.:: المشاركة الثامنة ::.
1. يغلب على بعض نساء المسلمين كثرة النوم أثناء نهار رمضان
من تفعل ذلك إنما تكون قد حرمت نفسها من الحكمة من الصيام ألا وهي:
1. تزكية النفس وطهارتها وأداء العبادة في أوقاتها, فقد تفوت بعض الصلوات بسبب النوم كصلاة الظهر يجمعها مع العصر.
2. تدبر أحوال فقراء المسلمين, وذلك بالشعور بشيء من الجوع, وتذكر نعمة الطعام والشراب التي أنعم الله بها علينا.
3. اختبار إرادة الصائم , حيث يُمنع من شهوته من الطعام والشراب, وشهوة فرجه في وقت مخصوص فيتركها استجابةً لله ولرسوله.
فمن نام غالب النهار وسهر الليل فاتته هذه الحكم وغيرها , مع إضافة أن نوم غالب النهار أمرٌ مخالف للفطرة حيث فطر الله الخلق على أن النهار معاش والليل سكن, (وجعلنا الليل لباساً وجعلنا النهار معاشاً) (النبأ 10-11).
فيما يلي بعض النصائح ممكن تسير عليه المرأة في يومها مما يعينها على استغلال النهار في طاعة الله وعدم تضييع هذه الأيام الفضيلة:
• عدم السهر فيما لا يفيد, والنوم باكراً مع الإتيان بالآداب الشرعية للنوم العملية والقولية من أذكار وغيرها, عن أبي برزة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكره النوم قبل العشاء والحديث بعدها (متفق عليه).
• تسحروا فإن في السحور بركة :
فقد أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسحور في حديثه المشهور : " تسحروا فإن في السحور بركة " . متفق عليه .
ولا شك أن وجبة السحور - وإن قلّت - مفيدة في منع حدوث الصداع أو الإعياء أثناء النهار ، كما تمنع الشعور بالعطش الشديد .
• عدم النوم بعد السحور واستغلال هذا الوقت بقراءة القرآن والذكر والدعاء. فالله الله فى إستغلال السحر لتكوني من أهل الجنة الذين ذكرهم الله تعالى فى سورة آل عمران " الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار" الأية (17) .
ثم أيضاً ذكر سبحانه وتعالى فى سورة الذاريات أن من صفات المتقين أصحاب الجنات والعيون قال " وبالأسحار هم يستغفرون" الأية (18)
• بإمكان ربة المنزل بعد ذلك الاشتغال بالأعمال المنزلية..ولتحتسب في ذلك الأجر وتستغل هذا الوقت بالذكر والدعاء أو الاستماع إلى شريط..
• قبل صلاة الظهر بساعة تقوم وتصلي الضحى, فأفضل وقت لأدائها عند اشتداد الحر وارتفاع الضحى، فقد قال صلى الله عليه وسلم : " صلاة الأوابين حين ترمض الفصال " (رواه الإمام مسلم). ثم تتابع قراءة القرآن إلى حين صلاة الظهر..
• بإمكانها أن تنام بعد صلاة الضحى وتستيقظ على صلاة الظهر , أو أن تنام بعد صلاة الظهر مع احتساب النية في النوم أيضاً؛ لتستيقظ بعدها نشيطة وتكمل نهارها كما يحلو لها, إما بمتابعة قراءة القرآن أو تبدأ بتحضير طعام الإفطار.
2. في رمضان تكثر المخيمات والبرامج والمسلسلات والمسابقات التلفزيونية الرمضانية ، وهناك الكثيرين يقضون معظم أوقاتهم في رمضان أمام شاشة التلفاز لمتابعة تلك البرامج وفي هذا إضاعة كبيرة للوقت.
