انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 5 من 5

الموضوع: ... تَعْظِيمُ اللـَّّّّّّّهِ سُـبْـحـَانـَهُ وَ تـَعـَالـَى وَ عـَز َّ وَ جـَلَّ ...

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    الموقع
    ღ♥ღ بستان الأرواح ღ♥ღ
    الردود
    430
    الجنس
    ذكر

    ... تَعْظِيمُ اللـَّّّّّّّهِ سُـبْـحـَانـَهُ وَ تـَعـَالـَى وَ عـَز َّ وَ جـَلَّ ...

    بِسْمِ اللـَّهِ الرَّحـْمـَنِ الرَّحِـيمِ
    السَّـلاَمُ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَةُ اللَّـهِ وَ بَرَكَاتُهْ




    تَعْظِيمُ اللَّـهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَ عَزَّ وَجَلَّ :

    إن تعظيم الله (تعالى) ـ و تعظيم ما يستلزم ذلــك من شعائر الله (تعالى) و حدوده ـ من أجلِّ العبادات القلبية و أهم أعمال القلوب، التي يتـعـيـن تحقـيقـها و القيام بها، و تربية الناس عـلـيـهـا ، و بالذات في هذا الزمان الذي ظهر فيه ما يخالف تعـظـيـم الله (تعالـى) : مــــن الاستخفاف و الإِستهزاء بشعائر الله (تعالى) ، و التسفيه و الإِزْدِرَاءِ لدين الله (تعالى) و أهله .

    إنَّ الإيمان بالله (تعالى) مَبْنِيُّ على التعظيم و الإجلال له (عزَّ وجل) ، قال الله (تعالى) : {تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ} [مريم:90].

    قال الضَحَّاكُ بن مُزَاحِمْ ـ في تفسير هذه الآية : (يَتَشَقَّقْنَ من عظمة الله (عز وجل) ).

    و يبين شـيــخ الإسلام ابن تَيْمِيَّةْ أهمية تعظيم الله (سبحانه) و إجلاله فيقول: ” فمن إِعْتقد الوحدانية فـي الأُلـــوهية لله (سبحانه وتعالى) ، و الرسالة لعبده و رسوله، ثم لم يُتْبِعْ هذا الاعتقاد مُوجِبُهُ من الإجلال و الإِكرام، الذي هو حال في القلب يظهر أثره على الجوارح ، بل قارنه الاستخفاف و التـسـفـيـه و الإِزدراء بالقول أو بالفعل ، كان وجود ذلك الإِعتقاد كعدمه، و كان ذلك مُوجِباً لفساد ذلك الإِعتقاد و مُزِيلاً لما فيه من المنفعة و الصلاح “ .

    و مما قاله ابن القَيِّم عن منزلة التعظيم: ” هذه المنزلة تابعة للمعرفة ، فعلى قدر المعرفة يكون تعظيم الربِّ (تعالى) في القلب ، و أَعْرَفُ الناس به أشدهم له تعظيماً و إِجلاَلاً، و قد ذم الله (تعالى) من لم يُعَظِّمْهُ حق عظمته ، و لا عــرفـــــه حق معرفته ، و لا وصفه حق صفته، قال (تعالى): {مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً} [نوح:13] ، قال ابن عباس و مجاهد: لا ترجون لله عظمة ، و قال سعيد بن جبير: ما لكم لا تعظمون الله حق عظمته.


    وَ رُوحُ العِبَادَةِ هُوَ الإِجْلاَلُ وَالمَحَبَّةُ ، فِإِذَا تَخَلَّى أَحَدُهَمَا عَنِ الآَخَرِ فَسَدَتْ.. “.

