من فتاوى الشيخ بن باز رحمه الله في الامر بالمعروف و النهي عن المنكر حين أجاب عن سؤال لإحدى الاخوات .
س: إذا حاولنا منع النميمة و الغيبة بين الناس فإن من تأمره بالمعروف و تنهاه عن المنكر يقوم بسبنا و يغضب علينا. فهل علينا إثم بسبب غضبه، حتى لو كان أحد الوالدين و هل نمنعهم أم ندع ما لا يعنينا في هذه الامر المهم أفيدونا أفادكم الله؟
ج: من أهم الفرائض الامر بالمعروف و النهي عن المنكر كما قال سبحانه: ( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ... ) فأوضح سبحانه في هذه الآية أن من صفات المؤمنين و المؤمنات الواجبة الامر بالمعروف و النهي عن المنكر و قال النبي صلى الله عليه وسلم: " من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه و ذلك أضعف الإيمان" رواه مسلم
فالواجب عليكن و على كل مؤمن و مؤمنة الامر بالمعروف و النهي عن المنكر و لو غضب من أنكرتم عليه و لو سبكن فلابد من الصبر تأسّيا بالرسل عليهم الصلاة والسلام و أتباعهمباحسان كما قال عز وجل يخاطب نبيه: ( َاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ }) الأحقاف35 و لا شك أن صلاح المجتمع و استقامته انما يكون بالله سبحانه ثم الامر بالمعروف و النهي عن المنكر و أن فساده و تمزقه و تعرضه للعقوبة العامة من أعظم أسبابه ترك الامربالمفروف و المهي عن المنكر
كما ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقابه" و قد حذر الله سبحانه عباده من سيرة الكفار من بني إسرائيل في قوله عز وجل: ( {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ } ) المائدة
فنسأل الله أن يوفق جميع المسلمين حكاما و محكومين للقيام بهذا الواجب على خير وجه و أن يصلح أحوالهم و أن يعيذ الجميع من أسباب غضبه و انتقامه إنه سميع مجيب
الروابط المفضلة