لإعانة من أراد التخلص من الشاشة تقربا إلى الله عز وجل وطاعة وامتثالا لأمره، أطرح له بدائل عدة لعل فيها ما يغني عن هراء الممثلين والممثلات وسخف الأغاني الماجنة والمسلسلات الساقطة، وبث السموم والأفكار المخالفة لدين الله عز وجل ومن تلك البدائل:
1. تحقيق التقوى في النفس والأبناء وعندها يأتي الفرج سعادة للنفس وطمأنينة في القلب. فإن الله تعالى يقول: (ومن يتق الله يجعل له مخرجا) . ومن أعظم أنواع الصبر؛ الصبر على الطاعة والبعد عن الحرام. ( ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه).
2. قبل أي شيء يجب الوقاية من المرض وذلك بالاستعداد في شعبان والبعد قليلاً قليلاً عن التلفاز؛ حتى تعتاد النفس على ذلك.
3. على الإنسان أن يستغل لحظة قوة في نفسه ويقوم بإلغاء جميع القنوات الهابطة ويبقي على القنوات الإسلامية مثل: قناة المجد, وقناة إقرأ, وقناة الفجر, وقناة smarts way بالإضافة إلى قناة الجزيرة للأخبار.
4. الحرص على العبادة وخاصة الصلاة في أوقاتها والإكثار من نوافل الطاعات من صلاة وعمرة وصدقة وخاصة قراءة القرآن والتسابق مع الأهل أو الأصحاب على عدد مرات ختم القرآن.
5. تحري أوقات الإجابة والتضرع إلى الله عز وجل فإن الشاشات وما يعرض فيها والتعلق بذلك بلاء وشقاء يرفعه الله عز وجل بالدعاء والمجاهدة والصبر.
6. معرفة فتاوى العلماء في حكم هذه الشاشات وما يعرض فيها وغرس البعد عن الحرام في قلوب الصغار وتربيتهم على طاعة الله عز وجل والبعد عن معصيته.
7. معرفة نعمة الله على الإنسان باستثمار الوقت في عمل صالح فإن تلك نعمة عظيمة, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تزول قدما عبدٍ حتى يُسأل عن عمره فيم أفناه, وعن علمه فيم فعل فيه, وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه وعن جسمه فيم أبلاه" (رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح).
8. الاستفادة من الأوقات للقيام بالواجبات الاجتماعية من بر الوالدين وصلة الأرحام وتفقد الأرامل والمساكين وإعانة أصحاب الحوائج.
9. المشاركة في البرامج والمشاريع الخيرية التي تقيمها المساجد والجمعيات الإسلامية وما أكثرها في رمضان خاصة برامج تفطير الصائمين.
10. وضع دروس يومية منتظمة بجدول ثابت لحفظ آيات من القران الكريم. والتنافس على ذلك مع الأهل أو الأصحاب. وممكن تعيين جائزة في آخر الشهر للأكثر حفظاً.
11. الاهتمام بإيجاد مكتبة أسرية متنوعة تحوي مختلف العلوم وتكون في متناول الجميع، فإن في ذلك تنمية للمواهب والمدارك عن طريق القراءة.
12. جعل يوم في الأسبوع يوما مفتوحا في المنزل لإلقاء الكلمات المفيدة وبث الفوائد بين الجميع وطرح الأفكار ورؤية إنتاج المنتجين في الأبناء والصغار.
13. جعل قائمة بالأنشطة والدرجات والتقديرات للأبناء وتحسب نقطة لكل عمل جيد، وأخرى لكل جهد مميز وهكذا في نهاية الأسبوع توضع الجوائز لصاحب أعلى النقاط. بما فيم ذلك الانضباط أيام الأسبوع والمذاكرة وغيرها.
14. تسجيل الأولاد في حلق تحفيظ القرآن الكريم في المساجد، والأم وبناتها في دور الذكر لتحفيظ القرآن الكريم وإظهار الفرح بذلك وتشجيعهم على المراجعة مع بعضهم البعض وذكر ما حفظوا كل يوم. وفي هذا ربط لهم مع كتاب الله عز وجل.
