انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 3 من 3

الموضوع: الزمخشري

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    الموقع
    قطر
    الردود
    34
    الجنس
    رجل

    الزمخشري

    الزمخشري





    اسمه ولقبه ومولده وأسرته ، مكانته العلمية ، مؤلفاته ، أثر بيئته في مقاماته



    إعداد : أيمن خالد دراوشة



    مُقدِّمة

    اشتهر المخشري عالماً في التفسير ، والحديث ، واللغة ، ولكنه لم يُعرف عند كثير من المثقفين بأنَّه كاتب للمقامات ، وهذا راجع إلى قلة الاهتمام بهذا النوع الأدبي من قبل الدارسين ،

    وقد أشار الدارسون إلى مقامات الزمخشري إشارات مقتضبة في معرض دراستهم للمقامة ، ولكنهم لم يتناولوا مقاماته بدراسات تحليلية.

    لقد كتب الزمخشري مقاماته قاصداً بكتابته التعليم ، فقد اختار الزمخشري لمقاماته موضوعاً واحداً يكرره في كل مقامة وهو الوعظ والحكمة. ولهذا السبب لم ترق مقاماته إلى رتبة مقامات البديع والحريري التي كانت تحوي عناصر العمل الأدبي الخاص بكتابة المقامة ، وهي التي تُظهر قدرة الأديب وفضله.

    غير أنَّ الزمخشري حافظ على الشكل الفني التقليدي للمقامة ، فقد جاء فيها بالمحسِّنات البديعية ، وأبرزها السجع ، ولكنه لم يُسرف كثيراً في استخدامها.

    وفي دراستنا هذه فقد حاولنا إلقاء الضوء على هذه الشخصية الفذَّة من حيث مؤلفاته القيِّمة ، ومكانته العلمية المرموقة ، واثر ثقافته في مقاماته.

    وقد توصلنا إلى مجموعة من النتائج ذكرناها في نهاية هذه الدراسة المتواضعة ، فإن أصبنا فبفضل من الله ، وإن أخطأنا فلنا أجر المحاولة ، ونسأل الله أن يجعل أعمالنا خالصة ونقية.


    أولاً : اسمه ومولده وأسرته ولقبه:

    هو محمود بن عمر بن محمد، وكنيته أبو القاسم (1). وينسب محمود بن عمر إلى زمخشر ، فيقال عنه الزمخشري (2) . وزمخشر التي ينسب إليها محمود بن عمر ، هي قرية من قرى خوارزم (3) . والمصادر التاريخية تنسبه إلى هذه المدينة أيضاً عند تحديد اسمه . فتقول عنه عند الترجمة لـــه: هو محمود بن عمر بن محمد الخوارزمي الزمخشري (4).

    وقد اتفقت المصادر التاريخية على أن ولادة الزمخشري كانت يوم الأربعاء السابع والعشرين من رجب سنة سبع وستين وأربعمائة للهجرة (467هـ) . وكانت ولادته في زمخشر التي ينسب إليها (5).
    ولم تحفل المصادر التاريخية بالحديث عن أسرة الزمخشري ، وكانت تتصف به ، والمعيشة التي كانت عليها. فغاية ما ذكر أن والده كان إماماً بقرية زمخشر (6). ويورد عدد من المصادر ذكراً سريعاً لأمه مرتبطا بحادثة يرويها الزمخشرى نفسه (7). ونستدل من هذه الأخبار أنها امرأة ورعة تقية . ولو حاولنا أن نتعرف إلى أسرة الزمخشري أكثر ، نجد أنه قد أورد ذكراً لأسرته في أشعاره . ومنها نذكر هذين البيتين اللذين قالهما الزمخشري مستغفراً الله من الخمر :

    أستغفر الله أنني قد نُسِبتُ بها ولــــم أكــن لمحيــــاهــا بــــذَوَّاقِ
    ولـم يذقْها أبي كَــلاّ ولا أحـدٌ من أسرتي واتِّفاق الناس مصداقي (8)

    من الشعر السابق يظهر أن الزمخشري ينتمي إلى أسرة ذات دين وتقوى وورع . فقد كانت بعيدة عن مثل هذه المحرمات التي يستغفر الزمخشري منها.