    و تعظيم الله وإجلاله لا يتحقق إِلا بإِثبات الصفات لله (تعالى) ، كما يليق به (سبحانه) ، من غير تحريف و لا تعطيل و لا تكييف و لا تمثيل ، و الـذيـــن ينكرون بعض صفاته (تعالى) ما قدروا الله (عز وجل) حق قدره ، و ما عرفوه حق معرفته ، و لما كان من أسماء الله (تعالى) الحسنى: (المجيد) و (الكبير) و (العظيم) فإِنَّ (معنى هذه الأسماء : أن الله (عز و جل) هو الموصوف بصفات المجد و الكبرياء و العظمة و الجلال ، الذي هو أَكبر من كل شيء ، و أعظم من كل شي ء، وأجلُّ وأَعلى، و له التعظيم و الإِجلال ، في قلوب أوليائه و أصفيائه ، قد مُلِئَتْ قلوبهم من تعظيمه ، و إِجلاله، و الخضوع له ، و التذلل لكبريائه) .

    ويقول العلامة محمد الأمين الشنقيطي في هذا المقام: (إن الإنسان إذا سمع وصفاً وصف به خالق السموات و الأرض نفسه، أو وصفه به رسوله ، فليملأ صدره من التعظيم ، و يجزم بأن ذلك الوصف بالغ من غايات الكمال و الجلال و الشرف و العلو ما يقطع جميع علائق أوهام المشابهة بينه وبين صفات المخلوقـيـن، فـيكـــون القلب منزهاً معظماً له (جلّ وعلا)، غير متنجّس بأقذار التشبيه...).

    ومما يوجب تعظيم الله (تعالى) وإجلاله: أن نتعّرف على نعم الله (تعالى)، ونتذكرّ آلاء الله (عزّ وجلّ)، ومما قاله أبو الوفاء ابن عقيل في ذلك: (لقد عظم الله (سبحانه) الحيوان، لا سيما ابن آدم، حيث أباحه الشرك عند الإكراه وخوف الضرر على نفسه، فقال: {إلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإيمَانِ} [النحل:106] : مـن قـدّم حـرمــة نفسك على حرمته، حتى أباحك أن تتوقى وتحامى عن نفسك بذكره، بما لا ينبغي له (سبحانـه)، لحقيق أن تعظم شعائره، وتوقر أوامره وزواجره، وعصم عرضك بإيجاب الحدّ بقـذفـك، وعَصَم مالك بقطع مسلم في سرقته، وأسقط شطر الصلاة لأجل مشقتك، وأباحك الميتة ســــدّاً لرمقك، وحفظاً لصحتك، وزجرك عن مضارك بحد عاجل، ووعيد آجل، وخَرقَ العوائــد لأجلك، وأنزل الكتب إليك، أيحسن بك مع هذا الإكرام أن تُرى على ما نهاك منهمـكـاً، وعـمـــا أمرك متنكبّاً، وعن داعيه معرضاً، ولسنته هاجراً، ولداعي عدوك فيه مطيعاً؟.

    يعظمك وهُوَ هُوَ، وتهمل أمره وأنت أنت، هو حطّ رتب عباده لأجلك، وأهبط إلى الأرض من امتنع من سجدة يسجُدها لك.
    ما أوحش ما تلاعب الشيطان بالإنسان بينا يكون بحضرة الحق، وملائكة السماء سجود له، تترامى به الأحوال والجهالات بالمبدأ والمآل، إلى أن يوجد ساجداً لصورة في حجر، أو لشمس أو لقمر، أو لشجرة من الشجر، ما أوحش زوال النعم، وتغيّر الأحوال، والحور بعد الكور).

    تَعْظِيمُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمْ- لِلَّهِ تَعَالَى

    ولقد كان نبينا محمد يربي أمته على وجوب تعظيم الله (تعالى)، ففي حديث ابن مسعود (رضي الله عنه) قال: جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله-صلى الله عليه وسلم- فقال: يا محمد، إنّا نجد أن الله يجعل السموات على إصبع، والأرضين على إصبع، والشجر على إصبع، والماء على إصبع، والثرى على إصبع، وسائر الخلق على إصبع، فيقول: أنا الملك، فضحك النبي-صلى الله عليه وسلم- حتى بدت نواجذه، تصديقاً لقول الحبر، ثم قرأ {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ...} [الزمر: 67].