15. جعل أيام معينة للأسرة يجتمعون فيها ويكون الحديث مفتوحا، ويركز على قصص التوبة ومآسي المسلمين وقصص من أسلموا حديثا وذكر بعض الطرائف المحمودة.
16. وأيضاً, نحتاج إلى جهود أغنياء المسلمين, من يهمهم أمر هذا الدين وأمر شباب الإسلام؛ ليساهموا معنا بنشر الفضيلة بنفس السلاح الذي يستخدمه أعداء الإسلام ضدنا, وذلك عن طريق فواصل إعلانية بين المسلسلات تحث المسلمين على فضائل الأعمال مثل: استغلال هذه الأيام الفضيلة بالعبادات وقراءة القرآن, وغض البصر وغيرها...
3. تفريط بعض الأمهات في أبنائهم حين ذهابها لصلاة التراويح سواء بتركهم في البيت دون أن تجعل عليهم رقيب وبعضهن يأخذن أطفالهن فيثيروا الفوضى في المسجد ويزعجوا المصلين.
نقول لكل راغبة في الثواب إن الأصل هو صلاة المرأة في بيتها وثواب الصلاة في البيت أكبر من ثواب الصلاة في المسجد للنساء.
ففي صحيح ابن خزيمة أن امرأة أبي حميد الساعدي جاءت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم إني أحب الصلاة معك فقال قد علمت انك تحبين الصلاة معي وصلاتك في بيتك خير من صلاتك في حجرتك وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك وصلاتك في دارك خير من صلاتك في مسجد قومك وصلاتك في مسجد قومك خير من صلاتك في مسجدي فأمرت فبني لها مسجد في أقصى شيء من بيتها وأظلمه فكانت تصلي فيه حتى لقيت الله عز وجل.
وإذا خشيت المرأة أن تكسل إذا صلت في بيتها وكانت صلاتها في المسجد أنشط لها وأُمنت الفتنة, أو كان هناك خير كسماع علم أو وعظ لا تناله إلا بذهابها إلى المسجد فالصلاة في المسجد أفضل والله أعلم..
ولكن عندها يجب ألا تترك أبناءها في البيت وحدهم ولا أن تأخذهم معها فيثيروا الفوضى ولحل هذه المعادلة أقترح:
1. أن تتفق مع أخواتها أو جاراتها بالاجتماع في أحد البيوت للصلاة جماعة مع اهتمام إحداهن بالصغار.
2. أو تجلس إحداهن مع الصغار والأخريات يذهبن للصلاة في المسجد.
3. أو إذا كان لديها بنات كبار, بإمكانها أن تتبادل معهن الصلاة في المسجد.
وبذلك ستكسب كثيراً من أيام وليالي رمضان مع المسلمين وفي نفس الوقت لا تكون قصرت في حق أبنائها بتركهم لوحدهم دون رقيب ولا بحق المصلين في المسجد.
4. أثناء شهر رمضان لابد أن تمر المرأة بفترة الحيض ، بعض النسوة يصيبهنّ اكتئاب شديد في هذه الفترة من رمضان فيتقاعسن عن أداء الطاعات لأنهم يرون أن الطاعات الأساسية قد ضاعت منهم (الصوم والصلاة وقراءة القرآن).
لا شك أن هذا حرمان لنفسها من الخير, فأبواب الخير ولله الحمد كثيرة, فإذا لم تستطع الصلاة والصيام فأمامها أبواب من الطاعات:
1. أمامها الدعاء, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الدعاء هو العبادة" (رواه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن صحيح).
2. وأمامها التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الطهور شطر الإيمان, والحمد لله تملأ الميزان, وسبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السماوات والأرض" (رواه مسلم).
وقال: "من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه, وإن كانت مثل زبد البحر" (متفق عليه).
3. وكذلك الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: فقد قال عليه السلام: "من صلى عليّ واحدة صلى الله عليه بها عشراً" (رواه مسلم).
4. وكذلك الاستغفار, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يأيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه فإني أتوب في اليوم مائة مرة" (رواه مسلم).
