انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 2 من 2

الموضوع: بعض المخالفات التي يقع فيها المسلمون والمسلمات

  1. #1

    بعض المخالفات التي يقع فيها المسلمون والمسلمات

    بعض المخالفات التي يقع فيها المسلمون والمسلمات

    إن الحمد لله تعالى نحمده , و نستـعينه , ونستغفره , ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضل له , ومن يضلل فلا هادي له.
    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }آل عمران:102
    {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً }النساء1
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً }الأحزاب70
    أما بعد... فإن أصدق الحديث كتاب الله , وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم , وشر الأمور محدثاتها , وكل محدثة بدعة , وكل بدعة ضلالة , وكل ضلالة في النار.



    اللحية زينة الرجـــــال


    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد :
    فإن اللحية هي نعمة جليلة عظيمة تفضل الله بها على الرجال وميزهم بها عن النساء, وجعلها زينة لهم لما تضفي عليهم من سيما الرجولة والهيبة والوقار.
    وهي ليست مجرد شعيرات تنبت في الوجه فقط , بل إنها من شعائر الإسلام الظاهرة التي نتقرب إلى الله بإعفائها وتعظيمها , قال تعالى  ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوب  ( الحج : 32 )
    فهي من سنن المصطفى وقد امر بإعفائها وإرخائها. وعلى الرغم من كل ما جاء في تعظيمها والأمر بإعفائها إلا أن كثيراً من المسلمين هدانا الله وإياهم في هذا الزمن قد احتقروا هذه الشعيرة العظيمة وامتهنوها وحلقوها من وجوههم ولا حول ولا قوة إلا بالله والذي لم يحلقها كلها أخذ يتلاعب بها , فمنهم من يجعلها صغيرة على الذقن , ومنهم من يجعلها خفيفة كأنها خط خفيف , ومنهم من يربط شاربه مع لحيته ويجعلها على شكل دائرة !! إلى غير ذلك من الأشكال المحزنة والمضحكة في نفس الوقت والتي لا تليق بأي عاقل أن يفعلها بوجهه فضلاً عن أن يكون مسلماً قد أُمر بتكريمها وإعفائها , وإنه ليندر أن يُرى وجه الإنسان المتأدب بآداب الشريعة الإسلامية الذي يُبقي لحيته كما خلقها الله , فلا حول ولا قوة إلا بالله.
    قيمة اللحية ومكانتها عند السلف :
    إن إعفاء اللحية من هدي الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام وكذلك الصحابة الكرام والسلف الصالح  أجمعين , فلم يُذكر عن أحدٍ منهم أنه كان يحلق لحيته , بل على العكس من ذلك كانوا يعظمونها ويعلون شأنها , كان قيس بن سعد  رجلاً أمرد لا تنبت له لحية , فقال قومه الأنصار : نعم السيد قيس لبطولته وشهامته ولكن لا لحية له , فوالله لو كانت اللحى تُشترى بالدراهم لاشترينا له لحية !! وهذا الأحنف بن قيس كان رجلاً عاقلاً حليماً وكان أمرد لا تنبت له لحية وكان سيد قومه فقال بعضهم : وددنا أنا اشترينا للأحنف لحية بعشرين ألف .. !! فلم يذكروا حنفه ( عوج قدمه ) ولا عوره وإنما ذكروا كراهية عدم وجود اللحية عليه , وما ذلك إلا لأن اللحية عند هؤلاء الأخيار تعتبر من الجمال والرجولة والكمال لشخصية المسلم. وكان الواحد منهم أهون عليه أن تزول رقبته ولا تزول لحيته .
    أما اليوم فكثير من أبناء المسلمين لا يتمنى أن يشتري له لحية بل إنه يدفع الأموال لإزالتها من وجهه , بل قد يود بعضهم لو عدمها نهائياً وساق على ذلك آلاف الدراهم!! نعوذ بالله من ذلك.
    أدلـة تحـــريم حلـــق اللحيـــــة :
    قال تعالى  وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّه  (النساء : 119)
    وحلق اللحية أو أخذ شيء منها هو تغيير لخلق الله وتمثيل بالشعر أيضاً ورُوي عنه أنه قال : (( من مثل بالشعر فليس له عند الله خلاق )) قال أهل اللغة : مثل بالشعر صيَّره مُثلة بأن حلقه من الخدود أو نتفه أو غيره بالسواد.
    وقال  في تحريمها : ((خالفوا المشركين , وفروا اللحى , وأحفوا الشوارب )) }متفق عليه{
    وقال  : (( جزوا الشوارب وأرخوا اللحى )) }رواه مسـلم{
    وقال  : (( من لم يأخذ من شاربه فليس منا )) }رواه مسـلم{
    وأمر النبي  يقتضي الوجوب ما لم يصرفه صارف فقال تعالى  وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ  (الحشر:7)
    وقال تعالى  وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً  ( الأحزاب:36)
    وقال تعالى  فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ  (النور : 63)
    وقال تعالى  مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ  ( النساء: 80)
    أرأيت أخي الكريم طاعة الرسول هي طاعة لله وبالتالي فإن معصية الرسول معصية لله ولا حول ولا قوة إلا بالله.
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية : يحرم حلق اللحية
    قال القرطبي : لا يجوز حلقها ولا نتفها ولا قصها
    قال عبد العزيز بن باز : إن تربية اللحية وتوفيرها وإرخاءها فرض لا يجوز تركه.
    وحلق اللحية ليس من الأمور الصغيرة كما قد يتوهمه البعض , بل ربما يكون حلقها أعظم إثماً من بعض المعاصي الأخرى , لأن حلقها يعتبر من المجاهرة بالمعصية , وقد لا يعافى حالقها ولا يُغفر له بسبب هذه المجاهرة لقوله  : (( كل أمتي معافى إلا المجاهرين ))
    إضافة أيضا إلى كراهية اللحية أو الاستهزاء بها وبأهلها يُخشى على فاعله من الردة والكفر والعياذ بالله , لأن من نواقض الإسلام الاستهزاء والسخرية بهدي النبي أو كراهية ما جاء به , وحلق اللحية قد ينم على كراهيتها والتخلص منها , وكراهيتها قد يكون سبباً لحبوط الأعمال كما في قوله تعالى  ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ  (محمد : 28) فليحذر المسلم من أن يحبط عمله , أو يخرج من الإسلام وهو لا يشعر .
    فيا أخي الحبيب
    يا من اعتدت على حلق لحيتك , تب إلى الله من هذا العمل واترك لحيتك كما خلقها الله لك واتبع سنة نبيك  الذي أمرك بها , ولا تعرض نفسك لسخط لله وعقابه بسببها , فكما أنك يا أخي قد أطعت الله في الصلاة والصيام وبعض الواجبات الأخرى فما الذي يمنعك من أن تطيعه كذلك في أمر اللحية ؟ أليس الذي أمرك بكلا الحالتين هو الله جل وعلا ؟ أين تعظيم الله ؟ أين صدق الإيمان ؟ أين الاستجابة للرحمن ؟ لماذا هذا التلاعب بأوامر الشرع والاستخفاف بها ؟!
    إن الله قد ذم من يفعل ذلك من أهل الكتاب فقال تعالى  أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ  ( البقرة : 85)
    فلا تعرض نفسك أخي الكريم لمثل هذا الذم , وتتشبه بهم , والتزم بجميع أوامر الله صغيرها وكبيرها تسعد في الدنيا والآخرة .

