بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواتي الغاليات اني احبكم في الله
سورة الفاتحة نقراها في صلواتنا الخمس كل يوم
هذا تفسير وتامل في هذه السورة الكريمة
( الحمد لله )
(الحمد)، اعم من الشكر واخص من المدح، فالشكر يكون على احسان بالفعل لا على وصف بالذات، تقول شكرته لاحسانه، ولا تقول شكرته لجماله، والمدح الخلي من الحب لا يكون حمدا، وان ما يكمن في الحمد من معنى، يلاقي (حبا) يجتمع فيه ارادة الثناء على( صفات ذات المحبوب) والشكر على ما انعم( بافعاله)
( الله) اسم خالق الوجود، وهو (اعرف المعارف) ، فبه وحده يكتسب كل ما سواه امكان ان يعرف، بل انك لن تعرف نفسك الا ان عرفته،وهوالذي تالهه القلوب عما سواه، فتعبده وحده بحق، لانه وحده الاله الحق،لا اله بحق سواه
(الحمد لله) : الحب كله لربنا ( ذي الجلال والاكرام) المستحق لحب الثناء لجلال وجمال وصفه الذاتي، وحب الشكر والامتنان لما انعم بالفعل والاكرام على كل من سواه ، وهذا ما اختص به لفظ الحمد وما من لفظ يؤدي هذا المعنى كما يؤديه لفظ ( الحمد ) ، ولو اجتمع اهل الارض على اختلاف لغاتهم لياتوا بلفظة من اي لغة تؤدي ما ادته لفظة ( الحمد لله) لما استطاعوا، في بيانها لارقى صلة بين المخلوق والخالق، حين تجعل الحب كله بكل انواعه واسبابه لله وحده، وما من لفظة ابدا تضاهيها او تدانيها في اداء هذا المعنى بهذا الشمول، فاستحقت ان تكون اول كلمة يبدأ بها القرآن، واول كلمة نطق بها ادم بعد ان نفخت فيه الروح، وامتدت عبر الزمان كله ( له الحمد في الاولى والاخرة) ووجدت حيث وجد المكان ( له الحمد في السموات والارض)، والحمد لله رب العالمين.
ينشا الحب في القلب تجاه المحبوب من واحد من امرين، اولهما جمال وكمال في( ذات) المحبوب ووصفه، كمن يحب زهرة أو امراة، والثاني معروف واحسان إلى المحب من (فعل) ذلك المحبوب، كمن يحب امه أو اباه لما كان لهما من سابق الفضل والاحسان، واكمل الحب واجدره حب الله، واصله حقيقتان اساسيتان تتعلقان به،يمكن لهما ان تحييا روح الحب القديم في قلوبنا:
اولاهما: جلاله وجماله وكماله الذاتي الذي يجعل القلب العالم بهذا الجمال يخفق بحب ربه حبا يفوق اي نوع آخر من الحب يمكن ان يكون لمخلوق جميل من مخلوقات الله .
الثاني: نعم الله ، واكرامه، وبركاته التي لا تحصى التي تغطي العبد، والباعثة على حب المنعم والامتنان لما اسبغ من نعم ظاهرة وباطنة، تملأ القلب بالشكر الذي هو الامتلاء بذكر المنعم.
يتبع باذن الله عز وجل
الروابط المفضلة