وقال: "من قال أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه, غُفرت ذنوبه وإن كان قد فر من الزحف" (رواه أبو داود والترمذي والحاكم, وقال: حديث صحيح على شرط البخاري ومسلم).
5. وكذلك الصدقة, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا معشر النساء تصدقن وأكثرن من الاستغفار, فإني رأيتكن أكثر أهل النار......." (رواه مسلم).
6. ويمكنها أيضاً أن تستغل وقتها بحضور ندوة أو محاضرة, أو الاستماع إلى درس ديني سواء على الإذاعة أو التلفاز.
7. وأيضاً من أبواب الخير الواسعة: قيامها على خدمة الصائمين في بيتها وذلك باستحضار نية تفطيرهم فتكون ممن قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ذهب المفطرون اليوم بالأجر" (رواه البخاري).
5. نلاحظ على الكثيرين الكسل الشديييييد بعد الإفطار ، حتى أنهم من شدة هذا الكسل يتثاقلون عن أداء صلاة التراويح
الحل يكون بإتباع الهدي النبوي وذلك بإفطارٍ خفيف..والإفطار على جرعاتٍ من الماء (وليس ملأ البطن بالماء فلا يبقى للطعام مكاناً ولا للنفس محلاً), وبضع رطيبات أو تمرات أو ما تيسر..وفيما يلي التفصيل:
1. تعجيل بالإفطار :
فقد أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتعجيل بالإفطار فقال:
" لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر " (متفق عليه).
ووراء ذلك فوائد طبية وآثار صحية ونفسية هامة للصائمين . فالصائم في أمس الحاجة إلى ما يذهب شعور الظمأ والجوع . والتأخير في الإفطار يزيد انخفاض سكر الدم ويؤدي إلى الشعور بالهبوط العام، وهو تعذيب نفسي تأباه الشريعة السمحاء.
وبتعجيل الإفطار يظل مع الشخص وقتاً كافياً للراحة ومن ثمّ الاستعداد لصلاة العشاء والتراويح.
2. الإفطار على رطبات أو بضع تمرات وماء :
ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر ، فإنه بركة ، فإن لم يجد تمرا فالماء، فإنه طهور" (رواه أبو داود والترمذي). وقد اختار رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الأطعمة دون سواها لفوائدها الصحية الجمة، وليس فقط لتوفرها في بيئته الصحراوية.
فالصائم يكون بحاجة إلى مصدر سكري سريع الهضم، يدفع عنه الجوع، مثلما يكون في حاجة إلى الماء. وأسرع المواد الغذائية امتصاصا المواد التي تحتوي على سكريات أحادية أو ثنائية. ولن تجد أفضل مما جاءت به السنة المطهرة ، حينما يفتتح الصائم إفطاره بالرطب والماء.
3. الإفطار على مرحلتين :
فمن سنن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه كان يعجل فطره ، ويعجل صلاة المغرب، حيث كان يقدمها على إكمال طعام فطره . وفي ذلك حكمة بالغة فدخول كمية بسيطة من الطعام للمعدة ثم تركها فترة دون إدخال طعام آخر عليها يعد منبها بسيطا للمعدة والأمعاء . ويزيل في الوقت نفسه الشعور بالنهم والشراهة .
4. تجنب الإفراط في الطعام :
والرسول عليه الصلاة والسلام يقول : " ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فاعلا، فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه " (رواه الترمذي) .
وتناول كميات كبيرة من الطعام يؤدي إلى انتفاخ المعدة ، وحدوث تلبك معدي ومعوي ، وعسر في الهضم، يتظاهر بحس الانتفاخ والألم تحت الضلوع، وغازات في البطن، وتراخ في الحركة. هذا إضافة إلى الشعور بالخمول والكسل والنعاس، حيث يتجه قسم كبير من الدم إلى الجهاز الهضمي لإتمام عملية الهضم، على حساب كمية الدم الواردة إلى أعضاء حيوية في الجسم وأهمها المخ.
