانت المرأة منهية عن الضرب بالأرجل خوفا ًمن افتتان الرجل بما يسمع من صوت خلخالها ونحوه فكيف بكشف الوجه .
فأيما أعظم فتنة أن يسمع الرجل خلخالاً بقدم امرأة لا يدري ما هي وما جمالها و لا يدري أشابةٌ هي أم عجوز؟ولا يدري أشوهاء هي أم حسناء ..أيما أعظم فتنة هذا أو أن ينظر إلى وجه سافر جميل ممتلئ شباباً ونضارة وحسناً وجمالاً وتجميلاً بما يجلب الفتنة ويدعو الى النظر إليها ، إن كل إنسان له إربة في النساء ليعلم أي الفتنتين أعظم وأحق بالتستر والإخفاء ؟؟!!!!
الدليل الثاني : قوله تعالى ( وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ)قال الشيخ ابن باز :رحمه الله:فهذه الآية نص واضح في وجوب تحجب النساء عن الرجال وتسترهن منهم ، وقد أوضح الله سبحانه في هذه الآية الحكمة في ذلك وهي أن التحجب أطهر لقلوب الرجال والنساء وأبعد عن الفاحشة وأسبابها و هذه الآية عامة لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهن من المؤمنات
الدليل الثالث : قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً ) ...قال السيوطي رحمه الله : هذه آية الحجاب في حق سائر النساء، ففيها وجوب ستر الرأس والوجه عليهن .انتهى
00قال الشنقيطي رحمه الله ( أضواء البيان ) : ومن الأدلة القرآنية على احتجاب المرأة وسترها جميع بدنها وحتى وجهها قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ) فقد قال غير واحد من أهل العلم إن معنى (يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِن) َّإنهن يسترن بها جميع وجوههن ولا يظهر منهن شيء إلا عين واحدة تبصر بها ، وممن قال به ابن مسعود وابن عباس وعبيدة السلماني وغيرهم0ا هـ
قال الشيخ ابن باز رحمه الله: ولو لم يكن من الأدلة الشرعية على منع كشف الوجه إلا هذا النص منه سبحانه وتعالى لكان كافياً في وجوب الحجاب وستر مفاتن المرأة ، ومن جملتها وجهها وهو أعظمها ، لأن الوجه هو الذي تعرف به وهو الذي يجلب الفتنة 0
الدليل الرابع :
قوله تعالى : (وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) ..قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : وجه الدلالة من هذه الآية الكريمة أن الله تعالى نفى الجناح وهو الإثم عن القواعد وهن العواجز اللاتي لا يرجون نكاحاً لكبر سنهن .. نفى الله الجناح عن هذه العجائز في وضع ثيابهن بشرط أن لا يكون الغرض من ذلك التبرج بالزينة .ومن المعلوم بالبداهة أنه ليس المراد بوضع الثياب أن يبقين عاريات ، وإنما المراد وضع الثياب التي تكون فوق الردع ونحوه مما لا يستر ما يظهر غالباً الوجه والكفين ..فالثياب المذكورة المرخص لهذه العجائز في وضعها هي الثياب السابقة التي تستر جميع البدن وتخصيص الحكم بهؤلاء العجائز دليل على أن الشابات اللاتي يرجون النكاح يخالفهن في الحكم
ولو كان الحكم شاملاً للجميع في جواز وضع الثياب ولبس درع ونحوه لم يكن لتخصيص القواعد فائدة .
ومن قوله تعالى (غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ) دليل آخر على وجوب الحجاب على الشابة التي ترجو النكاح لأن الغالب عليها إذا كشفت وجهها أنها تريد التبرج بالزينة وإظهار جمالها وتطلع الرجال لها ومدحهم اياها ونحو ذلك ، ومن سوى هذه نادر والنادر لا حكم له ) اهـ .
الأدلة من السنةقد أجمع السلف على وجوب ستر المرأة المسلمة لوجهها وأنه عورة يجب عليها ستره إلا من ذي محرم .