    وكان للزمخشري ألقاب عدة أطلقها عليه المؤرخون وكتّاب السّير . وقد غلب عليه لقب "جار الله "، فكان يُلقَّب به ، ويُذكر معه حيثما ورد له ذكر (9). وقد اتفقت المصادر المتعددة على أن إقامة الزمخشري في مكة مجاوراً البيت الحرام ، كانت سبباً في إطلاق هذا اللقب(10). وقد ذكر ابن خلكان أن اللقَب كان علماً عليه(11).

    وقد ارتبط بالزمخشري لقب آخر ، وهو فخر خوارزم ، وتستخدمه معظم المصادر عندما تشرع بالحديث عنه (12). ولعل إطلاق هذا اللقب على الزمخشري راجع إلى المكانة العلمية الجليلة التي كان يتمتع بها.

    ثانياً : مكانته العلمية :

    كان الزمخشري يتمتع بمكانه علمية مرموقة أوجدتها له متابعته الحثيثة للعلم واهتمامه به سواء أكان في مرحلة طلب العلم أم في إعطائه للآخرين . ويشهد على مكانته العلمية الكبيرة تعدُّد المجالات العلمية لتي نبغ فيها. وقد حرص أكثر الذين ترجموا لــــه على ذكر المجالات التي أبدع فيها ، وذكروها ملازمةً لـــه. فالذهبي يذكر أنَّ الزمخشري كان رأساً في البلاغة والعربية (13).

    ويذكر السمعاني أنَّ الزمخشري كان مضرب المثل في علم الأدب والنحو (14). وأيَّده صاحب كتاب ــ الجواهر المضيئة ــ في ذلك ، فعندما شرع في ترجمة الزمخشري قال عنه " الإمام الكبير المضروب به المثل في علم الأدب " (15). وعلى الرغم من إعراض ابن حجر العسقلاني عن الزمخشري لميله إلى الاعتزال ، فإنَّه أشاد به ، فيذكر أنَّ الزمخشري كان في غاية المعرفة بفنون البلاغة وتصرُّف الكلام (16).

    وقد أعلى ياقوت الحموي من قدر الزمخشري ، فعدَّه إماماً في التفسير والنحو واللغة والأدب ، وأنه واسع العلم ، كبير الفضل ، متفنِّن في علوم شتى (17) وللمكانة العلمية العالية التي لمحها ياقوت الحموي في الزمخشري نجده يطلق عليه فَخْرَ خوارزم حيثما ورد ذكره في كتابه (18).

    وينتصر صاحب كتاب ــ تاج التراجم ــ إلى الزمخشري ويرفع من شأنه ، فيبتدئ ترجمته له بقوله: إمام عصره بلا مدافعة (19).
    وأشاد ابن خلكان بمكانة الزمخشري العلمية ، فذكر بأنَّه "الإمام الكبير في التفسير ، والحديث ، والنحو ، واللغة ، وعلم البيان ، وأنَّه كان إمام عصره من غير مدافعة" (20). ويذكر ابن خلكان في موضع آخر من كتابه بأنَّ الزمخشري كان من أعلم فضلاء العجم بالعربية في زمانه(21). وقد بالغ عدد مكن المترجمين في الحديث عن مكانة الزمخشري العلمية ، فصاحب ــ كتاب الوشاح ــ يقول عنه : "أستاذ الدنيا ، فخر خوارزم ، جار الله ، العلامة أبو القاسم محمود الزمخشري من أكابر الأمة ، وقد ألقت العلوم إليه أطراف الأزمة" (22).

