بسم الله الرحمن الرحيم
لقد قرأت الكلام الذي كتبته إحدى الأخوات عن يأجوج ومأجوج وقد لاحظت وجود الكثير من الروايات الإسرائيلية فيه , وهذا ماحفزني لأكتب عن موضوع روايات أهل الكتاب وأود أن ألفت نظر الجميع إلى أن في علم التفسير ما يسمى بالروايات الإسرائيلية أو روايات أهل الكتاب وكما تعرفون فالقرآن تناول الكثير من قصص الأنبياء السابقين والأمم الماضية والحوادث الغابرة وحين يتناولها القرآن فإنه يبرز منها جانب الموعظة والعبرة ولا يعتني بتفصيل دقائقها وفي النفس الإنسانية ميل إلى
استيفاء القصة واستكمال الصورة فكان بعض المسلمين يسأل من دخل في الإسلام من أهل الكتاب عن تفاصيل قصص القرآن وأخباره مما ورد في التوراة والإنجيل ويطلق على هذا اللون من الأخبار " الإسرائيليات "وهو اطلاق وإن كان يدل على ما ورد عن بني اسرائيل وهم اليهود إلا أن المراد به ما ورد عن اليهود والنصارى أيضا من باب التغليب وإطلاق الجزء على الكل وإنما غلب اليهود لوجود طائفة منهم في المدينة في صدر الإسلام وكان الإتصال بهم أقرب .
وهذه الروايات رجع الصحابة إليها ورووها في التفسير ولايلزم من ذكرهم لهذه المرويات قبولهم لها ومن أمثلة ذلك سؤال ابن عباس لأبي الجلد فقد روى الطبري بسنده عن الحسن بن الفرات عن أبيه قال كتب ابن عباس إلى أبي الجلد يسأله عن الرعد فقال الرعد الريح . وسؤال ابن عباس لأبي الجلد -وهوجيلان ابن أبي فروةصاحب كتب التوراة -لم يكن إلا من باب الإستزاده فقط وإلا فابن عباس بحر من العلم لايحتاج أن يأخذ العلم من أهل الكتاب إذ أنه يعلم هذه المعاني ولكن كما أسلفنا من باب الإستزادة فقط..
وقد ورد عن ابن عباس بسند صحيح أنه نهى عن سؤال أهل الكتاب "مسلمة أهل الكتاب " وقد يُسأل في بعض القضايا فقط من باب المناظرة بين أصول الشرائع.
ومعلوم أن التحريف والتغيير قد أصاب التوراة والإنجيل ولهذا فإن الإسرائيليات لا تخلو من ثلاث حا لات :
1-ماعلمنا صحته لوجود مايشهد له في الكتاب والسنة فهذا الصحيح لتصحيح الكتاب والسنة له ولامانع من التحدث به
وينزل على هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم " حدثوا عن بني اسرائيل ولا حرج "
2- ماتيقن كذبه لمعارضته للكتاب والسنة فهذا لايروى إلا في مقام الرد عليه والتحذير منه
3- ماكان مسكوتا عنه وليس عندنا ما يصدقه ولامايكذبه كحديثهم عن أصحاب الكهف أنهم سكنو بكهف في الأردن فنقول لهم في هذا لاندري وهذا القول لانظير له في الكتاب ولا في السنة أي لم يرد في الكتاب ولاالسنة .مثلا أن أصحاب الكهف سكنوا بكهف في الأردن فهذا لانصدقه ولا نكذبه ونقول كما قال الرسول عليه السلام " لاتصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا و أنزل إليكم "وهذا فضله قد أغنانا الله عنه فقد أكمل الله لنبيه الدين بعدما نزل قوله تعالى "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا"وكل مايذكر خلاف الإكتمال فهو فضلة قد أغنانا الله عنه فإن تحدثنا عنه فلا نورده في التفسير والأولى تركه .وقد ورد في القرآن أن ما سكت الله عنه فإننا نسكت عنه والدليل ماورد في قوله تعالى " إنهم فتية آمنوا بربهم وزدنهم هدى " فالله هنا سكت عن مكان إقامتهم واهتم بما هو أعظم وهو إيمانهم وثباتهم عليه .
هذا ما اردت توضيحه لكم نفع الله بكم الإسلام والمسلمين وثبتنا على الحق المبين
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لاإله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.....
المراجع :* بحوث في أصول التفسير ومناهجه ... تأليف : أ.د / فهد الرومي
* فصول في أصول التفسير تأليف / مساعد الطيار
بـــــــــــــــــــــــــــــــــــــتـــــــــــ ـــــــــــــــصــــــــــــــــــــــرف
الروابط المفضلة