الدليل الأول : حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان ) أخرجه الترمذي بإسناد صحيح .
الدليل الثاني : حديث الإفك وفيه ( وكان ـ صفوان ـ يراني قبل الحجاب فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني فخمرت وجهي عنه بجلبابي ) متفق على صحته .
الدليل الثالث : قال الشيخ ابن باز رحمه الله: قال بن قدامه في المغني ( والمرأة إحرامها في وجهها فإن احتجت سدلت على وجهها ) وجملته أن المرأة يحرم عليها تغطية وجهها في إحرامها كما يحرم على الرجل تغطية رأسه إلا ما روى البخاري عن أسماء أنها كانت تغطي وجهها وهي محرمة ، وقد روى البخاري وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لا تنتقب المرأة ولا تلبس القفازين ) وروى عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( كان الركبان يمرون بنا ونحن محرمات مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا حاذوا بنا سدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها فإذا جاوزونا كشفنا ) فيؤخذ من هذا ونحوه أن علماء الإسلام قد أجمعوا على كشف المرأة وجهها في الإحرام وأجمعوا على أنه يجب عليها ستره بحضور الرجال .اهـ
الدليل الرابع : قوله صلى الله عليه وسلم ( إذا خطب أحدكم امرأة فلا جناح عليه أن ينظر إليها وإن كانت لا تعلم ) رواه أحمد قال في مجمع الزوائد رجاله رجال الصحيح .وجه الدلالة منه أن النبي صلى الله عليه وسلم نفى الجناح وهو الإثم عن الخاطب خاصة إذا نظر من مخطوبته بشرط أن يكون نظره للخطبة فدل هذا على أن غير الخاطب آثم بالنظر إلى الأجنبية بكل حال ، وكذلك الخاطب لغير الخطبة مثل أن يكون غرضه بالنظر التلذذ والتمتع به ونحو ذلك .فإن قيل ليس في الحديث بيان ما ينظر إليه فقد يكون المراد بذلك نظر الصدر والنحر فالجواب أن كل أحد يعلم أن مقصود الخاطب المريد للجمال إنما هو جمال الوجه لأنه المقصود بالذات لمريد الجمال بلا ريب .اهـ رسالة في الحجاب بن عثيمين رحمه الله .
الدليل الخامس : أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أمر بإخراج النساء إلى مصلى العيد قلن يا رسول الله إحدانا لا يكون لها جلباب فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( لتلبسها أختها من جلبابها ) رواه البخاري ومسلم وغيرهما . فهذا الحديث يدل على أن المعتاد عند نساء الصحابة أن لا تخرج المرأة إلا بجلباب وأنها عند عدمه لا يمكن أن تخرج ولذلك ذكرن رضي الله عنهن هذا المانع لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين أمرهن بالخروج إلى مصلى العيد فبين النبي صلى الله عليه وسلم لهن حل لهذا الإشكال بأن تلبسها أختها من جلبابها ولم يأذن لهن بالخروج بغير جلباب . رسالة في الحجاب ابن عثيمين رحمه الله .
الدليل السادس :ما ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( كن نساء المؤمنات يشهدن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الفجر متلفعات بمروطهن ثم ينقلبن إلى بيوتهن حين يقضين الصلاة لا يعرفهن أحد من الغلس ) متفق على صحته
الدليل السابع : قوله صلى الله عليه وسلم ( إذا كان لإحداكن مكاتب وكان عنده ما يؤدي فلتحتجب)
رواه الخمسة إلا النسائي وصححه الترمذي .وجه الدلالة من هذا الحديث أنه يقتضي إن كشف السيدة وجهها لعبدها جائز ما دام في ملكها فإذا خرج منه وجب عليها الإحتجاب منه لأنه صار أجنبياً فدل على وجوب احتجاب المرأة عن الرجل الأجنبي .
