(حكم التهنئة بالعيد والصيغ الواردة في ذلك )
يكثر السؤال من الناس عن صيغة التهنئة بالعيد ؟ وربما التزمـــــوا ألفاظاً معينة ، كقول: ( عيدكم مبارك ، من العايدين الفايزين ، أعاده الله عليكم بالخير ، وعساكم من عواده ، عيد سعيد ، كل عام وأنتم بخير ، وتقبل الله منا ومنكم ) ونحو ذلك من العبارات ، فهل لهذا أصل في الشرع ؟
وماهو الصواب ، وإليكم هذا البحث المختصر لعله يفي بالمراد، والله أعلم بالصواب :
قال ابن التركماني : قلت : وفي هذا الباب – أي التهنئة بالعيد – حديث جيد أغفله البيهقي ، وهو حديث محمد بن زياد ، قال : كنت مع أبي أمامة الباهلي وغيره من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فكانوا إذا رجعوا يقول بعضهم لبعض : ( تقبل الله منا ومنكم ) ، قال : أحمد بن حنبل : إسناده جيد . اهـ . الجوهر النقي 3/320ـ 321
قال ابن حجر : وروينا في المحامليات بإسناد حسن عن جبير بن نفير قال : كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض : ( تقبل الله منا ومنكم ) . (فتح الباري 2/446)
وقال شعبة : لقيني يونس بن عبيد في يوم عيد ، فقال : تقبل الله منا ومنك .أحرجه الطبراني في كتاب الدعاء (929)
وسئل مالك رحمه الله : أيكره للرجل أن يقول لأخيه إذا انصرف من العيد : تقبل الله منا ومنك ، وغفر الله لنا ولك ، ويرد عليه أخوه مثل ذلك ؟ قال : لايكره . اهـ من المنتقى (1/322) .
قال علي بن ثابت : سألت مالك بن أنس منذ خمس وثلاثين سنة ، وقال : لم يزل يعرف هذا بالمدينة . المغني (2/ 259) .
قال أبو داود : سمعت أحمد سئل عن قوم قيل لهم يوم العيد : تقبل الله منا ومنكم ، قال أرجو أن لايكون به بأس . اهـ . ( سؤالات أبي داود ص 61)
وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية هل التهنئة في العيد ما يجري على ألسنة الناس : عيدك مبارك ، وما أشبهه ، هل له أصل في الشريعة أم لا ؟ وإذا كان له أصل في الشريعة ، فما الذي يقال ، أفتونا مأجورين ؟
فأجاب : أما التهنئة يوم العيد يقول بعضهم لبعض إذا لقيه بعد صلاة العيد : تقبل الله منا ومنكم ، وأحاله الله عليك ، ونحو ذلك فهذا قد روي عن طائفة من الصحابة أنهم كانوا يفعلونه ، ورخص فيه الأئمة كأحمد وغيره ، لكن قال أحمد : أنا لا ابتدئ أحداً ، فإن ابتدرني أحد اجبته ، وذلك ؛ لأنه جواب التحية واجب ، وأما الابتداء بالتهنئة فليس سنة مأمور بها ، ولا هو أيضاً مما نُهي عنه ، فمن فعله فله قدوة ، ومن تركه فله قدوة ، والله أعلم . اهـ . مجموع الفتاوى 24/253
* * * * * * *
وبالجملة فيجوز التهنئة بكل لفظ له معنى حسن ، ولا يلزم التقيد بلفظ معين، كما درج عليه الناس اليوم ، ولو تقيد أحد بما أُثر عن الصحابة فهو أولى، والأمر في ذلك واسع ، اللهم فقهنا في دينك ، وتقبل منا ومن الجميع صالح الأعمال ،، ( كتبه ـ نعيم بن حماد ـ منتدى قبيلة بني زيد)
الروابط المفضلة