بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :


ان من طبيعة الانسان الغفله والنسيان، ومن صفات الدنيا الغرور والالهاء ، واذا مااجتمع على الانسان غفله ونسيان ومتاع الدنيا وزخرفها فان قلبه يقسو ونفسه تعصي ومن ثم يضعف ايمانه بالله تعالى، وتقل رغبته في الدار الاخره ويجتمع همه كله للدنيا ،ففي حظوظها ينافس وفي سبيلها يجاهد.
واذا مانتشر في البشريه كلها هذا الداء الوبيل ، فانهم يستحيلون الى وحوش كاسره يأكل بعضهم بعضا فلا يرحمون في ضعيف ضعفه ولايرأفون بمسكين ولا يرقون ليتيم ولا يعرفون حق قريب أوبعيد!!
ولهذا فان الله تعالى قد رحم البشريه بالنبوءات وشرع لها الشرائع التى تدلها على التوحيد والايمان وتهذب فيها السلوك والوجدان وتزرع فيها الرحمه والرأفه بالعباد فبرحمة الله تعالى يتراحمون وبها يتواصلون وتعاطفون ويرق قويهم لضعيفهم ويعين قادرهم عاجزهم ويحنو كبيرهم على صغيرهم.
وهذه الخصال الحميده يتحلى بها أهل الاسلام والايمان واذا ماضعف ايمانهم أوقل احسانهم أوفترت عزائمهم أوتسلطت عليهم شياطينهم فجمحت بهم الى زخارف الدنيا جاءهم مايذكرهم ربهم ويزيد ايمانهم ويجدد رغبتهم في الآخره كما في شهر رمضـــــــان الذي يعود كل عام ..تنبعث فيه النفوس من كسلها ويتجدد نشاطها وتقوى عزائمها ويزداد ايمان المؤمنين وتشتد رغبتهم فيما عند الله تعالى ..
فلا تراهم الا ركعا سجدا يذكرون الله تعالى ويتلون كتابه ويخلصون الدعاء له وحده ويرجون رحمته ..
فالصيام أخواني هو طريق المواساة
_____________________

ففي رمضان نلاحظ المواساة بين الناس وهذا مقصد عظيم من مقاصد الصوم ومعنى للشارع الحكيم ليهذب الاخلاق ويسمو بنفوس الصائمين كما سئل أحد السلف، لم شرع الصيام؟؟ قال:ليذوق الغني طعم الجوع فلا ينسى الجائع"
فالصيام أخواتي طريق المواساة ومسلك من مسالك الاحسان ومن حقق الصيام الشرعي الذي أمره الله تعالى به واجتنب مايخل به من قول الفحش أوسماعه أو النظر الى الحرام أوفعله فهو حري أن يواسى اخوانه ويحسن الى الناس قدوته في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم..الذي كان الاحسان الى الناس ومواساتهم خلقا من أخلاقه عليه السلام ، كما قال عثمان بن عفان رضي الله عنه " انا والله قد صحبنا رسول الله في السفر والحضر يعود مرضانا ، ويتبع جنائزنا ويغزو معنا ويواسينا بالقليل والكثير....."
وهكذا سار صحابته رضوان الله عليهم والتابعون على هذا المنهج في مواساة اخوانهم ويزداد هذا الخلق فيهم اذا كانوا صيــــاما ..كما كان ابن عمر رضي الله عنه يصوم ولا يفطر الامع المساكين فاذا منعهم اهله لم يتعش تلك الليله ! وكان اذا جاءه سائل وهو على طعامه أخذ نصيبه من الطعام وقام واعطاه السائل فيرجع وقد أكل أهله مابقي من الجفنه فيصبح صائما ولم يأكل شيئا.
قال الشافعي: " أحب للرجل الزياده بالجود في شهر رمضان اقتداء برسول الله ولحاجة الناس فيه الى مصالحهم ولتشاغل كثير منهم بالصوم والصلاة عن مكاسبهم."
ان رمضان ياأخواتي شهر المواساة
فالشبعان من المسلمين يصوم ويجوع ليواسي اخوانه الجوعى ويقاسمهم طعامه ، ولربما لو لم يصم ولم يصبه الجوع ماتذكرهم.
وصاحب الثراءيصوم كذلك ليتذكر حال اخوانه الفقراء المحتاجين فيدفع زكاته ويتصدق عليهم من فضول أمواله.
وكم في الناس من أثرياء كانوا من قبل فقراء معدمين قد ذاقوا قرص الجوع وألم الحرمان ، أنعم الله عليهم بالخير الوفير فأصابهم الثراء بعد الفقر فأسرفوا في رزق الله تعالى لهم ولم يؤدوا حقه عليهم ونسوا ان لهم اخوانا لا زالوا يذوقون قرص الجوع الذي ذاقوه هم من قبل ..فاذا ما صاموا وجاعوا تذكروا ماضيهم البئيس وما انعم الله عليهم به من الغنى والخير فشكروا الله تعالى على ذلك وتابوا من سرفهم وواسوا اخوانهم المحرومين.

لاتنسوا اخواني واخواتي في الله
_____________
اذا ماقتربت الشمس من مغيبها وتهيأت الاسره لافطارها ، ومدت الموائد بأنواع الطعام والشراب لاتنسى اخوان لك شردتهم قوى الظلم والطغيان فهم فى العراء لابيوت ولالباس يقيهم باسهم يبيتون بلا طعام ، ويتسحرون بلا سحور ويفطرون على ماء يتسولون الجمعيات التنصيريه بلغة من عيش أوكفا من دقيق أورغيفا من خبز فلا تدفع اليهم الابعد مساومتهم على دينهم وعلى صلاتهم وصومهم !!
فاذا كنت فى كل ليله تفرح بفطرك فان تلك الفرحه قد نسوها مذ شردوا من أوطانهم ..
/
أسال الله تعالى ان يفرج عنهم وان لايحرمهم الفرحه الثانيه ، كما أسأله عز وجل أن لايعذبني بنسيانهم وان لايجعل فرحتي واياك واحده وان يجمع لي ولك بين الفرحتين اللتين ذكرهما النبي بقوله" للصائم فرحتان يفرحهما اذا أفطر فرح واذا لقي ربه فرح بصومه.." رواه البخاري

وأنا وأنت في كل يوم _بحمده وشكره نحس الفرحه الاولى عند فطرنا ، فعسى أن لانحرم الثانيه بتقصيرنا في حق اخواننا.

أسأل الله تعالى بمنه وكرمه أن يتقبل صيامي وصيامك وصيام المسلمين وأن يجعلنا من عباده الصالحين والحمدالله رب العالمين وصلى وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم...

جمعته من بعض المطويات مع زياده .