الدليل الثامن : عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت : ( ( كنا نغطي وجوهنا من الرجال وكنا نمتشط قبل ذلك في الإحرام )رواه ابن خزيمة والحاكم وقال : حديث صحيح على شرط الشيخين . ووافقه الذهبي .
أدلة المبيحين لكشف الوجه والرد عليها
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : ولا أعلم لمن أجاز نظر الوجه والكفين من الأجنبية دليلاً من الكتاب والسنة سوى ما يأتي :
الأول: قوله تعالى : ( وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنهَا) حيث قال ابن عباس رضي الله عنهما هي وجهها وكفاها والخاتم قال الأعمش عن سعيد بن جبير عنه . وتفسير الصحابي حجة .
الثاني : ما رواه أبو داود في سننه عن عائشة رضي الله عنها أن أسماء بنت أبي بكر دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليها ثياب رقاق فأعرض عنها وقال ( يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يرى منها إلا هذا وهذا وأشار إلى وجهه وكفيه )
الثالث : ما رواه البخاري وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما أن أخاه الفضل كان رديف للنبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فجاءت امرأة من خثعم فجعل الفضل ينظر إليها وتنظر إليه فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يصرف وجه الفضل إلى الشق الآخر ففي هذا دليل على أن المرأة كاشفة وجهها .
الرابع : ما أخرجه البخاري وغيره من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه في صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بالناس صلاة العيد ثم وعظ الناس وذكرهم ثم مضى حتى أتى النساء فوعظهن وذكرهن وقال : ( يا معشر النساء تصدقن فإنكن أكثر حطب جهنم فقامت امرأة من سطة النساء سفعاء الخدين .......) الحديث ..ولولا أن وجهها مكشوف ما عرف أنها سفعاء الخدين ..
الرد على هذه الأدلة :
قال الشيخ بن عثيمين رحمه الله : إننا إذا تأملنا أدلة جواز كشف الوجه وجدناها لا تكافئ أدلة المنع ويتضح ذلك بالجواب عن كل واحد منها بما يلي :
عن تفسير ابن عباس ثلاثة أوجه : أحدها : محتمل أن مراده أول الأمرين قبل نزول آية الحجاب كما ذكره شيخ الإسلام .
الثاني : يحتمل أن مراده الزينة التي نهي عن إبدائها كما ذكره ابن كثير في تفسيره رضي الله عنه لقوله تعالى : ( : [COLOR=DarkRed]يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ[/COLOR ])
الثالث : إذا لم نسلم أن مراده أحد هذين الإحتمالين فإن تفسيره لا يكون حجة يجب قبولها إلا إذا لم يعارضه صحابي آخر
فإن عارضه صحابي آخر أخذ بما ترجحه الأدلة الأخرى وابن عباس رضي الله عنهما قد عارض تفسيره ابن مسعود رضي الله عنه حيث فسر قوله إلا ما ظهر منها بالرداء والثياب وما لابد من ظهوره فوجب طلب الترجيح والعمل بما كان راجحاً في تفسيريهما .
2ـ أما عن حديث عائشة : ضعيف من وجهين أحدهما : الإنقطاع بين عائشة وخالد بن دريك الذي رواه عنه كما أعله بذلك أبو داود نفسه حيث قال : خالد بن دريك لم يسمع من عائشة وكذلك أعله أبو حاتم الرازي .
الوجه الثاني : أن في إسناده سعيد بن بشير النصيري نزيل دمشق تركه ابن مهدي وضعفه أحمد وابن معين وابن المديني والنسائي وعلى هذا فالحديث ضعيف لا يقاوم ما تقدم من الأحاديث الصحيحة الدالة على وجوب الحجاب وأيضاً فإن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها كان لها حين هجرة النبي صلى الله عليه وسلم سبع وعشرين سنة ، فهي كبيرة السن فيبعد أن تدخل على النبي صلى الله عليه وسلم في ثياب رقاق ( رقيقة ) تصف منها ما سوى الوجه والكفين والله أعلم .
إن نساء السلف حرصن على عدم لبس ما يشف أو يصف ، ولو كُـنّ كباراً .
