السلام عليكم ورحمة الله وبركاته صوموا تصحوا
الصوم جنة من أدواء الروح والقلب والبدن، مَنافِعُه تفوت الإحصاء، وله تأثير عجيب في حفظ الصحة، وإذابة الفضلات، وحبس النفس عن تناول مؤذياتها، ولاسيما إذا كان باعتدال وقصد في أفضل أوقاته شرعاً، وحاجة البدن إليه طبعاً.
وهو يدخل في الأدوية الروحانية والطبيعية، وإذا راعى الصائم فيه ما ينبغي مراعاته طبعاً وشرعاً، عظم انتفاع قلبه وبدنه به، وحبس عنه المواد الغريبة الفاسدة التي هو مستعدّ لها، وأزال المواد الرديئة الحاصلة بحسب كماله ونقصانه، ويحفظ الصائم مما ينبغي أن يتحفظ منه، ويعينه على قيامه بمقصود الصوم.
ولمَّا كان الصوم وقايةً وجُنةً بين العبد وبين ما يؤذي قلبه وبدنه عاجلاً وآجلاً، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ} (البقرة: 183)، فأحد مقصودَي الصيام الجنةُ والوقاية؛ وهي حِمْية عظيمةُ النفع.والمقصود الآخر اجتماعُ القلب والهمِّ على الله تعالى، وتوفيرُ قُوى النفس على محابِّهِ وطاعته (1) ومع أن الصوم عبادة جزاؤها الأجر والثواب في الآخرة، ورضوان المولى جل وتعالى، والطمأنينة في الدنيا بطاعة الله وذكره، وسرور القلب بإنجاز العمل، إلا أن من بديع الحكمة والرحمة أن يتعبدنا ربنا بما فيه خيرنا في العاجل والآجل، فتكون العبادات سبباً في العافية وصحة البدن، ونظافته
الروابط المفضلة