بسم الله الرحمن الرحيم
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ( يا أيها الذين ءامنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من
قبلكم لعلكم تتقون ) البقرة 183
الأخوة والأخوات
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا فيه والصلاة والسلام على سيد الأنام
كل عام و أنتم إلى الله أقرب ، كل عام وصيام مقبول وذنب مغفور و أجور ثابت إن شاء الله ، أيام مباركة تعود إلينا و ما أحلى الصيام والقيام و ذكر الرحمن ، وفي هذه الأيام أيضا يأتينا صيام نصف شعبان و ها نحن أمضينا منه يومان ولم يتبقى سوى يوم واحد ، واليوم وعلى مائدة الإفطار ، جلست وحيدة أنتظر الآذان حتى أفطر ، ونظرت إلى مائدتي فوجدت بها طبقان من السلطة اللذيذة و طبق من الشوربة و أخر للخضار و أخير للطيور المشوية و بالطبع أولهم طبق به عدة تمرات ، فقلت حمدا لله ، اللهم بارك لنا فيه وارزقنا خيرا منه ، ثم أخذت أفكر قليلا : ترى هل يحتوي إفطار البواب في منزلي على نفس العدد من الأطباق؟ هل الخادمة التي تعمل عندي ستذهب إلى زوجها و أولادها لتجد ما لذ وطاب ؟ بالطبع و على ما أظن الكثير يشكرون الله حتى على طبق الفول الذي أصبح من الوجبات المكلفة هذه الأيام ، ولكن يا الله نحن نأكل وكثيرون جوعى ، هل أطفال الملاجيء والمخيمات بفلسطين والشيشان وكشمير ينعمون بطبق واحد من هذه الأطباق؟ هل النساء والرجال والأطفال في المناطق الفقيرة من بلدتي ينعمون بمذاق طبق الشوربة دافئا يدفيء المعدة عند قول الله أكبر؟ أو يتلذذون بمذاق تمرة حلوة بعد صيام سويعات ؟ لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين . لقد قال رسولنا الكريم ، صلوات الله عليه وسلامه : ( من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ، ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) صحيح مسلم والبخاري. يا الله تستعد النساء الآن والرجال للذهاب إلى المراكز الكبيرة لشراء ما لذ وطاب من الأطعمة و المكسرات ووو فهل تذكرتي سيدتي أن خادمتك المسكينة قد ترى تلك الأشياء فتنظر إلى الله ولسان حالها يردد : مكسرات؟ اللهم أعنى على سد جوع أبنائي في هذا الشهر... أما أطفالها فقد ينظر الطفل منهم إلى إعلانات التلفزيون عن أطايب المأكولات المصنوعة من المكسرات فيقول لامه : لم نحن نأكل القطائف بالسوداني والباقون بالمكسرات ؟ فتتحسر الأم و يصاب الأب بضيق و بعضهم يكون مؤمنا بقضاء الله يشرح لأبناؤه أن الله هو العاطي جل وعلا و على الإنسان الصبر والاحتساب ، هؤلاء الناس في حاجة إلى عوننا لا تبخل عليهم ، هؤلاء الأطفال لا مانع من عمل طبق شهي من الكنافة وإرساله لهم ، أو وضع كيس يحتوى على بعض المكسرات مع كيس المكرونه والقمر الدين ، والله لن ينتقص من مخزونك شيئا ، فنحن أحيانا نحتاج لشراء المكسرات في منازلنا مرتان وثلاثة في الشهر الكريم من أجل الموائد العامرة والعزائم وووو
الأخوة والأخوات
قد يكون كلامي هذا موجعا ولكن صدقوني عزفت نفسي عن الطعام هذا اليوم وشعرت أنني أكل طعام عدة فقراء ومساكين لا يجدون ما يفطرون به في هذا اليوم المبارك ، ساعدوا هؤلاء الناس من قبل أن يأتي اليوم الذي ستقفون فيه أمام الله القدير فيسألكم عن إطعام مسكين أو فقير أو جار لا يملك ما تملكه ، أقول قولي هذا و أستغفر الله لي ولكم
أم البنين
وصلني عالايميل
الروابط المفضلة