بسم الله الرحمن الرحيم
كنت عندما أقرأ قوله تعالى:
(ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ) (الأعراف 17)
يهيأ لي أن المعنى عام، و هو إحاطة الشيطان بنا من جميع الجهات.. أي لم أكن أدرك أن لكل جهة معنى خاص...
ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْن أَيْدِيهمْ يعني أشككهم في آخرتهم.. أي يبعث الشيطان في أنفسنا الريبة و الغفلة عن العرض و الحساب و الجنة و النار...
وَمِنْ خَلْفهمْ يعني أرغبهم في دنياهم.. أي يزين لنا زهرة الحياة الدنيا و ما فيها من لهو و لعب..
وَعَنْ أَيْمَانهمْ يعني أشبه عليهم أمر دينهم.. أي يقعدنا و يبطئنا عن فعل الحسنات..
وَعَنْ شَمَائِلهمْ يعني أشهي لهم المعاصي.. أي يصغر في أعيننا حجم السيئات و يحثنا على إتيانها..
يأتينا إبليس اللعين من كل وجه، و من جميع طرق الخير و الشر، فيصدنا عن الخير و يحسن لنا الشر.. إلا من فوقنا.. لم يستطع أن يحول بيننا و بين رحمة الله تعالى... يقول عز و جل: (إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) (الأعراف 56)
كان من دعاء رسولنا صلى الله عليه وسلم:
اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عورتي وآمن روعاتي؛ اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي (صحيح أبي داود 4239)
اللهم آمين
و الحمدلله رب العالمين
المصدر: تفسير ابن كثير بتصرف و اختصار..
الروابط المفضلة