    وامتدح الكثيرون سعة علم الزمخشري وإتقانه للعلم. فالسيوطي يذكر أنَّه واسع العلم ، كثير الفضل ، غاية في الذكاء ، وجودة القريحة ، متفنناً في كل علم (23). وأشار الفيروز أبادي إلى أنَّه "إمام اللغة والنحو ، والبيان باتفاق جميع العلماء" (24). وأشاد الكثيرون بما كان يتقنه الزمخشري من علوم. فذكروا عند الحديث عنه أنَّه نحوي ولغوي ومحقق وبليغ ومفسِّر وفقيه (25).

    من هنا يظهر لنا تنبُّه المؤرخين للمكانة العلمية العالية للزمخشري ، ونقلت آراؤهم عند الحديث عن حقيقة هذا العالم بما يتمتع به من قدرة كبيرة ، وظهر أن الزمخشري بحق موسوعي المعرفة والثقافة. وهذا ما ظهر في كثرة نتاجه العلمي. فالزمخشري صاحب مصنَّفات شملت جمل الثقافة المعروفة في عصره.



    ثالثاً: مؤلفاته:

    أشرنا سابقاً إلى المكانة العلمية التي كانت للزمخشري. وقد كان من أبرز مظاهر هذه المكانة كثرة نتاج الزمخشري ومصنفاته المتخصصة. فهذه الكثرة في مؤلفاته تعكس بلا شك جانباً مهما ً من سعة معرفته وعلمه. وقد شملت المؤلفات التي خلفها الزمخشري جمل النشاط الثقافي وعناصر الثقافة التي كانت سائدة في عصره . وأشاد الكثير من أصحاب التراجم الذين ترجموا الزمخشري بمصنفاته . فنراهم عند الشروع بالترجمة يذكرون أنه صاحب التصانيف البديعة (26) ، أو يقولون أنه صاحب المصنفات المشهورة (27) ، أو يذكرون أنه صنف كتباً حسنة (28).

    وذكر أغلب المصادر مصنفات الزمخشري والحديث عنها . وقد ذكر له المترجمون أكثر من خمسين مؤلفاً في موضوعات شتى . وأورد صاحب كتاب "كشف الظنون" أكثر مؤلفات الزمخشري ، وأورد جزءاً من مقدماتها وخواتيمها (29).

    برز الزمخشري في علوم شتى ، وكانت له مؤلفات متعددة قيمة ، فقد صنّف في جوانب مختلفة من العلوم الدّينية ، واللغوية، والنحوية ، والأدبية ، والبلاغية وغيرها. ومن مؤلفاته على سبيل المثال لا الحصرأذكر :

    "الكشّاف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل "(30).

    وقد أشاد كثير من أصحاب التراجم بهذا المؤلف . فابن خلكان عند حديثه عن هذا الكتاب يذكر أنه " لم يصنف قبل هذا الكتاب مثله" (31).

    ويؤيده ابن شاكر الكتبي في ذلك حيث يقول عن هذا الكتاب إنه "لم يصنف قبله مثله في المعاني ، والبيان ، والإعراب" (32).

    وأشاد الزمخشري نفسه بهذا المصنف وافتخر به ، فقال :

    وناهيــكَ بالكشـَّــاف كَنْزاً تَصادُهُ يُعلِّمُ تمييزَ الجياد الصِّيارفـــــــا (33)

    وقال أيضاً:

    إنَّ التفاسيرَ في الدنـيـا بلا عــــددٍ وليس فيها لَعَمْري مثلُ كَشَّــــافي
    إنَّ كنت تبغي الهدى فالزمْ قراءته فالجهلُ كالداء والكشَّاف كالشَّافي(34)

    وقد ترك هذا الكتاب صدًى واسعاً في الساحة العلمية ، واعتنى الدارسون به شرحاً واختصاراً وتلخيصاً . وطبع مراراً في الهند ومصر ، ومع بعض الطبعات جزء في تفسير شواهده (35).


    ومن مؤلفاته :

    "الفائق في غريب الحديث"(36)

    واختلفت المصادر في اسم هذا الكتاب.فذكره صاحب هدية العارفين باسم ــ الفائق وشيم الرائق في غريب الحديث ــ (37).