5. تجنب النوم بعد الإفطار:
فالإفراط في الطعام كما ذكرنا يبعث على الكسل والخمول ويدفع الصائم إلى النوم بعد الإفطار، مما يحرم المريض من صلاة العشاء والتروايح .
6. صلاة التراويح:
فمن فوائد الصلاة الصحية أنها مجهود بدني بسيط منتظم الإيقاع، وبخاصة حركات الركوع والسجود. فإن المصلي يضغط على المعدة والأمعاء ، فيحدث تنشيط لحركاتهما، وتسريع لعملية الهضم، فينام المسلم بعدها بعيدا عن الإحساس بالتخمة وعسر الهضم. وفي وضوء المسلم وصلاته في جو رمضان شعور خاص براحة القلب، وسكينة النفس، والبعد عن القلق والتوتر العصبي. وفي ذلك شفاء للأمراض الباطنية الناجمة عن أسباب نفسية .
10. للأسف تنقلب أحوال الكثيرين بعد رمضان، حتى سرت عبارة عامة تُقال عن هذه الظاهرة المخجلة: ( مشائخ رمضان كثيرة ...!! ) ، حيث يعود البعض إلى ما كانوا عليه من غفلة ومعاصي وتبرج وترك الصلاة.
أقول لهؤلاء: اجعلوا من رمضان قاعدة للانطلاق ..واستفيدوا من الدروس العملية التي مرت بكم..(ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها) [النحل 92]..فما هكذا تُشكر النعمة, لأن الصائم حقيقة إذا جاء العيد حمد الله وشكره على إتمام الصيام ومع ذلك يبكي خوفاً أن لا يتقبل الله منه صيامه وقيامه كما كان السلف يبكون ستة أشهر بعد رمضان يسألون الله القبول.
فمن علامات قبول العمل أن ترى العبد في حال أحسن من حاله السابق وأن ترى فيه إقبالاً على الطاعة (وإذ تأذّن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم) [إبراهيم 7].
يقول عبد الرحمن الميداني: "إن المؤسسات التجارية والصناعية تُجري جرداً سنوياً لمعرفة أرباحها وخسائرها, وإعداد ما يلزم لتلافي الأخطاء في العام القادم, فهل ذات الإنسان أهون عليه من أمواله, وتجارته وصناعته؟".
فالمطلوب منك أخي المسلم أن تستمر على فعل الطاعات (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين) [ الحجر 99]..هكذا يكون العبد, مستمر على طاعة الله ثابت على شرعه, يعلم أن رب رمضان هو رب الشهور كلها..فيستقيم على شرع الله حتى يلقى ربه وهو عنه راض.
- فإن انتهى صيام رمضان..فهناك صيام النوافل: كالست من شوال, والاثنين والخميس, والأيام البيض (يوم 13, 14, 15 من كل شهر هجري), وعاشوراء ويوم عرفة وغيرها.
- ولئن انتهى قيام رمضان..فقيام الليل مشروع في كل ليلة (كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون) [الذاريات 17].
- ولئن انتهت الصدقة وزكاة الفطر..فهناك الزكاة المفروضة, وهناك أبواب للصدقة والتطوع والجهاد كثيرة.
- وقراءة القرآن وتدبره ليست خاصة برمضان..بل هي في كل وقت ..ثواب كل حرف بحسنة والحسنة بعشرة أمثالها.
فاجتهد أخي في الطاعات.. وإياك والكسل والفتور..فإن أبيت العمل بالنوافل فعلى الأقل لا تترك الواجبات وتضيعها كالصلوات الخمس في أوقاتها وغيرها. ولا أن تقع في المحرمات من قول الحرام أو أكله أو شربه أو النظر إليه أو سماعه. فلا تدري متى يلقاك ملك الموت..فاحذر أن يأتيك وأنت على معصية.
الروابط المفضلة