السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من مات دون عرضه فهو شهيد)
أخى حماك الله : بصيانة العرض وكرامته يتجلى صفاء الدين وجمال الانسانية وبتدنيسه وهوانه ينزل الانسان إلى أرذل الحيوانات بهيمية .
يقول ابن القيم رحمه الله ( إذا رحلت الغيرة ترحلت المحبة ، بل ترحل الدين كله ) . ولقد كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من أشد الناس غيرة على اعراضهم .
روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال يوما لأصحابه : (إن دخل أحدكم على أهله ووجد ما يريبه أشهد أربعا ) فقام سعد ابن عبادة متأثرا فقال يا رسول الله أأدخل على أهلى فأجد ما يريبنى أنتظر حتى أشهد أربعا ؟ لا والذى بعثك بالحق !! إن رأيت ما يريبنى فى أهلى لأطيحن بالرأس عن الجسد ولأضربن بالسيف غير مصفح وليفعلن الله بى بعد ذلك ما يشاء ،فقال عليه الصلاة والسلام أتعجبون من غيرة سعد !! والله لأنا أغير منه، والله أغير منى ، ومن أجل غيره الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن .......) الحديث واصله فى الصحيحين .
من حرم الغيرة حرم طهر الحياة ، ومن حرم طهر الحياة فهو أحط من بهيمة الأنعام ، ولا يمتدح بالغيرة إلا كرام الرجال وكرائم النساء .
إن الحياة الطاهرة تحتاج إلى عزائم الأخيار وأما عيشة الدعارة فطريقها سهل الانحدار، وبالمكاره حفت الجنة وبالشهوات حفت النار .
أخى المسلم ، أختى المسلمة إن الأسف كل الأسف والأسى كل الأسى فى ما جلبته مدنية هذا العصر من ذبح صارخ للأعراض ووأد كريه للغيرة ، تعرض تفاصيل الفحشاء من خلال وسائل نشر كثيرة ، بل انه ليرى الرجل والمرأة يأتيان الفاحشة وبواعثها ومثيراتها وهما يعانقان الرذيلة غير مستورين عن أعين المشاهدين والنظارة لقد انقلب الحال عند كثير من الأقوام بل الأفراد والأسر حتى صار الساقطون الماجنون يمثلون الأسوة والقدوة ويجعلون من فكرهم وسلوكهم وحركاتهم وسام افتخار وعنوان رجولة فلا حول ولا قوة إلا بالله .
تصوراو _ رعاكم الله وحماكم _ خبيثا وخبيثة يقفان على قارعة الطريق ليمارسا الفاحشة علانية كما تفعل البهائم من الحمير والخنازير _ أعز الله مقامكم ونزه اسماعكم .
هل غارت من النفوس الغيرة ؟ وهل غاض ماؤها ؟ وهل انطفأ بهاؤها ؟ هل فى الناس دياثة ؟ هل فيهم من يقر الخبيث فى أهله ، لا يدرى الغيور من يخاطب ؟ هل يخاطب الزوانى والبغايا ، وإلا فاين الكرام والحرائر .
إعلان للفحشاء بوقاحة وإغراق فى المجون بتبجح.
أغان ساقطة داعرة وملابس خالعة ، وعبارات مثيرة وحركات فاجرة ما بين مسموع ومقروء ، ومشاهد فى صور وأوضاع يندى لها الجبين فى كثير من البلاد والاصقاع إلا من رحم ربى . على الشواطئ والمتنزهات ، وفى الاسواق والطرقات ولا حول ولا قوة الا بالله وحسبنا الله ونعم الوكيل .
حسبنا الله من أناس يهشون للمنكر ويودون لو نبت الجيل كله حمأة الرذيلة وحسبنا الله من فئات تود لو انهال التراب على الفطرة المستقيمة والحشمة الرفيعة .
ما هذا البلاء ؟ وكيف يستسيغ ذو الشهامة من الرجال والعفة من النساء لانفسهم ولأطفالهم ولفتايتهم هذا الغثاء المدمر من ابتكارات البث المباشر وقنوات الفضاء الواسع .
أين ذهب الحياء ؟ وأين ضاعت المروءة ؟ أين الغيرة من بيوت هيأت للناشئة أجواء الفتنة ، وجرتها إلى مستنقعات التفسخ جرا وجلبت لها محرضات المنكر ، تدفعها إلى الإثم دفعا وتدعها إلى الفحشاء دعا .
أيها الأخوة : إن طريق السلامة لمن يريد السلامة بعد الإيمان بالله ورحمته وعصمته ينبع من البيت والبيئة . فهناك بيئتان واحدة تنبت الذل وأخرى تنبت العزة وثمت بيوتات تظلها العفة والحشمة وأخرى ملؤها الفحشاء والمنكر . لا تحفظ المروءة ولا يسلم العرض إلا حين يعيش الفتى وتعيش الفتاة فى بيت محتشم محفوظ بتعاليم الإسلام وآداب القرآن ، ملتزم بالستر والحياء ، تختفى فيه المثيرات وآلات اللهو والمنكر ويتطهر من الاختلاط المحرم .
الغيرة الغيرة يا مسلمون فالحمو الموت ، وأحذروا الساءق والخادم وصديق العائلة وابن الجيران ، ناهيك بالطبيب المريب ، والممرض المريض ، وإياكم واحذروا الخلوة بالبائع والمدرس فى البيت حذار أن يظهر هؤلاء وأشباههم على عورات النساء ، فذلك اختلاط يتسع فيه الخرق على الراقع وتصبح فيه الديار من الاخلاق بلاقع .
الروابط المفضلة