    وما في الآية يدل على أن عظمة الله (تعالى) أعظم مما وصف ذلك الحبر، ففي الآية الكريمة تقرير لعظمة الله (تعالى) نفسه، وما يستحقه من الصفات، وأن لله (عز وجل) قدراً عظيماً، فيجب على كل مؤمن أن يقدر الله حق قدره.
    يقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب، عند هذه الآية الكريمة:
    ما ذكر الله (تبارك وتعالى) من عظمته وجلاله أنه يوم القيامة يفعل هذا، وهذا قَدْر ما تحتمله العقول، وإلا فعظمة الله وجلاله أجل من أن يحيط بها عقل... فَمَن هذا بعض عظمته وجلاله كيف يُجعل في رتبته مخلوق لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضرًّا؟).

    ولما قال الأعرابي لرسول الله-صلى الله عليه وسلم- : ” فإنا نستشفع بالله عليك، فقال النبي-صلى الله عليه وسلم- : « سبحان الله، سبحان الله! » فما زال يسبّح حتى عرف ذلك في وجوه أصحابه، ثم قال: « ويحك، أتدري ما الله؟ إن شأن الله أعظم من ذلك، إنه لا يستشفع بالله على أحد من خلقه» .

    تَعْظِيمُ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ لِلَّهِ تَعَالَى

    وقد اقتفى الصحابة (رضي الله عنهم) ومن تبعهم بإحسان هذا المسلك، فعظّموا الله حق تعظيمه، وعُمرت قلوبهم بإجلال الله (تعالى) وتوقيره: فهذا ابن عباس (رضي الله عنهما) يقول لبعض أصحاب المراء والجدل: ” أما علمتم أن لله عباداً أصمتهم خشية الله (تعالى) من غير عيّ ولا بكم، وإنهم لَهُمُ العلماء العصماء النبلاء الطلقاء، غير أنهم إذا تذكروا عظمة الله (تعالى) انكسرت قلوبهم، وانقطعت ألسنتهم، حتى إذا استفاقوا من ذلك، تسارعوا إلى الله بالأعمال الزاكية، فأين أنتم منهم؟“.

    تَعْظِيمُ العُلَمَاءِ لِلَّهِ تَعَالَى

    وكان أهل العلم يعظمون ربهم، ويقدرونه (عزَّ و جلَّ) حق قدره، حتى قال عون بن عبد الله: ” ليعظم أحدكم ربه، أن يذكر اسمه في كل شيء حتى يقول: أخزى الله الكلب، وفعل الله به كذا“.

    ويقول الخطابي: ” وكان بعض من أدركنا من مشايخنا قلّ ما يذكر اسم الله(تعالى) إلا فيما يتصل بطاعة“.

    وكان أبو بكر الشاشي يعيب على أهل الكلام كثرة خوضهم في الله (تعالى( ، إجلالاً لإِسمه (تعالى) ، ويقول: (هؤلاء يتمندلون بالله (عزّ وجلّ) .

    مِنْ مَوَاقِفِ السَّلَفِ فِي تَعْظِيمِ اللَّهِ تَعَالَى
    ومن أروع الأمثلة التي دوّنها التاريخ عن سلفنا الصالح، وتعظيمهم لله (عزّ وجلّ)، ما وقع لإمام دار الهجرة مالك بن أنس (رحمه الله تعالى)، لما سأله أحدهم عن قوله (تعالى): {الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى} [طه:5] كيف استوى ؟.
    فما كان موقـف الإمام مالك إزاء هذا السؤال؟ يقول الرواي: ” فما رأيته وجد (غضب) من شيء كوجده من مقالته، وعلاه الرَّحْضَاءْ (العرق)، وأطرق القوم، فجعلوا ينتظرون الأمر به فيه، ثم سُرّي عن مالك، فقال: الكيف غير معلوم، والاستواء غير مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وإنى لأخاف أن تكون ضالاًّ، ثم أُمر به فأُخرج“.