    الجمال ليس في حلــق اللحى :
    كيف يخلق الله رجلاً ويميزه عن المرأة برجولته ولحيته التي فيها وقاره وجماله ثم لا يرضى بذلك ويذهب يغير خلق الله ويتشبه بالنساء وبأعداء الإسلام ويتوهم أن في ذلك زيادة جمال له وأناقة ؟!
    قال تعالى  أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً  (فاطر:8)
    وكان جمال الإنسان وأناقته لا تتم إلا بحلق اللحية أو بتقصيرها أو تخفيفها واللعب بها!!... والله إن جمال الرجل وبهاءه وهيبته في إبقاء لحيته كما خلقها الله تعالى لأن الله أعلم بما يناسب الرجل لذا خلق له هذه اللحية .
    فكيف يليق بمسلم عاقل أن يرفض ما اختاره الله له ؟ أهـو أعلم بما يناسبه من الله ؟
     أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ  ( البقرة : 140)
    ولو أراد الله للرجل أن يكون ناعماً بدون لحية لم يعجزه ذلك , ولكنه ميز الرجل عن المرأة وكرمه وشرفه بهذه اللحية , ولكن بعض الرجال – هدانا الله وإياهم – لا يريدون هذا التكريم وهذا التميز , بل يحاربونه , نسأل الله السلامة والعافية من ذلك.
    فيــا أخــي المســلم :
    يا من تحلق لحيتك , كيف يهون عليك أن تفرط في لحيتك التي فيها وقارك ورجولتك وجمالك ؟ والله لا يليق ذلك بك وأنت الرجل المسلم العاقل , ثم قل لي بربك : ماذا ينفعك حلقها ؟ هل لك في ذلك أجر وثواب ؟ هل لك في ذلك مصلحة دنيوية ؟ لماذا تعرض نفسك للعذاب وأنت في غنى عنه ؟ ولماذا تتعب نفسك , لأن حلقها كلها تعب وخسارة وإضاعة وقت ومال وتعرض للعذاب والسخط و ارتكاب محرم ومخالفة الله ورسوله ومخالفة هدي الأنبياء ....! ماذا لو قُبضت روحك وأنت تقف تحلقها ؟؟ أتظن أن ذلك ببعيد ؟؟ الموت يأتي فجأة يا أخي تذكر ذلك , وتذكر أن ملك الموت قد يكون بجوارك وأنت تحلقها ليقبض روحك .. وقد تصاب بسكته قلبيه أثناء حلاقتك فيختم لك بسوء الخاتمة ولا حول ولا قوة إلا بالله .
    فلماذا كل ذلك يا أخي ؟ اترك لحيتك في وجهك كما خلقها الله لك ولا داعي لإتعاب نفسك , هي كم وزنها حتى تُزيلها من وجهك ؟ هل ثـقلت عليك أو شوهت وجهك ؟ لا أظن أن شيئاً من ذلك يحصل بسبب اللحية.
    العناد والمخالفة الصريحة :
    رسول الله  يقول : (( خالفوا المشركين وفروا اللحى وحفوا الشوارب )) ولكن بعض الناس يعارض قوله  معارضة صريحة وقوية ويقول : لا يا رسول الله , لا سمعاً لك ولا طاعة في هذا الأمر !! فيعكس الأمر فيحلق لحيته ويترك شاربه !!
    فلماذا يا أخي هذا العناد ؟ لماذا تخالف هدي نبيك  ؟ هل أنت في غنى عن هديه عليه الصلاة والسلام , وهل لك هدي خاص وسنة خاصة ؟ والله يا أخي إنه شرف لك أن تكون من أتباع النبي  المطبقين لسنته والملتزمين بسمته وهيئته 
    ثم اعلم أخي الكريم أن القضية ليست قضية شعر فقط وإنما القضية قضية استسلام وخضوع لأوامر واتباع لهدي الرسول  واعتزاز به وانقياد لأوامره , ثم هل تعلم أخي الكريم أن هناك شك في شهادتك أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ؟ قد تتعجب وتقول لا بل أنا مسلم بمعنى الكلمة ولكن أقول لك أن معنى إسلام أنك تستسلم لأوامر الله ورسوله وتخضع لكل أمر من الله ورسوله قارن هذا المعنى بحالتك ....
    أمرك الله بإطاعة الرسول في أكثر من نص جاء في القرآن الكريم وبيّن الله أن طاعة رسوله هي من طاعته وأمرك النبي أيضا بإعفاء اللحية وستجد أحاديث النبي  عن اللحية بصيغة الأمر ... ولكنك لم تطع أمر الله في إطاعتك لرسوله ولم تطع أمر الرسول في إعفاء اللحية .. !!! نسأل الله العفو والعافية , وهذا معنى أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله أن تخضع لجميع ما أمر به الله ورسوله  ولكن بعض الناس يأخذون من أوامر الله ورسوله ما يوافق هواهم ويتركون من يخالفه ولا حول ولا قوة إلا بالله.