    وأورده صاحب كتاب الجواهر المضيئة باسم ــ غريب الحديث ــ (38). أمَّا صاحب كتاب "تاج التراجم" ، فأورده باسم ــ الفائق في تفسير الحديث ــ (39).

    ورتَّب الزمخشري هذا الكتاب حسب حروف المعجم ، وكشف فيه عن غريب الحديث .فشرح فيه كل كلمة غريبة اشتمل عليها الحديث (40).

    وقد أثنى ابن حجر العسقلاني على هذا الكتاب قائلاً : " وكتابه الفائق في غريب الحديث من أنفس الكتب لجمعه المتفرق في مكان واحد مع حسن الاختصار وصحة النقل " (41).

    ومنها :

    "أساس البلاغة" (42).

    وهو أبرز الكتب اللغوية التي خلّفها الزمخشري ، وهو معجم في اللغة العربية رتَّبه الزمخشري حسب الحرف الأول وما يليه من حروف الهجاء . وكان الزمخشري رائداً في هذا الترتيب الدقيق.

    ويمتاز هذا المعجم عن غيره باختصاصه بذكر الاستعمالات المجازية للكلمة في مواضعها من الجمل إلى جانب معناه الحقيقي. لهذا فهو مليء بأبيات الشعر والعبارات الأدبية لتوضيح معاني الكلمات في استعمالاتها المختلفة.

    ومنها :

    "شرح مقامات الزمخشري" (43)

    وهو كتاب تصدى فيه الزمخشري لشرح مقاماته شرحاً مفصلاً تعرض فيه للغة والبلاغة ، واستشهد بكثير من آيات القرآن الكريم ، والحديث النبوي ، وشعر العرب ، وأمثالهم وأخبارهم .

    ومنها:

    "المستقصى في أمثال العرب"

    وهو كتاب في الأمثال العربية . وقد رتب الزمخشري كتابه ترتيباً كما صنع في أساس البلاغة . فبدأ بالأمثلة التي أولها همزة ثم باء وهكذا.وفي هذا الكتاب ثلاثة آلاف وأربعمائة وواحد وستون مثلاً . وقد ذكر ابن شاكر الكتبي كتابا آخر للزمخشري في الموضوع نفسه ، وهو كتاب ــ الأمثال ــ ، وهو يختلف عن المستقصي بدليل ذكر ابن شاكر الكتبي للكتابين بشكل منفصل (44).

    ويذكر ابن خلكان كتاباً آخر في الأمثال للزمخشري ، اسمه ــ سوائر الأمثال ــ (45).

    ومن مؤلفاته :

    "مقامات الزمخشري " (46)

    وهي خمسون مقامة في النصح والإرشاد موجهة كلها إلى نفسه ، ولكل منها عنوان خاص. وألَّفَها الزمخشري سنة اثنتي عشرة وخمسمائة للهجرة (512هـ) ، وقد شرح الزمخشري مقاماته.

    ومنها :

    "أطواق الذهب في المواعظ والخطب" (47)

    وهو مختصر يشتمل على مائة مقالة في المواعظ والنصائح والحكم ومكارم الأخلاق ، كل منها في بضعة أسطر ، ليست مُعنونة (48).


    رابعاً: أثر ثقافته في مقاماته:

    تكلمنا فيما مضى على ثقافة الزمخشري وعلى أثر بيئته الاجتماعية والسياسية في ثقافته مما كان لــــه الأثر الفاعل في توجُّه الزمخشري العلمي وتحصيله من كثير من العلوم .

    وكان لا بد لثقافة الزمخشري تلك أن يكون لها دور وأثر في كتاباته فيما بعد ، سواء كان في اللغة ، أو الحديث ، أو التفسير ، أو الأدب . فالزمخشري لغوي محدث معتزلي العقيدة ، وكان يميل إلى المذهب الحنفي ، وكان فوق ذلك شاعراً أديباً ، فكل هذه الصفات كان لا بد لها أن تلعب دوراً في كتاباته ، ونخص بالذكر هنا مقاماته.

