كنا مجموعة من الاصدقاء فسألتهم فجأة "متى ختمتم القرآن اخر ختمة ؟" قال الاول انا لا اقرأ بالترتيب وقال الثاني الحقيقة انا لا اقرأ كثيبر ولكني اسمع اذاعة القرآن الكريم دائما فالمؤاشر لا يتحول عنه.
قلت لا تقرأكثير ام لا تقرأ اصلا ؟ قال يعني وقال الثالث انا متعود ان اختم في رمضان وقال الرابع انا اختم كل شهرين تقريبا واحيانا كل شهر ونصف وقال الخامس قراءة القرآن صعبة وانا بصراحة لا اقرأ
قلت قراءة القرأن صعبة عليك لانك لا تحاول القراءة ولا تجاهد نفسك.... ولا تبذل جهدا لتقرأ الاية قراءة صحيحة ... وانت ان فعلت سيحل الله عقدة لسانك فالقرآن قد استعجم عليك.....اي صعب على لسانك لانك لا تقرأ والممارسة والتمرين سبيل التقدم والتفوق في اي عمل .
وانتم يا اخواني هاجرون للقرآن على درجات متفاوتة حتى الذي اعتاد ان يختم منكم في شهرين هو ايضا له نصيب من هجر القراآن!!.. واخشى ان ندخل جميعا تحت قوله تعالى(وقال الرسول يا رب ان قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا) ...لقد كان سلفنا الصالح ينظرون الى من يختم القرآن في اكثر من اربعين ليلة على انه هاجر للقرآن!!
فكيف بمن يختم في اكثر من شهرين؟!
يا اخواني.. لقد صدق عثمان ابن عفان رضي الله عنه اذ يقول (لو طهرت قلوبنا ما شبعت من كلام ربنا).. انها ذنوبنا ومعاصينا وما تضعه على قلوبنا من حجب تحول بيننا وبين التمتع بالقرآن.
وكلما اعتصم العبد من الذنوب كلما اقبل على القران وكلما اقبل علي القران كلما وجد حلاوته في قلبة .
أذكر انني حينما كنت أقرا كل يوم خمسة اجزاء من القران كنت اجد في نفسي شوقا عارما لقراءة الجزء السادس ورب الكعبة فإذا وقفت لقراءة الجزء السادس أجد قراءة الجزء السابع أحب الى من النوم مع طول سهري وحاجتي الى النوم في حين انني أحيانا لا أوفق لقراءة جزء واحد من القران .
وكأن القران فعلا كائن حي أو انسان عزيز النفس لديه أنفة فهو يقبل عليك مادمت متلهفا عليه وهو اشد منك إعراضا عنك إن بدت منك محاولة للاعراض عنه وصدق الله اذا يقول(وإانه لكتاب عزيز لا يأتية الباطل من بين يدية ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد)
اخي المسلم ...............اختي المسلمة
القران طريق النور (قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين)
(وكذالك اوحينا إليك روحا من امرنا ما كنت تدري مالكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا)
القران سر الهداية وسبيل الفلاح : (إن هذا القران يهدي للتي هي اقوم)
(قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين)
القران التجارة التي لم تسمع الدنيا بمثلها (إن الذين يتلون كتاب الله واقامو الصلاة وانفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لم تبور ليوفيهم اجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفو شكور)
وصدق الرسول صلى الله علية وسلم وهو يبين هذا الاجر الاعظم الذي ليس لطاعة من الطاعات فيقول (من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر امثالها لا اقول الم حرف ولكن الف حرف ولام حرف وميم حرف)
القرآن يشفع لاصحابه قال صلى الله عليه وسلم (اقرءوا القرآن فانه ياتي يوم القيامة شفيعا لاصحابه)(الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة)
القرآن حجة لك يوم القيامة او حجة عليك قال صلى الله عليه وسلم (والقرآن حجة لك او عليك)
القرآن هو ميدان السباق ..وصدق النبي صلى الله عليه وسلم اذ يقول (يقال لصاحب القرآن اقرا وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فان منزلتك عند اخر ايه تقرؤها)(الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة)
واخيرا!!!...الامر يا اخانا سهل ميسور وما ينقصك في الحقيقة هو العزيمة الصادقة على الارتباط بالقران فاجعل لنفسك وردا من القرآن كم يستغرق الجزء منك؟؟ نصف ساعة اتستكثر على ربك؟؟؟؟؟الذي خلقك فسواك فعدلك......
وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه وسلم
رد مع الاستدلال
الروابط المفضلة