    فتأمّل (رحمك الله) ما أصاب الإمام مالك (رحمه الله) من شدة الغضب وتصبب العرق إجلالاً وتعظيماً لله (تعالى) وإنكاراً لهذا السؤال عن كيفية استواء الربّ (تعالى) .

    ومن الأمثلة في هذا الباب ما جرى للإمام أحمد بن حنبل (رحمه الله تعالى) ، لما مر مع ابنه (عبدالله) على قاص يقص حديث النزول فيقول: إذا كان ليلة النصف من شعبان ينزل الله (عزّ وجلّ) إلى سماء الدنيا بلا زوال ولا انتقال ولا تغير حال، يقول عبدالله: فارتعد أبي، واصفر لونه، ولزم يدي، وأمسكته حتى سكن، ثم قال: قف بنا على هذا المُتَخَرِّصْ، فلما حاذاه قال: يا هذا .. رسول الله أَغْير على ربه (عزّ وجلّ) منك، قل كما قال رسول الله .

    مِنْ مَظَاهِرِ تَعْظِيمِ اللَّهِ تَعَالَى
    ومن تعظيم الله (تعالى) : تعظيم كلامه، وتحقيق النصيحة لكتابه تلاوة وتدبراً وعملاً، وقد حقق سلفنا الصالح الواجب نحو كتاب الله (تعالى) من التعظيم والإجلال، حتى إن بعض السلف كانوا يكرهون أن يصغروا المصحف.
    وقال بعضهم : والله ما نمت في بيت فيه كتاب الله، أو حديث رسول الله احتراماً لهما.

    تَعْظِيمُ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمْ مِنْ تَعْظِيمِ اللَّهِ تَعَالَى
    ومما يجب تعظيمه وتوقيره: تعظيم رسول الله وتوقيره، وتعظيم سنته وحديثه، يقول(ابن تيمية) في تقرير وجوب توقيره وإجلاله: (إن الله أمر بتعزيره وتوقيره، فقال: {وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ} [الفتح:9] والتعزير اسم جامع لنصره وتأييده ومنعه من كل ما يؤذيه، والتوقير اسم جامع لكل ما فيه سكينة وطمأنينة من الإجلال والإكرام وأن يعامل من التشريف والتكريم والتعظيم بما يصونه عن كل ما يخرجه عن حد الوقار.

    ومن ذلك: أنه خصّه في المخاطبة بما يليق به، فقال: {لا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُم بَعْضاً} [النور:63] ، فنهى أن يقولوا: يا محمد، أو يا أحمد، أو يا أبا القاسم، ولكن يقولوا: يا رسول الله، يانبي الله، وكيف لا يخاطبونه بذلك والله (سبحانه وتعالى) أكرمه في مخاطبته إياه بما لم يكرم به أحداً من الأنبياء، فلم يَدْعُه باسمه في القرآن قط ...

    ومن ذلك: أنه حرّم التقدم بين يديه بالكلام حتى يأذَن، وحرم رفع الصوت فوق صوته، وأن يُجهر له بالكلام كما يجهر الرجل للرجل...

    ومن ذلك: أن الله رفع له ذكره، فلا يُذكر الله (سبحانه) إلا ذكر معه، وأوجب ذكره في الشهادتين اللتين هما أساس الإسلام، وفي الأذان الذي هو شعار الإسلام، وفي الصلاة التي هي عماد الدين....

    وَ مِمَّا يَجْدُرُ التَّنْبِيهُ عَلَيْهِ : أن التعظيم المشروع لرسول الله هو تعظيمه بما يحبه المعظّم ويرضاه ويأمر به ويثني على فاعله، وأما تعظيمه بما يكرهه ويبغضه ويذم فاعله، فهذا ليس بتعظيم، بل هو غلو منافٍ للتعظيم.
    وعقد الدارمي ـ في سننه ـ باباً بعنوان : باب تعجيل عقوبة من بلغه عن النبي حديث فلم يعظمه، ولم يوقره ، وأورد الدارمي جملة من الآثار التي تضمنت عقوبات ومثلات في حق من لم يعظّم حديث رسول الله.

