فطنة النساء
قال الأصمعي : مات ابن لإعرابية فما زالت تبكي حتى خدد الدمع خدها ، ثم استرجعت فقالت : اللهم إنك قد علمت فرط حب الوالدين لولدهما فلذلك لم تأمرهما، ببره وعرفت قدر عقوق الولد فمن أجل ذلك حضضته على طاعتهما ، اللهم إن ولدي كان من البار بوالديه على ما يكون الوالدان بولدهم فأجزه مني بذلك صلاة ورحمة ولقه سروراً ونضرة .
فقال لها إعرابي: نعم ما دعوت له لولا شبته من الجزع بما لا يجدي.
فقالت : إذا وقعت الضرورات لم يجر عليها حكم المكتسبات ، وجزعي على ابني غير ممكن في الطاقة صرفه ولا في القدرة منعه،
والله ولي عذري بفضله فقد قال عز وجل فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم ) البقرة آية 173
من كتاب ( للأذكياء) للشيخ العالم /ابن الجوزي
الروابط المفضلة