    فالزمخشري لغوياً ظهر أثر هذا الجانب الثقافي في مقاماته بشكل واضح ، ويظهر ذلك في أسلوب كتابته ، حيث كان يستخدم العبارات البليغة والكلمات الوعرة قليلة الاستعمال ، فهو يقول في مقامة (التبصر ) : " يا أبا القاسم نفسك إلى حالها الأولى نزَّاءة ، فاغْزُها بسرية من الصبر غزَّاءة ، لعلك تفلُّ شوكتها وتكسرها ، وتجبرها على الصَّلاح وتقسرُها ، فإن عَصَتْ وَعَتَتْ وَعَدَتْ طَوْرَها ، وأقتْ بصحراء التمرد زَوْرَها ، وانقشعتْ عن غُلُبَتِها الغَبَرَة ، ووقعت على مصابرتك الدَّبْرَة ، وعَلِمْتَ أنَّ صبرك وحده لا يقوِّم عنادَها ، ولا يقاوم أجنادَها ......" (49).

    ففي هذا النص نلاحظ الكثير من العبارات البليغة والاستعارات الرائعة ، وكذلك نلاحظ الخيال الواسع ، فالزمخشري يشخِّص النفس ، ويتحدث عنها كأنها شخص عاقل له نوايا وأفعال معينة.

    وكثيراً ما نجد مثل هذا في مقاماته ، فالزمخشري يستخدم التعابير البليغة التي تقوم على صحة التعبير والاستعمال ، وعلى استخدام الكلمات الوعرة مما يدل على مقدار حفظ الزمخشري واطلاعه على مفردات المعجم اللغوي ، وتقوم كذلك على استخدام الاستعارات بمختلف أنواعها ، وهذا يدل على قدرة الزمخشري الأدبية ، وتقوم على الخيال الأدبي مما يدل على شاعرية هذا الأديب ، كما تدل على هذا الجانب الأبيات التي كان ينثرها هنا وهناك في بعض مقاماته كما تنثر الزهورعلى العروس ، فلنقرأ له وهو يقول :

    أثـْــــنِ على ربِّ البشـــــــــر على الذي أعطى الشَّبــــــــــرْ
    أعطى الذي عَــيَّ الــــــورى بحَصْـــــرِه ولا حَصَــــــــــــرْ
    حَسْبُكَ مـــــــا أولاكَ مـــــــن قلــــبٍ وَسَـــمْـــع ٍ وَبَصَـــــــرْ
    وَمِــــــن لســـــــان مُطْلَــــــق للذِّكـــــر كالسَّـــــــيف الذَّكَـــرْ
    آيــــــاتُ صِـــــــدْق وعِبَـــــرْ وهـــــنَّ آلاتُ العِبَـــــــــــــرْ(50)

    ففي هذه الأبيات نلاحظ التّأثر الواضح لثقافة الزمخشري اللغوية والأدبية ، فأول بيت يشير إلى الرّجز المشهور :

    الحمــــــد للــــــه الذي أعطى الشَـــــــــبَر (51).

    فهنا يظهر أثر مخزون الزمخشري الثقافي الأدبي ، وكذلك إتيانه في هذه الأبيات بالجناس والتشبيهات الجميلة يدل على ذلك أيضاً.

    وقد كان الزمخشري معتزليَّا كبيراً ، فتأثره بثقافته العقائدية الاعتزالية يظهر واضحاً فيما كتبه من مؤلفات ومصنفات ، ومنها مقاماته ، بل لقد كان الزمخشري يدعو فيها إلى تلك العقيدة.

