بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا ً.
الحمد لله الذي كسر الأكاسرة وقصم ظهر القياصرة .
خالق الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون .
أما بعد ....
عندما ترى أنك قد عمت في بحر الظلمات وأن الوقت للخروج عليك قد فات.
فإنك ولا شك أمامك خياران أحلاهما مر.
إما أن تستسلم لتلاطم الأمواج وتترك نفسك لتغرق في بحور الهلاك .
وإما أن تسبح عكس الأمواج وتقاسي الهجر والقذف بالرجعية والانغلاق.


*************************


عندما ترى الخيار الأول ترى فيه اللذة في الدنيا وحب النفس البشرية للحياة ، وترى أنك جزء مما حولك بل أنت الواقع والحال.
عندها فعلى الدين والدنيا السلام ، ولتفرح بغفلة بل بكبوة من كبواتٍ صاغها النسيان بل قل بنوا الإنسان في هذا الزمان.
فأنت في حالتك هذه قد خضت معركة لا ناقة لك فيها ولا جمل ولسوف ينبذك مجتمعك وتكون في درجة دون اللمم.
أخي ...........، تأمل حالك ومآلك ، بل تأمل نكستك وعذابك .
ففي الدنيا-(ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكى)-.
وفي الآخرة-( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكى ونحشره يوم القيامة أعمى قال ربي لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال
كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى)- .
كل هذا لك أيها الغارق في بحر التيه والضلال ففي الدنيا الضنك والشقاء وضيق الصدر .
وفي الآخرة الخزي والعار والشنار ، كيف لا وأنت قد صارت لك علامة تعرف بها ، وأضف إلى ذلك أنك منسي مهمش.

*************************

وعندما ترى الخيار الثاني ترى فيه التقوقع والانطواء بل البعد عن الدنيا والملذات وسوف تقاسي الهجر والضياع.
عندها سترى أن الخير من الدنيا قد زال وقد صار حال الدنيا إلى هذا المآل.
فطوبا لك فإنك من الغرباء .
ستكون ممن يُصلِح ما أفسد الناس ، أو يَصلُح ُ إذا فسد الناس .
فاثبت على دينك واعلم أنما النصر صبر ساعة وأن هذا الدين باق إلا أن يرث الله الأرض وما عليها وتذكر قوله تعالى-(ولا تهنوا ولا
تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس)-.
طويل الشوق يبقى في اغتراب
فقير في الحياة من الصحاب
ومن يأمنك يا دنيا الدواهي
تدوسين المصاحب في التراب
وأعجب من مريدك وهو يدري
بأنك في الورى أم العجاب
ولولا أن لي معنا جميلا
لبعت المكث فيها بالذهاب...

بارك الله فيك

شكر الله لكِ