إن الحمد لله نستعينه ونستغفره ونعوذ به من شرور أنفسنا من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون )(يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً)( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما ) أما بعد .
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار
أما بعدفقد كانت لي جولة في منتدى العقيدة والتوحيد بملتقى أهل الحديث وقد أعجبني موضوع مسماه أبيات سلفية
أورد صاحب الموضوع أبياتا لأعرابي يرد فيها على الجهم بن صفوان وأمثاله ممن انتهج نهجه , وتحقيقا للفائدة أحببت نقلها حتى تعم الفائدة , وحتى يسهل حفظها للرد على كل مبتدع ضال , فمن أفادنا بما فيه مزيد خير فبارك اللهم له في علمه وارزقه البركة في وقته ومن قرأها واكتفى فلا ينسى كل من عمل على نشرها من الدعاء وفق الله الجميع لما فيه خير وسداد .
"إشارة " :
الاستدلال بكلام الله أولى وبكلام رسوله أيضا . فكلاهما وحي من عند الله
ولكن هذا مما يحتاج إليه لتصحيح العقول وفقنا الله وإياكم لما فيه خير .
وهذه هي مشاركة شيخنا أبو محمد الألفي - حفظه الله - بالموضوع :
نَسْفُ أَدِلَةِ التَّعْطِيلِ لِصِفَاتِ اللهِ وَنَفْيِهَا بأَوْضَحِ حُجَّةٍ وأَنْصَعِ بَيَانٍ
ــــــ
قال الحافظ الجهبذ ابن القيِّمِ فِي (( نونيته )) الجامعة لبراهين التَّوحيد :
فَسَلِ الْمُعَطِّلَ عَنْ ثَلاَثِ مَسَائِلٍ ... تَقضِي عَلَى التَّعْطِيـلِ بِالبُطلاَنِ
مَاذَا تقُـولُ أكَانَ يَعْرِفُ رَبَّـهُ ... هَذَا الرَّسُـولُ حَقِيقَةَ الْعِرْفَانِ
أَمْ لاَ وَهَـلْ كَانََتْ نَصِيحَتُهُ لَنَا ... كُلَّ النَّصِيحَةِ لَيْـسَ بالْخَوَّانِ
أَمْ لاَ وَهَلْ حَـازَ الْبَلاغَةَ كُلَّهَا ... فَاللَّفْـظُ وَالْمَعنَى لَهُ طَـوْعَانِ
فَإِذَا انْتَهَتْ هَذِي الثَّلاثَةُ فِيهِ كَا ... مِـلَةً مُبَــرَّأةً مِـنَ النُّقصَانِ
فَلأِيِّ شَيءٍ عَـاشَ فِينَا كَاتِـمَاً ... لِلنَفِي وَالتَّعْطِيـلِ فِي الأزمَانِ
بَلْ مُفْصِحَاً بِالضِّدِّ مِنْهُ حَقِيـقَةَ الإفصَـاحِ مُوَضَّـحَةً بِكُلِّ بَيَـانِ
وَلأيِّ شَيءٍ لَمْ يُصَـرِّح بِالَّذِي ... صَـرَّحتُمُ فِي رَبِّـنَا الرَّحْمَـنِ
ألِعَجْـزِهِ عَـنْ ذَاكَ أم تَصِْيرِهِ ... فِي النُّصْحِ أَمْ لِخَفَاءِ هَذَا الشَّانِ
حَاشَاهُ بَلْ ذَا وَصفُكُم يَا أمَّـةَ التَّعطِيـلِ لاَ الْمَبْعُـوثِ بالقُـرآنِ
وَلأيِّ شَيءٍ كَانَ يَذْكُرُ ضِدَّ ذَا ... فِي كُلِّ مُجْتَمَعٍ وكُـلِّ زَمَـانِ
أتَرَاهُ أَصْبَحَ عَاجِزَاً عَنْ قَولِهِ اســتَولَى وَيَنْـزِلُ أمـرُهُ وَفُـلاَنِ
وَغَدَتْ بَصَائِرُكُمْ كَخُفَّاشٍ أتَى ... ضَـوءُ النَّهَأرِ فَكَفَّ عَنْ طَيَرَانِ
حَتَّى إِذَا مَا اللَّيْلُ جَـاءَ ظَلاَمُهُ ... أبْصَـرتَهُ يَسْـعَى بِكُلِّ مَكَانِ
وَكَذَا عُقُولُكُمُ لَوْ استَشعَرتُمُ ... يَا قَـوْمِ كَالْحَشَرَاتِ وَالفِـيرَانِ
أخوكم في الله
الروابط المفضلة