    تَعْظِيمُ السَّلَفِ للسُّنَّةِ النَّبَوِيَّةِ
    وقد عني السلف الصالح بتعظيم السنة النبوية وإجلال رسول الله، ومن ذلك: ما قاله عبد الله بن المبارك عن الإمام مالك بن أنس: كنت عند مالك وهو يحدثنا حديث رسول الله فلدغته عقرب ست عشرة مرة، ومالك يتغير لونه ويصفر، ولا يقطع حديث رسول الله، فلما فرغ من المجلس وتفرق الناس، قلت: يا أبا عبدالله، لقد رأيت منك عجباً! فقال: ” نعم إنما صبرت إجلالاً لحديث رسول الله-صلى الله عليه وسلم-“.

    وقال الشافعي (رحمه الله تعالى):” يكره للرجل أن يقول: قال رسول الله، ولكن يقول: رسول الله؛ تعظيماً لرسول الله“.

    تَعْظِيمٌ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ مِنْ تَعْظِيمِ اللَّهِ تَعَالَى

    وممن يجب تعظيمهم وإجلالهم: صحابة رسول الله، فيتعين احترامهم وتوقيرهم، وتقديرهم حق قدرهم، والقيام بحقوقهم (رضي الله عنهم).

    وقد خرج جرير بن عبد الله البجلي، وعدي بن حاتم، وحنظلة الكاتب (رضي الله عنهم) من الكوفة حتى نزلوا قرقيساء وقالوا لا نقيم ببلدة يشتم فيها عثمان بن عفان.
    وباعد محمد عبد العزيز التيمي داره وقال: لا أقيم ببلدة يشتم فيها أصحاب رسول الله.
    ولما أظهر ابن الصاحُب الرفضَ ببغداد (سنة 583هـ) جاء الطالقاني إلى صديق فودّعه، وذكر أنه متوجه إلى بلاد قزوين.
    فقال صديقه: إنك ههنا طيّب، وتنفع الناس.
    فقال الطالقاني: معاذ الله أن أقيم ببلدة يجهر فيها بسبّ أصحاب رسول الله، ثم خرج من بغداد إلى قزوين، وأقام بها إلى أن توفي بها.

    تَعْظِيمُ شَعَائِرِ اللَّهِ تَعَالَى

    وبالجملة يجب تعـظـيـم شـعـائـر الله (تعالى) جميعها، كما قال (تعالى): {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإنَّهَا مِن تَقْوَى القُلُوبِ} [الحج: 32].

    وَاقِعُ المُسْلِمِينَ وَ تَعْظِيمِ اللَّهِ تَعَالَى

    ويلحظ الناظر في حال المسلمين أن ثـمــــة مخالفات تنافي تعظيم الله (تعالـى) وشـعـــائـــره كالاستهزاء، و الاستخفاف، و الازدراء، و الانتقاص لدين الله (تعالى) وشعائره.

    وتظهر هذه المخالفات عبر وسائل الإعلام المختلـفــــة، ومن خلال منابر ثقافية ومؤسسات علمية مشبوهة وغيرها.


