بسم الله الرحمن الرحيم
عن البراء بن عازب قال قال النبي –صلى الله عليه وسلم-:" إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن".
إن الاستلقاء أو الاضطجاع على الفراش يمكن أن يكون على البطن أو على الظهر
أو على أحد الشقين الأيمن أو الأيسر فما هي الوضعية الأمثل من أجل عمل الأعضاء ؟
فحين ينام الشخص على بطنه يشعر بعد مدة بضيق في التنفس لأن ثقل كتلة الظهر العظمية
تمنع الصدر من التمدد والتقلص عند الشهيق والزفير كما أن هذه الوضعية تؤدي إلى انثناء اضطراري
في الفقرات الرقبية ، كما أن الأزمة التنفسية الناجمة تتعب القلب والدماغ.
أما النوم على الظهر فإنها تسبب التنفس الفموي لأن الفم ينفتح عند الاستلقاء
على الظهر لاسترخاء الفك السفلي .
وهكذا فالتنفس من الفم يعرض صاحبه لكثرة الإصابة بنزلات البرد والزكام في الشتاء ، كما يسبب جفاف اللثة فيكثر الشخير ...
كما يستيقظ المتنفس من فمه ولسانه مغطى بطبقة بيضاء غير اعتيادية إلى جانب رائحة فم كريهة .
هذه الوضعية غير مناسبة للعمود الفقري لأنه ليس مستقيماً
وكما يحوي على انثنائين رقبي وقطني
كما تؤدي عند الأطفال إلى تفلطح الرأس إذا اعتادها لفترة طويلة .
أما النوم على الشق الأيسر فهو غير مقبول أيضاً
لأن القلب حينئذ يقع تحت ضغط الرئة اليمنى مما يؤثر في وظيفته ويقلل نشاطه وخاصة عند المسنين .
كما تضغط المعدة الممتلئة عليه فتزيد الضغط على القلب ، والكبد الذي هو أثقل الأحشاء
لا يكون ثابتاً بل معلقاً بأربطة ، فقد أثبتت التجارب أن مرور الطعام
من المعدة إلى الأمعاء يتم في فترة تتراوح بين 2,5_4,5 إذا كان النائم مضطجع على الجانب الأيمن
ولا يتم ذلك إلا في 5_8 ساعات إذا كان النائم مضطجع على الجانب الأيسر.
فالنوم على الشق الأيمن هو الوضع الصحيح لأن الرئة اليسرى
أصغر من اليمنى فيكون القلب أخف حملاً وتكون الكبد مستقرة لا معلقة
والمعدة جاثمة فوقها بكل راحتها وهذا كما رأينا أسهل لإفراغ ما بداخلها من طعام بعد هضمه ...
كما يعتبر النوم على الجانب الأيمن من أروع الإجراءات الطبية
التي تسهل وظيفة القصبات الرئوية اليسرى في سرعة طرحها لإفرازاتها المخاطية .
فسبحان الله الذي أبدع خلقه وجعل لكل شيء سببا
تحياتي
لحن الحروف
الروابط المفضلة