    أحكــام هـــامة(1) حكــم حلـــق اللحيــــة :
    لفضيلة الشيخ / محمــد بن صالــح العثيمين ( رحمه الله )
    حلق اللحية محرم لأنه معصية لرسول الله  فإن النبي  قال (( أعفوا اللحى وحفوا الشوارب )) ولأنه خروج عن هدي المرسلين إلى هدي المجوس والمشركين , وحد اللحية كما ذكره أهل اللغة هي شعر الوجه واللحيين والخدين بمعنى أن كل ما على الخدين وعلى اللحيين والذقن فهو من اللحية , وأخذ شيء منها داخل في المعصية أيضاً , لأن الرسول  قال : (( أعفوا اللحى ... )) (( وأرخوا اللحى ..))
    (( ووفروا اللحى ... )) (( وأوفوا اللحى ... )) وهذا يدل على أنه لا يجوز أخذ شيء منهــا.
    ----------------------------------------
    (2) حكــم الإسبــال للرجـــال :
    لفضيلة الشيخ / محمــد بن صالــح العثيمين ( رحمه الله )
    إسبال الإزار إذا قصد به الخيلاء فعقوبته أن لا ينظر الله تعالى إليه يوم القيامة , ولا يكلمه , ولا يزكيه , وله عذاب أليم . وأما إذا لم يقصد به الخيلاء فعقوبته أن يعذب ما نزل من الكعبين بالنار , لأن النبي  قال : (( ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة , ولا ينظر إليهم , ولا يزكيهم , ولهم عذاب أليم : المسبل , والمنان , والمنفق سلعته بالحلف الكذب )) وقال : (( من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة )) فهذا فيمن يجر ثوبه خيلاء , وأما من لم يقصد الخيلاء ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة  أن النبي  قال : (( ما أسفل الكعبين من الإزار ففي النار )) .
    ولم يقيد ذلك بالخيلاء ولا يتضح أن يقيد بها بناء على الحديث الذي قبله , لأن أبا سعيد الخدري  قال : قال رسول الله  : (( إزرة المؤمن إلى نصف الساق ولا حرج )) أو قال : (( لا جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين وما كان أسفل من ذلك فهو في النار , ومن جر إزاره بطراً لم ينظر الله إليه يوم القيامة )) رواه مالك وأبو داود والنسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه , ذكره في كتاب الترغيب والترهيب في الترغيب في القميص (3/88)
    لأن العملين مختلفان والعقوبتين مختلفتان ومتى اختلف الحكم والسبب امتنع حمل المطلق على المقيد لما يلزم على ذلك من التناقض وأما من احتج بحديث أبي بكر فنقول له : ليس لك حجة فيه من وجهين :
    الأول : أن أبا بكر  قال : (( إن أحد شقي ثوبي يسترخي إلا أن أتعاهد ذلك منه )) فهو  لم يرخ ثوبه اختيالاً منه , بل كان ذلك يسترخي ومع ذلك فهو يتعاهده.
    والذين يسبلون ويزعمون أنهم لم يقصدوا الخيلاء يرخون ثيابهم عن قصد فنقول لهم : إن قصدتم إنزال ثيابكم إلى أسفل من الكعبين بدون قصد الخيلاء عذبتم على ما نزل فقط بالنار , وإن جررتم ثيابكم خيلاء عذبتم بما هو أعظم من ذلك لا يكلمكم الله يوم القيامة ولا ينظر إليكم ولا يزكيكم ولكم عذاب أليم.
    الثاني : أن أبا بكر  زكاه النبي  وشهد له أنه ليس ممن يصنع ذلك خيلاء , فهل نال أحد منكم تلك التزكية والشهادة ؟ ولكن الشيطان يفتح لبعض الناس اتباع المتشابه من نصوص الكتاب والسنة , ليبرر لهم ما كانوا يعملون , والله يهدي من يشاء إلى الصراط المستقيم . انتهى كلام الشيخ رحمه الله.
    وأيضــاً عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : مررت على رسول الله  وفي إزاري استرخاء فقال : (( يا عبد الله , ارفع إزارك )) فرفعته ثم قال : (( زد )) فزدت , فما زلت أتحراها بعد. فقال بعض القوم : إلى أين ؟ فقال : إلى أنصاف الساقين )) رواه مسلــم.
    فيا أخي الكريم يا من تدعي أن إسبال الثياب حسب نية الشخص فاعلم أن إدعائك هذا باطل فهناك أكثر من حديث عن النبي  جاءت في النهي عن الإسبال دون ربط الإسبال بالنية فلماذا التكبر والمماطلة في طاعة النبي ؟ وهل تظن أن نيتك أنت أفضل من رسول الله ؟؟ وأفضل من الصحابة ؟؟ نعم فإنك بقولك أن الإسبال يرجع للنية فإنك تقول أن نيتك حسنة فلذلك أنت مسبل ولكن رسول الله والصحابة كانت نياتهم غير ذلك فلذلك كانوا مقصرين للثياب ومعاذ الله أن يكون هذا صحيح فالرسول  أشرف من مشى على ظهر الأرض والصحابة هم من اصطفاهم الله من الخلق ليكونوا أصحاب للنبي 
    وانظر يا أخي إلى حديث ابن عمر عندما أمره النبي  أن يرفع ثوبه لم يسأله عن نيته قبل أن يأمره بذلك فلو كان هذا الأمر يرجع للنية لسأل النبي  ابن عمر عن نيته قبل أن يأمره برفع ثوبه . هدانا الله وإياك لما يحب ويرضى.