    وكون الزمخشري مفسراً كبيراً وهو كتاب تفسير ــ الكشَّاف ــ فقد كانت لــــــه ثقافته الدينية المستقلة في تفسير القرآن الكريم ، بل والداعية إلى مذهبه الاعتزالي ، وفي مقاماته يظهر تأثر الزمخشري الواضح بهذه الثقافة الدينية.
    -=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-==-=-=-=-=-

    المصادر والمراجع

    1- ابن خلكان ، وفيات الأعيان ، تحقيق : إحسان عباس ، دار الثقافة ، بيروت ، ج5 ، ص168.
    2- ابن حجر العسقلاني ، لسان الميزان ، دار الفكر ، ج6 ، ص6.
    3- القفطي ، إنباه الرواة على أنباه النحاة ، تحقيق ، محمد أبو الفضل إبراهيم ، دار الكتب المصرية ، القاهرة ، 1955م ، ج3 ، ص265.
    4- ابن شاكر الكتبي ، عيون التواريخ ، تحقيق ، فيصل السامر ، ونبيلة عبد المنعم داود ، وزارة الإعلام ، الجمهورية العراقية ، 1977م ، ج12 ، ص379.
    5- إسماعيل البغدادي ، هدية العارفين في أسماء المؤلفين ، وآثار المصنفين ، دار الفكر ، 1982م ، ج6 ، ص402.
    6- طاش كبرى زادة ، مفتاح السعادة ومصباح السيادة ، في موضوعات العلوم ، تحقيق : أحمد بن مصطفى ، دار الكتب ، الحديثة ، عابدين ، ج2 ، ص100.
    7- ياقوت الحموي ، معجم الأدباء ، تحقيق ، إحسان عباس ، دار المغرب الإسلامي ، بيروت ط1 ، 1993م ، ج6 ، ص2688.
    8- الزمخشري ، ديوان الزمخشري ، تحقيق ، عبد الستار ضيف ، ص216.
    9- ياقوت الحموي ، مصدر سابق ، ج6 ، ص2687.
    10- الداودي ، طبقات المفسرين ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، ج2 ، ص315.
    11- ابن خلكان ، مصدر سابق ، ج5 ، ص169.
    12- ياقوت الحموي ، مصدر سابق ، ج5 ، ص1961.
    13- الذهبي ، سير أعلام النبلاء ، تحقيق: شعيب الأرناؤوط ، ومحمد نعيم العرقسوسي ، مؤسسة الرسالة ، بيروت ، ط1، 1985م ، ج20 ، ص154.
    14- السمعاني ، الأنساب ، تقديم وتعليق ، عبدالله عمر الباروحي ، دار الجنان ، بيروت ، ط1 ، 1988م ، ج3 ، ص154.
    15- ابن أبي الوفاء ، الجوهر المضيئة في طبقات الحنفية ، تحقيق: عبد الفتاح محمد الحلو ، هجر للطباعة ، القاهرة ، 1993م ، ج3 ، ص447.
    16- ابن حجر العسقلاني ، مصدر سابق ، ج3 ، ص4.
    17- ياقوت الحموي ، مصدر سابق ، ج6 ، ص2687 ـ 2688.
    18- المصدر السابق ، ج5 ، ص1961.
    19- زين الدين الحنفي ، تاج التراجم في مَنْ صنَّف من الحنفية ، تحقيق: إبراهيم صالح ، دار المأمون للتراث ، دمشق ، ط1 ، 1992م ، ص251.
    20- ابن خلكان ، مصدر سابق ، ج5 ، ص168.
    21- المصدر السابق ، ج2 ، ص340.
    22- القفطي ، مصدر سابق ، ج3 ، ص268 ـ 269.
    23- جلال الدين السيوطي ، بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة ، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم ، دار الفكر ، 1979م ، ط2 ، ج2 ، ص279.
    24- الفيروز أبادي ، البُلغة في تراجم أئمة النحو واللغة ، تحقيق: محمد المصري ، منشورات مركز المخطوطات والتراث ، الكويت ، ط1 ، 1987م ، ص220.
    25- إسماعيل البغدادي ، مصدر سابق ، ج6 ، ص402.
