السلام عليكم ورحمة الله
ان الحياء خلق فاضل فاقده لا خير فيه اذ هو من الايمان و هو خير كله . وحقيقته انه تغير يسببه الخوف مما يكره قوله او فعله او يذم عليه . ويظهر اثره في احمرار الوجه . وترك ما يخشى معه الذم والملامة وهو في المرأة بمنزلة الشجاعة في الرجل اي كما ان الشجاعة محمودة في الرجل اكثر مما هي محمودة في المرأة فكذلك الحياء محمود في المرأة اكثر مما هو في الرجل . ومع هذا خلق فاضل كريم قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم : " الحياء من الايمان ". وقال : " الحياء كله خير " و " الحياء لا يأتي الا بخير " و "الحياء شعبة من الايمان " في احاديث صحاح.
ومن مظاهر الحياء المحمدي التي يتجلي فيها بوضوح ما يلي :
1 - قوله تعالى : ( ان ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي منكم والله لا يستحيي من الحق )
فهذه شهادة الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم لرسوله بالحياء وكفى بها شهادة .
2- رواية الشيخين عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه وفيها قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء من البكر في خدرها وكان اذا كره شيئا عرفناه في وجهه.
3- قول عائشة رضي الله عنها : كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا بلغه عن احد ما يكره لم يقل ما بال فلان يقول كذا ؟ ولكن يقول " ما بال اقوام يصنعون كذا او يقولون كذا " فينهى دون ان يسمي فاعله .
4- قول انس بن مالك في رواية ابي داود قال :دخل رجل على النبي صلى الله عليه وسلم به اثر صفرة فلم يقل له شيئا وكان لا يواجه احدا بمكروه فلما خرج قال : " لو قلتم له يغسل هذا " اي اثر الصفرة في الثوب .
5- رواية البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت : لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا ولا سخابا في الاسواق ولا يجزي السيئة بالسيئة ولكن يعفو ويصفح . وهذا وصفه في التوراة ايضا كما رواه عبد الله بن سلام رضي الله عنه
6- وكان صلى الله عليه وسلم من شدة حيائه لا يثبت بصره في وجه احد ويكني عما اضطره الكلام اليه مما يكره ولا يصرح به.
7- قول عائشة رضي الله عنها : ما رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا رأى مني . اي من العورة.
كانت هذه مظاهر حيائه صلى الله عليه وسلم وشواهده وفيها كفاية لمن اراد ان يتأسى به صلى الله عليه وسلم في حيائه و في سائر اخلاقه فقد جعله الله تعالى اسوة للمؤمنين فقال تعالى : ( لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة )
فعليكن بالحياء أخواتي فإنه من الايمان و هو اكثر ما يلزم المرأة في زمان الفتن هذا .
نقلته لكن من كتاب : هذا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم يا محب . للفائدة .
تأليف : ابو بكر جابر الجزائري
الروابط المفضلة