الحمد لله الذي منّ على عباده بمواسم الخيرات ، ليغفر لهم الذنوب ، ويجزل لهم الهبات ، فالسعيد من اغتنم مواسم الشهور والأيام والساعات ، وتقرّب حينها إلى مولاه بما فيها من وظائف الطاعات ... فعسى أن تصيبه نفحة من تلك النفحات ، فيسعد بها ويأمن من النار وما فيها من لفحات .
قال الله تعالى : ( فاستبقوا الخيرات ) [ البقرة ــ 148 ] .
ها نحن على مقربة منك أيها اليوم العظيم ! ها قد أقبلت يا يوم عرفة فمرحبا بك وأعاننا الله على القيام والصيام والذكر فيك .
مكانته في الكتاب :
قال الله تعالى : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) [ المائدة ـ 3 ] .
مكانته في السنة :
عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال " ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة وإنه ليدنو ثم يباهي الملائكة فيقول : ما أراد هؤلاء " رواه مسلم .
فاحرصي حفظك الله على صيامه ( لغير الحجاج ) .
ورد عن أبي قتادة الأنصاري ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ سئل عن صوم يوم عرفة فقال : " يكفر السنة الماضية والسنة القابلة " أخرجه مسلم .
واعلمي رعاك الإله أنه أفضل يوم للدعاء ، فألّحي على الله بالدعاء ، وأكثري من الذكر وطلب الرحمة والمغفرة من الله عز وجل ، فإن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : " خير الدعاء دعاء عرفة وخير ما قلت والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير " أخرجه مالك من موطأه .
فاجعلي التكبير ذكرك من طلوع فجر هذا اليوم وحتى نهاية ثالث أيام التشريق بعد كل فريضة ونافلة ، وفقا الله وإياك لما يحبه ويرضاه .
الروابط المفضلة