    (3) حكـــم التصـــو يــر :
    لسماحة الشيخ / عبد العزيز بن عبد الله بن باز ( رحمه الله )
    السؤال : ما قولكم في حكم التصوير الذي عمت به البلوى وانهمك فيه الناس ؟
    الجواب : الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد :
    فقد جاءت الأحاديث الكثيرة عن النبي  في الصحاح والمسانيد والسنن دالة على تحريم تصوير كل ذي روح آدمياً كان أو غيره , وهتك الستور التي فيها الصور , والأمر بطمس الصور ولعن المصورين وبيان أنهم أشد الناس عذاباً يوم القيامة , وأنا أذكر لك جملة من الأحاديث الصحيحة الواردة في هذا الباب , وأذكر بعض كلام العلماء عليها , وأبين ما هو الصواب في هذه المسالة إن شاء الله .
    ففي الصحيحين عن أبي هريرة  قال : قال رسول الله  قال الله تعالى (( ومن أظلم ممن ذهب يخلق خلقاً كخلقي , فليخلقوا ذرة أو ليخلقوا حية أو ليخلقوا شعيرة )) وهذا لفظ مسلم.
    وفي الصحيحين أيضا عن أبي سعيد  قال : قال رسول الله  : (( إن أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون ))
    وفي الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله  : (( إن الذين يصنعون هذه الصور يعذبون يوم القيامة يقال لهم أحيوا ما خلقتم )) لفظ البخاري
    وروى البخاري في الصحيح عن أبي جحيفة  أن النبي  نهى عن ثمن الدم وثمن الكلب وكسب البغي , ولعن آكل الربا وموكله والواشمة والمستوشمة والمصور.
    وعن ابن عباس رضي الله عنهما سمعت رسول الله  يقول : (( من صور صورة في الدنيا كلف أن ينفخ فيها الروح , وليس بنافخ )) متفق عليه.
    وخرج مسلم عن سعيد عن أبي الحسن قال : جاء رجل إلى ابن عباس فقال : إني رجل أصور هذه الصور فأفتني فيها , فقال : ادن مني , فدنى منه ثم قال : ادن مني , فدنى منه حتى وضع يده على رأسه فقال : أنبئك بما سمعت من رسول الله  سمعت رسول الله  يقول : (( كل مصور في النار يجعل له بكل صورة صورها نفس تعذبه في جهنم )) وقال : إن كنت لابد فاعلاً فاصنع الشجر وما لا نفس له .
    وعن أبي الهياج حيان بن حصين قال:قال لي علي بن أبي طالب : ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله  ؟ أن لا تدع صورة إلا طمستها ولا قبرا مشرفا إلا سويته. رواه مسلم
    (4) حكـــم شرب الدخـــان :
    لفضيلة الشيخ / محمـد بن صالــح العثيمين ( رحمه الله )
    أرجو من سماحتكم بيان حكم شرب الدخان والشيشة , مع ذكر الأدلة على ذلك .
    شرب الدخان محرم وكذلك الشيشة والدليل على ذلك قوله تعالى  وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً  وقوله تعالى  وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ  وقد ثبت في الطب أن تناول هذه الأشياء مضر , وإذا كان مضرا كان حراماً ودليل آخر قوله تعالى  وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ  فنهى عن إتيان السفهاء أموالنا لأنهم يبذرونها ويفسدونها , ولا ريب أن بذل الأموال في شراء الدخان والشيشة تبذير وإفساد لها , فيكون منهياً عنه بدلالة هذه الآية .
    ومن السنة : أن رسول الله  نهى عن إضاعة المال , ولأن النبي  قال (( لا ضرر ولا ضرار )) وتناول هذه الأشياء موجب للضرر , ولأن هذه الأشياء توجب للإنسان أن يتعلق بها , فإذا فقدها ضاق صدره وضاقت عليه الدنيا , فأدخل على نفسه أشياء هو في غنى عنها .
    ------------------------------------
    (5) حكـــم الغنـــاء :
    لسماحة الشيخ / عبد العزيز بن عبد الله بن باز (رحمه الله )
    إن الاستماع إلى الأغاني حرام ومنكر , ومن أسباب مرض القلوب وقسوتها وصدها عن ذكر الله وعن الصلاة , وقد فسر أكثر أهل العلم قوله تعالى  وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيث  بالغناء وكان عبد الله بن مسعود  يقسم على أن لهو الحديث هو الغناء .
    وإذا كان مع الغناء آلة لهو كالربابة والعود والكمان والطبل صار التحريم أشد . وذكر بعض العلماء أن الغناء بآلة لهو محرم إجماعاً.
    فالواجب الحذر من ذلك , وقد صح عن رسول الله  أنه قال : (( ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحرّ والحرير والخمر والمعازف )) والحرّ هو الفرج الحرام – يعني الزنا – والمعازف هي الأغاني وآلات الطرب.
    وأوصيك وغيرك بسماع إذاعة القرآن الكريم وبرنامج نور على الدرب ففيهما فوائد عظيمة وشغل شاغل عن سماع الأغاني وآلات الطرب .
    أما الزواج فيشرع فيه ضرب الدف مع الغناء المعتاد الذي ليس فيه دعوة إلى محرم , ولا مدح لمحرم في وقت من الليل للنساء فقط وليس للرجال ضرب للدف , وهذا لإعلان النكاح والفرق بينه وبين السفاح كما صحت السنة لذلك عن النبي 
    أما الطبل فلا يجوز ضربه في العرس , بل يكتفي بالدف خاصة , ولا يجوز إستعمال مكبرات الصوت في إعلان النكاح وما يقال فيه من الأغاني المعتادة لما في ذلك من الفتنة العظيمة والعواقب الوخيمة وإيذاء المسلمين , ولا يجوز أيضا إطالة الوقت في ذلك , بل يكتفي بالوقت القليل الذي يحصل به إعلان النكاح , لأن إطالة الوقت تفضي إلى إضاعة صلاة الفجر والنوم عن أدائها في وقتها , وذلك من أكبر المحرمات ومن أعمال المنافقين. انتهى كلام الشيخ رحمه الله.
    هذه أدلة على تحريم الغناء من أقوال السلف الصالح رضوان الله عليهم :
    قال أبو بكر الصديق  : الغناء والعزف مزمار الشيطان.
    قال الإمام مالك بن أنس  : الغناء إنما يفعله الفساق عندنا.
    والشافعية : يشبهون الغناء بالباطل والمحال
    وقال الإمام أحمد رحمه الله : الغناء ينبت النفاق في القلب فلا يعجبني.
    وقال أصحاب الإمام أبي حنيفة رحمه الله : استماع الأغاني فسق.
    وقال عمر بن عبد العزيز : الغناء بدؤه من الشيطان وعاقبته سخط الرحمن.
    وقال الإمام القرطبي : الغناء ممنوع بالكتاب والسنة.
    وقال الإمام ابن الصلاح : الغناء مع آلة الإجماع على تحريمه.


