الشعوذة هي التي يسمونها خِفّة يد , الشعوذة شيء مادي ... تذهب النساء عند الحجّاب , يضع أربع كاسات كل واحدة فيها بعض الماء , الكاسات مذاب فيهن مواد معينة بحيث تعطي لون الماء فقط – على مرأى ( اعين ) اللاتي يأتين إليه - أما إذا اختلطت فتتشكل فورا , فيبدأ يقرأ ويتمتم ويفرغ كأسا في كاس أخرى فيصير الماء اصفرا , فتنبهت النساء - يا غبصى شو هذا ! - المسكينات اللاتي ياتين اليه لا يعرفن سر هذا العمل , هذا تفاعل كيماوي , ثم يتمتم , لو تدري ماذا يقول وهو يتمتم : يا ملعون ابو شيبكن يا ملعون ابو خرف عقلكن , هاتِن اذا معكن مصاري أخرى – يضحك عليهن , يفرغ الكأس الثاني في الثالث فيصير الماء احمرا , ثم يلعن لعنات اخرى عليه ويفرغ الكأس الثالث في الكأس الرابع فيصير الماء اسودا فورا ... من الدهشة يبدأن : هاتِ .. هاتِ .. هاتِ , هذا مش شغل خمسة دنانير .. هاتِ كل الخمسة وعشرين دينار التي معك ... , فهؤلاء يأكلون بالحرام , هذا التلاعب بعقول الناس , الأكل بهذه الطريقة حرام , لكن هذا ليس من السحر .. ناحية ثانية من العاب الشعوذة , يقولون : فلان شيخ قدّ حاله لفته سبع طيّات يلقي الحجر للحجر , لحد الآن لم يفرقوا بين الساحر والشيخ .. الساحر مِن العن انواع الكفر , فهذا كتاب شمس المعارف الكبرى كتاب سحر تقرأ فيه أورادا ومناجاة لله عظيمة جدا تخشع لها القلوب لكن كل ورد يضع فيه دسيسة صغيرة لا تفهمها ... يندر ان تجد فيه حجابا سليما من الدس , يضع فيه كلمة غير مفهوم معناها او معناها مقلوب او لا تليق بحق الله سبحانه وتعالى حتى يخرجك من دينك فيكون بهذه الحالة نفّذ الذي يريده وهذا عمل الساحر , والسحر ان يدس السم في الدسم والشيخ مؤمن يدعو الى الله ويدعو الى الجنة , المشعوذ يأتي - يقلن عن المشعوذ شيخ - بقالب من نحاس ويضع عليه منديلا من حرير رقيق - من الحرير القز رقيق جدا – والجمر والبخور أمامه , ينفخ على الجمرة الكبيرة - جمرة اكبر من البيضة تتوقد نارا - ويضعها على المنديل فوق القالب النحاس وبعدها يأتي بالجمرة , يرفع المنديل واذا به لم يحترق ...( بين بعضهن.. الَلَََلَلَلَلْ .. هذا المشعوذ قدير..! ادفعي خلينا نشوف ) ! لماذا لم يحترق المنديل ؟ ليس لأنه قرأ عليه المشعوذ ؟ .. لا.. بل لأن خاصية النحاس امتصاص الحرارة بسرعة , فالنار انتقلت من الجمرة إلى المنديل فورا فسقطت الحرارة على النحاس ولم تستقر في المنديل حتى يحترق , فهذا اسمه الشعوذة ، أما السحر فهو غير الشعوذة ، السحر والعياذ بالله يقوم على استخدام آيات الله بالنجاسة ، وعلى استخدام أسماء الله بالنجاسة وتخدمه الشياطين ببعض الأشياء مقابل كفره ، ومن يكتب آيات الله بالنجاسة فانه يكفر , كل آية وكل اسم من أسماء الله له خدم من الملائكة ومن الجن المؤمنين وله أعداء من الشياطين فإذا أهان هذا الاسم تخدمه الشياطين مقابل كفره وحرمانه من الجنة ، وإذا أكرم هذا الاسم يخدمه الملائكة , الساحر الرسمي باع الجنة (( ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق )) فليس له في الجنة نصيب , لكن اختلف العلماء هل للساحر توبة ؟ والراجح عند العلماء أن الساحر ليس له توبة لأنه باع آخرته بدنياه وهو راض ويعلم فليس له توبة (( ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون )) . لكن اقرأ الآية ( 103 ) التي تليها من سورة البقرة (( ولو انهم آمنوا واتقوا لمثوبة من عند الله خير لو كانوا يعلمون )) هذه تخص الأولياء .. معونة الله للولي خير من السحر .
والله تبارك وتعالى اعلم
... الشيخ محمد علي سلمان القضاة رحمه الله / ما وراء المادة