بكل وحشية تعكس حجم القلوب المريضة أطلقت البنادق اليهودية رصاصاتها الحاقدة والدنيئة تجاه روح الطفل البريء محمد الدرة لتنتزعها بكل ألم في مشهد تعف حتى الحيوانات عن القيام به .
أبكانا الشبل البريء ، والله لقد أبكانا الدرة وكأننا لم نبك من قبل .
لقد وقع هذا البريء ضحية لرصاص الغدر المسمومة والحاقدة وأقحم في ساحة ليست لمثله من الأطفال ، خرج محمد مع والده لاختيار سيارة للعائلة لتحملهم هو وأخوته وتعينهم على هذه الحياة وجد نفسه محاطا بأسلحة الصهاينة فلم يجد حاجزا يلتجئ خلفه بعد أن هدمت كل حواجز الرحمة والإنسانية وبعد أن ذبح السلام من الوريد إلى الوريد سوى ظهر والده المسكين ولم يكن يعلم هذا البريء بأن ظهر والده المتعب لم يكن سوى حاجزا هشآ تخترقه الرصاصات مثله مثل كل حواجز الأمل التي نحلم بها ولا نجد لها واقعا فوق هذه الأرض .
قتل الدرة وياله من درة في مشهد مؤلم يدمي القلوب ولكنه يعتبر رقما جديدا في سلسلة طويلة من الأبرياء الذين يغادرون الحياة تباعا بدون ذنب سوى أنـهم يحملون الإسلام دينا.
سوف يستطيع اليهود تحويل مقتل الدرة لمصلحتهم ويقنعون الناس بأن محمدآ الصغير ليس سوى إرهابي مثله مثل البقية وسوف يصدقهم العالم فدموعهم أصدق ودمائهم أثمن .وسوف تجف قطرات دم الدرة على الحائط والإسفلت وسيغطيها الغبار وسيتواصل المسلسل النتن الذي تخرجه عقول الصهاينة بمباركة الآخرين .
قال الشاعر : ـ
أتـــــدري يا محمد ما فعلــنا ؟ أتـــدري أنـنا حقـآ أسـفــنا
أتدري أنـنـا لـمـارأيـنـــــا
سـقوطك ميـتـآ فـعلآ حـزنا
فإننا قـد غـضـبنـا قـد شـجـبـنا
وأنـا بالـحناجر قد صرخنا
أتــقــــتـلـنـا خـنـازيـــر وتبـقـــى بـلا حـس كــأنـا مـا قـتلنا
أما من صحوة لرؤوس قومي؟
لقد ثقلت فنامت ثم نمنا
إلى الفـردوس في نعش كريم
ولا تحـكي بـها أنـا جـبـنـا
وختاما .. قال تعالى (وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد ).
ام حياة - الرياض
------------------
رد مع الاستدلال
الروابط المفضلة