    حكــم الاحتفال بالمولد النبوي وغيره :
    لسماحة الشيخ / عبد العزيز بن عبد الله بن باز ( رحمه الله )
    الحمد لله , والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه.
    أما بعد : فقد تكرر السؤال من الكثيرين عن حكم الاحتفال بمولد النبي  والقيام له في أثناء ذلك , وإلقاء السلام عليه , وغير ذلك بما يفعل في المولد.
    والجواب أن يقال : لا يجوز الاحتفال بمولد الرسول  ولا غيره , وأن ذلك من البدع المحدثة في الدين لأن الرسول  لم يفعله ولا خلفاؤه الراشدون , ولا غيرهم من الصحابة رضوان الله عليهم ولا التابعون لهم بإحسان في القرون المفضلة وهم أعلم الناس بالسنة وأكمل حباً لرسول الله  ومتابعةً لشرعه ممن بعدهم وقد ثبت عن النبي  أنه قال : (( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ))
    أي : مردود عليه
    وقال في حديث آخر : (( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي , تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ , وإياكم ومحدثات الأمور , فإن كل محدثة بدعة , وكل بدعة ضلالة ))
    ففي هذين الحديثين تحذير شديد من إحداث البدع والعمل بها .
    وقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه المبين  وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا  ( الحشر : 7 )
    وقال عز وجل  فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ  (النور : 63)
    وقال سبحانه  لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً  ( الأحزاب : 21 )
    وقال تعالى  وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ  ( التوبة : 100 )
    وقال تعالى  الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً  ( المائدة : 3 )
    والآيات في هذا المعنى كثيرة
    وإحداث مثل هذه الموالد يفهم منه : أن الله سبحانه وتعالى لم يكمل الدين لهذه الأمة , وأن الرسول  لم يبلّغ ما ينبغي للأمة أن تعمل به , حتى جاء هؤلاء المتأخرون فأحدثوا في شرع الله ما لم يأذن به , زاعمين : أن ذلك مما يقربهم إلى الله , وهذا بلا شك فيه خطر عظيم اعتراض على الله سبحانه , وعلى رسوله  والله قد أكمل لعباده الدين , وأتم عليهم النعمة.
    ورسول الله قد بلّغ البلاغ المبين , ولم يترك طريقاً يوصل إلى الجنة ويباعد من النار إلا بينه للأمة , كما ثبت في الحديث الصحيح عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله  : (( ما بعث الله من نبي إلا كان حقاً عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم وينذرهم شر ما يعلمه لهم )) رواه مسلم في صحيحه.
    ومعلوم أن نبينا  هو أفضل الأنبياء وخاتمهم وأكملهم بلاغاً ونصحاً فلو كان الاحتفال بالمولد من الدين الذي يرضاه الله سبحانه لبينه الرسول  للأمة أو فعله في حياته أو فعله أصحابه رضي الله عنهم فلما لم يقع شيء من ذلك عُلم أنه ليس من الإسلام في شيء بل هو من المحدثات التي حذر رسول الله  منها أمته كما تقدم ذكر ذلك في الحديثين السابقين وقد جاء في معناهما أحاديث أُخر . مثل قوله  في خطبة الجمعة : (( أما بعد : فإن خير الحديث كتاب الله , وخير الهدي هدي محمد  , وشر الأمور محدثاتها , وكل محدثة بدعة , وكل بدعة ضلالة )) رواه مسلم .
    والآيات والأحاديث في هذا الباب كثيرة.
    وقد صرح جماعة من العلماء بإنكار الموالد والتحذير منها , عملاً بالأدلة المذكورة وغيرها.
    وخالف بعض المتأخرين فأجازوها إذا لم تشتمل على شيء من المنكرات , كالغلو في رسول الله  واختلاط النساء بالرجال , واستعمال آلات الملاهي , وغير ذلك مما ينكره الشرع المطهر , وظنوا أنها من البدع الحسنة.
    والقاعدة الشرعية : رد ما تنازع فيه الناس إلى كتاب الله ورسوله محمد  كما قال عز وجل  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً  ( النساء : 59 )
    وقال تعالى  وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّه  ( الشورى : 10 )
    وقد رددنا هذه المسألة – وهي الاحتفال بالمولد النبوي – إلى كتاب الله سبحانه , فوجدناه يأمرنا باتباع الرسول  فيما جاء به , ويحذرنا عما نهى عنه ويخبرنا بأن الله سبحانه قد أكمل لهذه الأمة دينها , وليس هذا الاحتفال مما جاء به الرسول  فيكون ليس من الدن الذي أكمله الله لنا وأمرنا باتباع سنة الرسول  فلم نجد فيها أنه فعله , ولا أمر به , ولا فعله أصحابه رضي الله عنهم فعلمنا بذلك أنه ليس من الدين , بل هو من البدع المحدثة , ومن التشبه بأهل الكتاب اليهود والنصارى في أعيادهم.