    و َيُمْكِنْ أَنْ نُشِيرَ فِي خَاتِمَةِ هَذِهِ المَقَالَةِ إِلَى أَهَمِّ أَسْبَابِ وُقُوعِ تِلْكَ المُخَالَفَاتِ المُنَافِيَةِ ِللتَّعْظِيمِ ، وَ مِنْهَا:
    • الجهل بدين الله (تعالى)،
    • وقلة العلم الشرعي،
    • وضـعــف التفـقـــه في هذا الأصل الكبير،
    • ومنها: غلبة نزعة الإرجاء في هذا الزمان، فمرجئة هــذا الزمان الذين يقررون أن الإيمان تصديق فقط، ويهملون الـعـبــادات والأعمال ، كـانــــوا سبباً رئيساً في ظهور وجود هذه المخالفات... فيمـكــن أن يكون الرجل ـ عندهم ـ مؤمناً ما دام مصدقاً، وإن استخف بالله (تعالى)، أو استهزأ برسوله أو دينه!! ومن أسباب هذه الظاهرة: وجود علم الكلام قديماً، الذي لا يزال أثره باقياً إلى هذا العصر، فأهل الكلام يخوضون في الله (تعالى) وصفاته، مما أورثهم سوء أدب مع الله.
    وَ أَخِيراً: فإن من أسباب ذلك: كثرة الترخص والمداهنات والتنازلات من علماء السوء الذين أُشربوا حب الدنيا والرياسة، فجعلوا الدين ألعوبة يأخذون منه ويدعون.

    ورحم الله ابن القيّم حـيــث يقول:” كل من آثر الدنيا من أهل العلم واستحبها، فلا بد أن يقول على الله غير الحق في فتواه وحكمه؛ لأن أحكام الرب (سبحانه) كثيراً ما تأتي على خلاف أغراض الناس...“.



    مِنْ مَوْقِعْ الشَّيْخِ الفَاضِلْ مُحَمَّدْ حُسَيْنْ يَعْقُوبْ - حَفِظَهُ اللُّهُ وَ بَارَكَ فِيهِ وَ نَفَعَ بِهِ المُسْلِِمِينْ وَ نَصَرَ بِهِ الأُمَّـةْ -


    ... لاَ تَنْسُونِى مِنْ دَعْوَةٍ خَالِصَةِ صَالِحَةٍ بِظَهْرِ الْغَيْبِ ...
    ... وَ جَزَاكُمْ اللَّهُ خَيْراً ...

    ... وَ السَّـلاَمُ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَةُ اللَّـهِ وَ بَرَكَاتُهْ ...
    ... أَخُوكُمْ الْمُحِبُّ لَكُمْ فِى اللَّه ...

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2002
    الموقع
    عائلة "ابن بطوطة" تنتقل من جديد من فانكوفر لهملتون
    الردود
    7,381
    الجنس
    امرأة
    و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

    موضوع قيم رااائع شامل ماشاء الله

    جزاك الله خيرا أخي الفاضل على نقلك و جزى الله خيرا الشيخ محمد حسين يعقوب ..
    له دروس قيمة جدا و كان له برنامج رائع في المجد العلمية في رمضان يشرح فيه مدارج السالكين
    قَال مُحَمَّد بْن يحيى الذهلي سألت عَبد اللَّهِ بْن دَاوُد عَنِ التوكل، فَقَالَ: أرى التوكل حسن الظن بالله ) [تهذيب الكمال]

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    الموقع
    ღ♥ღ بستان الأرواح ღ♥ღ
    الردود
    430
    الجنس
    ذكر
    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


    ... الأخت الفاضلة ... جزاكِ الله خيرا على المرور و الرد ...

    ... و بارك الله فى شيخنا الفاضل و حفظه من كل مكره و سوء و رزقه العافية و تمام العافية و الشكر على العافية ... اللهم آمين ...


    ... و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ...

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Oct 2004
    الردود
    7,864
    الجنس
    امرأة
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ،

    كلام رائع..

    جزاكم الله خيرا ..
    اللهم لك الحمد وإليك المشتكى وأنت المستعان وبك المستغاث وعليك التكلان‏

    رِفْقاً أهلَ السُّنَّة بأهلِ السُّنَّة

    أصول الحوار .. وأدب الإختلاف ..

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    الموقع
    ღ♥ღ بستان الأرواح ღ♥ღ
    الردود
    430
    الجنس
    ذكر

    Post

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


    ... الأخت الفاضلة ... جزاكِ الله خيرا على المرور و الرد ... و بارك الله فيكِ و لكِ ...


    ... و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ...

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