السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
النمل آية من آيات الله تعالى ..
قد يحبه البعض منا وقد يكرهه ..
وكلنا يكره الضار منه والذي يؤذي أولادنا ..
لكن هناك ما لا تعلموه عن النمل ذلك المخلوق المعجزة ..
وهناك الكثير الذي يجب أن يعرفه المسلم والمسلمة عن النمل ..
لكني سأقتصر على أمر هام جدا ..
وهو ..
هل يجوز قتل النملة أو النمل وإبادة قراها .. ؟!
والجواب ..
أن الأصل في قتل الحشرات ..
أنه يجوز قتل الحشرات الضارة بطبعها كالفأرة والعقرب والكلب العقور والغراب والحدأة كما جاء على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أخرجه مسلم والنسائي وابن ماجه واحمد ..
ولا يجوز قتل الحشرات الغير ضارة إلا أن أضرت بنا فقط ..
فالنمل أو غيرها من الحشرات التي لا تضر أحداً لا يجوز قتلها ..
فإن قرصت وآذت أهل البيت فيجوز قتلها ..
ومن ذلك نجد آثاراً كثيرة ..
يقول النبي صلى الله عليه وسلم ..
( قرصت نملة نبياً من الأنبياء ، فأمر بقرية النمل فأحرقت ، فأوحى الله إليه : أن قرصتك نملة أحرقت أمة من الأمم تُسَبّح .. ؟! ) رواه البخاري ومسلم وابن ماجه والنسائي وغيرهم ..
وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل النملة بما رواه ابن ماجه بسند صحيح ..
( نهى النبي عليه الصلاة والسلام عن قتل الصرد ـ وهو طائر ضخم الرأس أبيض البطن أخضر الظهر ـ والضفدع والنملة والهدهد ) ..
وقد رأى قرية نمل قد حرقها الصحابة فقال ..
( من حرق هذه ؟ فقال الصحابة : نحن ، قال : إنه لا ينبغي أن يعذب بالنار إلا رب النار ) أخرجه أبو داود في سننه بسند صحيح ..
وقد رأى الصحابي الأحنف بن قيس زوجته حبيبة تقتل نملة فقال ..
( لا تقتليها ، ثم دعا بكرسي فجلس عليه فحمد الله تعالى وأثنى عليه ، ثم قال : إني أُحَرّج عليكن إلا خرجتن من داري فاخرجن ، فإني أكره أن تقتلن في داري ، فقالت حبيبة : فخرجن فما رؤي فيه منهم بعد ذلك اليوم واحدة ) ..
ومثله أيضا ما جرى للإمام أحمد بن حنبل فقد قال ابنه عبدالله ..
( رأيت أبي فعل ذلك ، حرّج على النمل ، وأكثر علمي أنه جلس على كرسي كان يجلس عليه لوضوء الصلاة ، ثم رأيت النمل قد خرجن بعد ذلك ، نمل كبار سود ، فلم أرهن بعد ذلك ) ..
وقد روي عن امرأة عابدة من أهل البصرة ..
( أنها قدم عليها وفد ليسلم عليها ، فقيل لهم : لا تصلون إليها ، فقالوا : ولم ذاك ؟ قالوا : قد أغلقت الباب منذ ثلاث تبكي ، قلنا : ولم ذاك ؟ قالوا : قتلة نملة ) .. !!
وفي هذا يتضح لنا أن ديننا دين رحمة حتى بالضعيف من المخلوقات ..
ولا عجب في اتباع الغرب لهذا الهدي الرباني العظيم ..
حين شرعت ألمانيا 85 ضابطا مختصا لحماية النمل ..
ووضعت غرامات مالية كبيرة لكل من يضبط بقتل النمل بإبادة جماعية ضد أعشاش النمل سواء في الأماكن العامة أو الخاصة .. !
ومن تأذى من النمل فعليه التقدم للسلطات المختصة كي تقوم بنقل النمل إلى مكان آخر دون الضرر بها ..
أما نحن الذي أبدعنا في حق الحيوان والإنسان نفرح بقتلها وقد تكون لا تضر .. !!
ولا يعرف حق النمل إلا من يعلم أنها تستغفر له في جحرها .. !
تطلب من الله أن يغفر للعالم وطالب العلم وهي لا تعرفه وليست بقربه ..
فالنملة رغم استخفافنا بها وبحجمها إلا أنها تسبح لله وتعبده وتستغفر للصالحين والصالحات من عباده ..
ولو كان النمل لا يعقل حديثنا فكيف خرج من تحريج الصحابي الأحنف أو تحريج أحمد بن حنبل .. ؟!
ولو قال أحد من الناس أن تلك كرامات لمكانتهم ..
لكني علمت من أناس أثق بهم أنهم حرجوا على النمل وخرج النمل ..
ولم يكونوا ذو شأن في علم ولا غيره ..
لكن في قلوبهم حسرة قتل هذه المخلوق الضعيف ..
وقد يقول الإنسان : كيف يسمعك النمل .. ؟!
نعم لك أن تقول هذا ..
لكن فكر قليلا كيف علمت نملة سليمان أن هذا سليمان .. ؟!
ألم تقل : { ادخلوا مساكنكم لا يحطمنك سليمان وجنوده وهم لا يشعرون } .. ؟!
لو قالت : هذا الإنسان وجنوده لكانت بالفعل لا تسمع ولا تعي ما يقوله الإنسان ..
لكن بعلمها باسمه وتبيه النمل منه يعني معرفتها له ومعرفة كل النمل بها ..
ولم يذكر أن سليمان كان يجعل النمل يعمل عنده ولا أنه تكلم معهم غير هذه المرة ..
لذلك أعجب سليمان بما آتاه الله تعالى وشكره على هذا الفضل والملك ..
والهرة التي أدخلت صاحبتها النار تضل في مخيلتي ومخيلة الكثير ممن يرى ما أرى ..
فالهرة مخلوق ضعيف حبس عنه الأكل حتى مات .. !
والنمل إن منعناه من الخروج من بيته سيموت وتباد أمة بكاملها تستغفر الله وتسبحه ..
اللهم إني أتوب إليك من أن أقتل أحدا من خلقك دون حق ..
فإن أضرتنا بالقرص وغيره فلا بأس أن نحرج عليها مدة ثم نضع هذه المبيدات الحشرية ..
فنكون قد أبرأنا ذمتنا أمام الله تعالى وعملنا بأمرنا من حماية أنفسنا من ضرر الغير ..
وهناك نمل أبيض يسمى ( الأرضه ) وهذه تأكل الخشب وتتلف الأثاث بطبعها ..
فهذه لا بأس بقتلها ولا حرج بخلاف النمل الأسود الصغير الذي يلتقط بقايا الطعام فقط ..
فلنتقي الله تعالى في خلقه ..
ونعلم أنه ما خلق السموات والأرض باطلا ..
وأن لكل مخلوق دوره في الحياة علمه من علمه وجهله من جهله ..
والله المستعان ..
الروابط المفضلة