ولذا لما قَدِمَ المنذر بن الزبير من العراق فأرسل إلى أسماء بنت أبي بكر بكسوة من ثياب رقاق عتاق بعدما كف بصرُها . قال : فلمستها بيدها ، ثم قالت : أف ! ردوا عليه كسوته . قال : فشق ذلك عليه ، وقال : يا أمه إنه لا يشف . قالت : إنها إن لم تشف ، فإنـها تصف ، فاشترى لها ثيابا مروية فقَبِلَتْها . رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى .
3ـ وعن حديث ابن عباس : بأنه لا دليل فيه على جواز النظر إلى الأجنبية لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقر الفضل على ذلك بل حرف وجهه إلى الشق الآخر ولذلك ذكر النووي في شرح صحيح مسلم بأن من فوائد هذا الحديث تحريم نظر الأجنبية وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري في فوائد هذا الحديث: وفيه منع النظر إلى الأجنبيات وغض البصر ..قال عياض : وزعم بعضهم أنه غير واجب إلا عند خشية الفتنة قال: وعندي أن فعله صلى الله عليه وسلم إذ غطى وجه الفضل كما في الرواية فإن قيل : فلماذا لم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم المرأة بتغطية وجهها فالجواب أن الظاهر أنها كانت محرمة والمشروع في حقها ألا تغطي وجهها إذا لم يكن أحد ينظر إليها من الأجانب أو يقال لعل النبي صلى الله عليه وسلم أمرها بعد ذلك فإن عدم نقل أمره بذلك لا يدل على عدم الأمر إذ عدم النقل ليس نقلاً للعدم ، وروى مسلم وأبو داود عن جرير ابن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظرة الفجـاءة فقال اصرف بصرك أو قال فأمرني أن أصرف بصري .
وعن حديث جابر : بأن لم يذكر متى كان ذلك فإما أن تكون هذه المرأة من القواعد اللاتي لا يرجون نكاحاً فكشف وجهها مباح ولا يمنع وجوب الحجاب على غيرها أو يكون قبل نزول آية الحجاب فإنها كانت في سورة الأحزاب سنة خمس أو ست من الهجرة وصلاة العيد شرعت في السنة الثانية من الهجرة .
نسأل الله تعالى أن يرينا الحق حقاً ويوفقنا لاتباعه ويرينا الباطل باطلاً ويوفقنا لاجتنابه ويهدينا صراطه المستقيم إنه جواد كريم وصلى الله وبارك على نبيه محمد و على آله وأصحابه وأتباعه أجمعين ..
وبعد ..أختي المسلمة لقد وضحت الأدلة على عدم جواز كشف الوجه ، وأن الحجاب والتستر كان من عادة نساء الصحابة الذين هم خير القرون وأكرمها على الله عز وجل وأعلاها أخلاقاً وآداباً وأكملها إيماناً وأصلحها عملاً فهم القدوة الذين رضي الله عنهم وعمن اتبعوهم بإحسان .
فإذا كانت تلك طريقة نساء الصحابة فكيف يليق بنا أن نحيد عن تلك الطريقة التي في اتباعها بإحسان رضي الله عمن سلكها واتبعها . وقد قال تعالى : ( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً )
والله تعالى أعلى وأعلم وصلى الله وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .
المصادر :
1ـ مجموع فتاوى ومقالات متنوعة ..التوحيد وما يلحق به ( الجزء الخامس ) للشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله .
2ـرسالة في الحجاب للشيخ ابن عثيمين رحمه الله.
3ـ تفسير سورة النور للشيخ مصطفى العدوي رحمه الله .
4ـ كتاب (حراسة الفضيلة) للأستاذ بكر عبد الله أبو زيد من مؤسسة الجريسي للتوزيع والإعلان ( الرياض)
هاتف : 4022564( أرجو منك الرجوع إليه للإستزادة ..لأنه مفيد للغاية )
الروابط المفضلة