،،،،،،،،، (( بسم الله الرحمن الرحيم ))،،،،،،،،،،،

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين امابعد

والآن أيها الإخوة نواصل معنا في هذه السلسلة ( علماء لم يذكرهم الإعلام )

وقد ذكرت العالم الأول وهو ( سعيد بن المسيب ) وذكرت قليلا من سيرته رحمه الله ، وقد قلت أن الهدف من هذه السلسلة ليس ذكر سيرة هذه الرجل فهذا يطول المقام لذلك ، ولكن هدفي بيان هؤلاء الرجال العلماء الذين مع الآسف يجهلهم كثيرا من المسلمين رجالا ونساء .

وعالمنا لهذا اليوم ( طاووس بن كيسان ) اسمع إلى كلام الإمام الذهبي رحمه الله وهو يعرفه لنا :-
قال الإمام الذهبي عن طاووس بن كيسان ( هو الفقيه ، القدوة ، عالم اليمن ، أبو عبدالرحمن الفارسي ثم اليمني الجندي ، الحافظ )
والجندي :- نسبة إلى الجند ، وهي بلدة مشهورة باليمن نزلها معاذ بن جبل ، وبنى بها مسجده حين نزلها )

علــمه :- كان طاووس رحمه الله علما بارزا من أعلام العلم في زمانه وحسبه شرفا أنه حدث عن : العبادلة الأربعة ، وعائشة ، وزيد بن ثابت وزيد بن أرقم وجابر وغيرهم

ورعــه وتقــواه :- كان طاووس رحمه الله عابدا زاهدا ورعا خائفا شديد التأثر
عن أحمد بن أبي الحواري قال : سمعت أبا سليمان قال : كان طاووس يفترش فراشه ، ثم يضطجع فيتقلى كما تتقلى الحبة في المقلى ثم يثب فيدرجه أي يطويه ، ويقول طير ذكر جهنم نوم العابدين )
وروى عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس قال :- إنى لأظن طاووس من أهل الجنة )

وعن ابن حصين العنبري :- مر طاووس برواس ، بائع رؤوس الأنعام ، قد علق رأسا فغشي عليه ) فإلى المشتكى من مرض قلوبنا
ترفعه عما في أيدي الناس :- كان طاووس رحمه الله مترفعا عما في أيدي الناس لا تحرك نفايات الدنيا عنده ساكنا ، ولا يمد عينيه طمعا ولا استشرافا لمتح تلك الحياة ولكنه كان راضيا قانعا بالقليل الذي يمنعه تكفف الناس

عن عمرو بن دينار ، قال ( ما رأيت أحدا أعف مما في أيدي الناس من طاووس )

شـدته في دين الله :- كان طاووس رحمه الله شديدا في دين الله تعالى لا يخاف في الله لومة لائم ، قاسيا على أهل البدع ، لايحب إلا الجد في الدين ويمقت ما سواه ولا يترك شيئا يمضي دون أن يدلي بدلوه فيه

وفـــاته :- توفي طاووس بمكة حاجا ، وصلى عليه الخليفة هشام ودفن بها ) وكانت وفاته على ما ذكر ابن الجوزي سنة ستة ومائة رحم الله طاووس وأجزل له المثوبة جزاء ما قدم وأسكنه الفردوس الأعلى .

هذا قليل من كثير من سيرة هذا العالم الذي لم يذكره الإعلام في وسائله المتعددة ، ويا ليت الإعلام ذكر هذا العالم مثل ذكره للاعب الكرة أو المطرب والممثل .

وإلى العالم الثالث من علماء لم يذكرهم الإعلام عما قريب إن شاء الله ، والله يحفظكم ويرعاكم .