    حكــم التمائم :
    لفضيلة الشيخ / محمـد بن إبراهيــم الحمــد (حفظه الله )
    تعريفها : التمائم جمع تميمة وهي ما يُعلق على الأعناق أو المراكب أو البيوت , أو غيرها لجلب نفع , أو دفع ضر , أو رفعه , سواء كانت من القرآن , أو من الخيوط , أو الخرز , أو الحصى , أو غيرها.
    أسماؤها الأخرى : للتمائم أسماء أخرى منها :
    (1) الحروز (2) الحجب (3) التعاليق (4) الودع
    تحريمها : التمائم محرمة بالكتاب والسنة
    قال تعالى  وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدُيرٌ  ( الأنعام : 17 )
    وقال  : (( من تعلق تميمة فلا أتم الله له , ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له )) رواه أحمد والحاكم , وصححه ووافقه الذهبي.
    أسباب تحريمها :
    (1) لما فيها من تعلق القلب بغير الله.
    (2) لأنها ليست سبباً شرعياً ولا قدرياً في اعتقاد أنها سبب تشريع مع الله , ومنازعة له في خلقه وأمره.
    (3) أنها تفتح على العبد باب الخرافة , وتقوده إلى الشرك.
    (4) أنها سبب للخذلان , لأن من تعلق شيئاً وُكل إليه.
    هل التمائم من الشرك الأصغر أو من الشرك الأكبر ؟!
    الجواب كما يلي :
    (1) إذا كانت التميمة صنماً أو رقية شركية أو صليباً فهذا شرك أكبر بلا ريب.
    (2) إذا كانت من الخيوط أو الخرز ونحوهما واعتمد عليها العبد اعتماداً كلياً وقام بقلبه أنها تؤثر بنفسها استقلالاً فهذا أيضاً شرك أكبر.
    (3) إذا كانت من الخيوط أو الخرز ونحوهما واعتقد أنها مجرد سبب ولم يعتمد عليها اعتماداً كلياً فهذا شرك أصغر.
    حكــم المعلق إذا كان من القرآن أو الأدعية النبوية :
    الصحيح أنه لا يجوز للأسباب الآتية :
    1/ سداً للذرائع الموصلة للشرك.
    2/ لعموم النهي في التمائم.
    3/ لأنه قد يفضي إلى امتهان القرآن والأدعية النبوية , وذلك بالدخول بها في الخلاء , وبتعريضها للأوساخ.
    4/ لأنه ذريعة للدجالين , كي يكتبوا آية أ, سورة أو البسملة , ثم يضعوا تحتها طلاسم شيطانية واستغاثات شركية.
    5/ لأنه قد يكون مدعاة لهجر القرآن , والدعاء اكتفاءاً بما عُلق.
    نماذج للتمائم الموجودة :
    (1) ما يُعلق على الأطفال خشية العين.
    (2) ما تُعلقه بعض النساء أو تضعه في غرفتها , أو تحت وسادتها لاتقاء العين , أو للحفظ من الأذى أو لجلب محبة الزوج ونحو ذلك.
    (3) ما يُعرف بدبلة الخطوبة , فزيادة على أنها بدعة مأخوذة من النصارى فهي أيضاً ذريعة للشرك لأنه قد يعتقد أنها هي التي تجمع قلبي الزوجين.
    (4) ما يُعلق على السيارات من رسوم أو خرز أو غير ذلك لدفع العين.
    (5) ما يُعرف بالدنبوشي عند لاعبي الكرة حيث يضعون على سواعدهم لفة معينة أو يعلقونها على الشباك وربما كان المعلق مشتملاً على آيات قرآنية توضع تحت حذاء اللاعبين زعماً منهم أن ذلك يجلب الفوز. كل ذلك من الأمور الشركية المحرمة.
    أختــي المسلمـــة .. أنصتـــي .. اعقــــلي هـذا الحــــوار
    جاءت زميلتي اليوم على هيئة غير التي اعتادت أن تأتي بها فقد جاءت اليوم وقد تحجبت , وتجمعت حولها زميلاتها يستفسرون عن هذا التحول الذي ظهر منها , وسألتها إحداهن , ما هذا الزي الجديد الذي تلبسينه .... ولماذا ..؟
    وتأتي الإجابة في فرحة واعتزاز : إنه الحجاب الذي فرضه الله على كل مسلمة , أما سمعت قوله عز وجل :  يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً  ( الأحزاب : 59 )
    ألم تقرئي في كتاب الله العزيز :  وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ..  ( النور : 21 ) فالخمار هو غطاء الرأس والجيب هو الصدر وما حوله ويكون ضرب الخمار من أعلى الرأس إلى أسفل شاملا في ذلك الوجه والصدر لأنه أمر بديهي فإذا أسدلت المرأة غطاء رأسها وتركته ينزل على الصدر ( الجيب ) ليغطيه فإنه سيغطي في طريقه الوجه.
    وتسأل الأخرى في ضيق .. هل الإسلام يوجب على الفتاة أن تحجب جمالها وتخفي حسنها وهما تاج المرأة وزينتها ؟ وبشفقة عليهن تجيب ...
