قلوب قاسية كالحجارة, سوداء كالليل الحالك, مثقلة بالذنوب والعاصي..
يا لها من قلوب مسكينة.. تحملت كثيرا .. وجاهدت مريرا ..
لعل تلك النفس أن ترأف بحالها .. أن تخفف عنها .. أن تنقيها وتطهرها ..
ولكن هيهات..
فهي تزداد قسوة فوق قسوة.. وسواد فوق سواد.. بل وثقلا فوق ثقلا..
لا يذلها ذكر لله وعظمته ..
ولا يخيفها السماع عن الموت وسكرته.. ولا القبر ووحشته..
لا يبكيها حال أمتها.. وما آل إليه مصيرها ..
ولا يؤرقها واقع إخوانها المسلمين .. وما هم فيه من جراح وأنين..
والسبب في ذلك أنت أيتها النفس ..
فما زلت ساهية لاهية .. تسعين وراء دنيا فانية .. عابثة غير مبالية..
لا هم لك سوى ملذاتك وشهواتك .. رغباتك وأمنياتك..
ها أنت ذا تغوصين وتغوصين وتغوصين في وحل بلا قاع ..
.ونسيت أو تناسيت أن مصيرك إلى الزوال..
كفى أيتها النفس.. ارحمي تلك القلوب..
توقفي .. تفكري .. تأملي .. وعودي..
فالباب لايزال مفتوحا .. وحذار .. حذار أن يوصد قبل أن تدخليه....
الروابط المفضلة