    26- ابن خلكان ، مصدر سابق ، ج5 ، ص168.
    27- عباس القميّ ، الكنى والألقاب ، المطبعة الحيدرية ، النجف ، 1970م ، ج2 ، ص298.
    28- الأنباري ، نزهة ألألبَّاء في طبقات الأدباء ، تحقيق: إبراهيم السامرائي ، مكتبة المنار ، الزرقاء ، الأردن ، ط3 ، 1985م ، ص290.
    29- حاجي خليفة ، كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون ، دار الفكر ، بيروت ، 1982م ، ج1 ، ص117 ، 164 ، وغيرها ، 185 ، وانظر: ج2 ، ص1009 ، 1022 ، 1056 ، وغيرها.
    30- المصدر السابق ، ج2 ، ص1475.
    31- ابن خلكان ، مصدر سابق ، ج5 ، ص168.
    32- ابن شاكر الكتبي ، مصدر سابق ، ج12 ، ص379.
    33- الزمخشري ، ديوانه ، ص189.
    34- الداوديّ ، طبقات المفسرين ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، ج2 ، ص316.
    35- كارل بركلمان ، تاريخ الأدب العربي ، نقله إلى العربية: رمضان عبد التواب ، دار المعارف ، القاهرة ، ط3 ، ج5 ، ص217 ـ 224.
    36- ياقوت الحموي ، مصدر سابق ، ج6 ، ص2691.
    37- إسماعيل البغدادي ، مصدر سابق ، ج6 ، ص403.
    38- ابن أبي الوفاء ، مصدر سابق ، ج3 ، ص448،
    39- زين الدين الحنفي ، مصدر سابق ، ص252.
    40- حاجي خليفة ، مصدر سابق ، ج2 ، ص1217.
    41- ابن حجر العسقلاني ، لسان الميزان ، ج6 ، ص4.
    42- الذهبي ، مصدر سابق ، ج20 ، ص156.
    43- ياقوت الحموي ، مصدر سابق ، ج6 ، ص2691.
    44- ابن شاكر الكتبي ، مصدر سابق ، ج12 ، ص379.
    45- ابن خلكان ، مصدر سابق ، ج5 ، ص169.
    46- ياقوت الحموي ، مصدر سابق ، ج6 ، ص2691.
    47- حاجي خليفة ، ج1، ص117.
    48- كارل بروكلمان ، مصدر سابق ، ج5 ، ص224.
    49- الزمخشري ، شرح مقامات الزمخشري ، مقامة التصبُّر ، تحقيق: يوسف بقاعي ، دار الكتاب اللبناني ، بيروت ، ط1 ، 1981م ،ص167 ـ 168.
    نزّاءة: كثيرة النزو ، نزا إلى الشيء: نزع إليه ومال ، غزَّءة: كثيرة الغزو، صيغة مبالغة من اسم الفاعل غازٍ. طور الدنيا وطوارها: حدّها. الزور: مقدمة الصدر. الدَّبْرَة: الهزيمة. "من شرح المقامات نفسها".
    50- المصدر السابق ، مقامة اجتناب الظلمة ، ص185 ـ 186.
    51- العجَّاج ، ديوان العجَّاج ، رواية عبد الملك بن قريب الأصمعي وشرحه ، تحقيق: عبد الحفيظ السطلي ، المطبعة التعاونية ، دمشق ، د.ط ، 1971م ، ص4 ، الشَّبَر: العطية ، من الديوان نفسه .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2003
    الموقع
    جارالحرم ...
    الردود
    941
    الجنس
    ذكر
    شكر الله لك أخى .................

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2002
    الموقع
    بلاد الله
    الردود
    5,537
    الجنس
    امرأة
    ماشاء الله تبارك الله

    ياله من مجهود رائع .. جعله الله فى موازين حسناتك

    وحبذا لو اتحفتنا بالمزيد من الشخصيات البارزة فى تاريخنا العريق












أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