    أختي العزيزة : إن الحجاب هو أمر من الله الخالق الرحيم فرضه على كل المسلمات وهو أعلم بما يصلح لعباده  أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ  (الملك : 14 )
    وهو كالصدفة لا تحجب اللؤلؤة ولكن تربيها وتحفظها , فوراء الحجاب الشرعي معاني الحياء والإيمان والوقار والعفة .
    فليس الجمال أصباغ تلون الوجوه أو ملابس تفتن , إنما الجمال الحقيقي في القلوب المؤمنة والأخلاق الكاملة وحب الله ورسوله.
    وتبادرها زميلة لها ... بصراحة أما فكرت أن يكون حجابك هذا مانعا لك من الزواج ؟؟؟
    فتجيبها في ثقة ... أما علمت يا أختي الحبيبة (( أن الطيبات للطيبين , والطيبون للطيبات )) إنني لا أرضى إلا بالزوج المتمسك بدينه ومتمسك بهدي النبي في ظاهره وباطنه وهذا الذي أئتمنه على حياتي ومستقبلي أما هذا الذي رضى لزوجته أن تخرج متبرجة كاشفة لوجها تقتحمها الأنظار إنسان لا غيرة له , أضاع حق الله فكيف آمنه على نفسي ؟!
    وتهمس أخرى في أذنها : أختاه وماذا عن هؤلاء الذي سيسخرون منك ويتهمونك بالرجعية والتخلف ؟ فتجيب في عزة واستعلاء .. وماذا يعنيني من هذه الألفاظ التي اخترعها الشيطان وأعوانه ليقطعوا علينا الطريق إلى الله ؟ إن الباطل لو كان في بئر عميقة لقلبها الشيطان مئذنة ووقف يؤذن عليها ويدعو لها ويزينها للناس .. وهكذا يقلب الخبيث الحقائق وهل التمدن في أجسام عارية ووجوه متكشفة تعرض نفسها عرض البضائع في الطرقات !!
    أختي المسلمة : إني لكِ ناصحة .. فإنها نار أو جنة أبدا ولا ملجأ ولا مفر من الله إلا إليه وقد وصف رسول الله  صنف من أهل النار أنهن : نساء كاسيات عاريات مميلات مائلات , وأخبر أنهن لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة خمسمائة عام , وكاسيات عاريات أي تستر بعض البدن وتكشف الآخر بالملابس القصيرة أو ترتدي ثياباً خفيفة شفافة أو ضيقة أو ملونة تلفت الأنظار , مميلات مائلات بنحو الاهتزاز في المشي والخضوع واللين في القول والحديث .
    أختي المسلمة : احذري وأنت النجم الساطع الذي أضاء منذ النبوة أن تقلدي تمدن الغرب الكافر فيجعل فضيلتك ثوباً يوسع أو يضيق , واحذري فأنت مربية الأمة ومنشئة الأجيال ...
    وتتأثر احدى زميلاتها بهذا الكلام وتثور فيها عاطفة العودة إلى الله وتستيقظ فيها عزيمة الإيمان وحلاوة الطاعة فتتنحى بها جانباً والدموع تترقرق في عينها.
    أختاه : جزاكِ الله خيراً دليني .. على مواصفات الحجاب الشرعي فإني اشتقت لمصالحة ربي وسئمت طول المعصية وكشفي لجسدي ووجهي الذي هو أكبر زينة لدى المرأة , بل وأيضا العناد والجدال وأضعت السنين الطوال في هذا الهراء وأرجو أن يغفر الله لي ما كان مني...
    وبحنان مؤثر تجيب صاحبة العزة والعفاف : إن على المرأة المسلمة أن تخفي زينتها وأن خلقها الحياء والوقار وأدبها الإسلام ومناها رضاء ربها وزينتها تقوى الله ويجب أن يكون ثوبها طويلا يستر سائر بدنها بما في ذلك الوجه والكفين وواسعاً لا ضيق , لا يصف شيئاً من الجسم , ولا يكون ملفتاً للنظر , أو ذات ألوان , ولا يكون ثوب شهرة , أو يشبه ملابس الرجال , ولا يكون شفافاً , كذلك يا أختي : أحذرك من مخالفة هدي الإسلام في أشياء ظهرت بيننا مثل وضع العطور عند الخروج إلى الشارع وارتداء الملابس الضيقة أو المفتوحة أو ارتداء البنطلون أو إطلاء الأظافر والتي تمنع الماء الوصول إليها وتفسد الوضوء والصلاة فللأسف قد تقع في هذه الأشياء من تزعم أنها محجبة بذاك الحجاب المزعوم فعلى المسلمة الملتزمة أن تكون دعوة بسلوكها الكريم إلى التمسك بطاعة الله القائل :  أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ  ( الحديد : 16 )
    أختي المسلمة : هذا نداء ربك الكريم محب التائبين , إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ... لعل قلوبنا ترق وتلين ونهتف جميعاً ... آن يا رب ... آن يا رب أن تخشع قلوبنا لذكرك وما نزل من الحق ..






    اللســـــــــان بيــت الـــداء :لفضيلة الشيخ / محمد صفوت نور الدين ( رحمه الله )
    اللسان هو العضو الذي لا يتعب ولا يكل من كثر العمل وهذا من فضل الله تعالى على المؤمنين الذين يحسنون استغلال أوقاتهم ويخسرون جوارحهم في طاعة الله عز وجل , ويرطبون ألسنتهم بذكر الله عز وجل , والنبي  يقول : (( كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن : سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ))
    فالواجب علينا أن نرطب أفواهنا وألسنتنا بذكر الله , وأن نحذر من زلات اللسان وآفاته فإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ولا يلقي لها بالاً تهوي به في النار سبعين خريفاً.
    والمؤمن الحق هو الذي يتكلم بالخير والمعروف ويمسك عن الشر , ومصداقاً لقول النبي  (( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت )).

  2. #2
    زرقاءاليمامه's صورة
    زرقاءاليمامه غير متواجد زهرة لا تنسى - مبدعة استراحة الإخاء "ريحانة ركن الطفل"
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الموقع
    اللهم اجعل لنا حظا في الآخرة
    الردود
    5,231
    الجنس
    أنثى
    جزاكم الله خيرا وجعله فى ميزان حسناتك

مواضيع مشابهه

  1. الردود: 12
    اخر موضوع: 01-08-2011, 03:05 AM
  2. بعض اسماء البنات التي فيها نظر..::‏
    بواسطة THANA في الأمومة والطفولة
    الردود: 25
    اخر موضوع: 24-06-2010, 05:29 AM
  3. الردود: 3
    اخر موضوع: 09-04-2010, 11:30 AM
  4. الردود: 1
    اخر موضوع: 19-02-2010, 02:47 PM
  5. الردود: 15
    اخر موضوع: 27-11-2003, 01:45 AM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