لماذا أنا مسلم؟
أنا مسلم لأن الإسلام هو الدين الخاتم الذي يشتمل على طائفة كبيرة من الخصائص والسمات والمحاسن والفضائل والأحكام الشرعية والآداب والأخلاق، لا توجد مجتمعة في دين سواه، فلهذا أنا مسلم.
ومن هذه الخصائص والسمات والمحاسن التي يتميز بها الإسلام:
7-دين السماحة وعدم الإكراه:
فالإسلام هو أعظم الأديان سماحة وقبولاً للآخر، ولذلك فإنه يعترف بالأديان السماوية، كاليهودية والنصرانية، ويجب على المسلم أن يؤمن بنبي الله عيسى ونبي الله موسى عليهما السلام، ويؤمن بجميع الأنبياء ويحبهم ويحترمهم، بل إن الذي لا يؤمن بأي نبي من الأنبياء يعتبر في الإسلام كافرًا بجميع الأنبياء، بل كافرًا بالله عز وجل. أما اليهود والنصارى فهم إلى الآن لا يعترفون بالإسلام كدين سماوي، ولا يعترفون بنبوة محمد رسول الله صل الله عليه وسلم.
وليس الأمر مجرد الاعتراف بالآخر، بل إن الإسلام أعطى لكل إنسان حرية العقيدة، قال تعالى: }لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ{ [البقرة: 256].
وقال تعالى: }فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ{ [الكهف: 29].
ومن الأدلة على سماحة الإسلام أنه حرم قتل الكافر الذمي أو المعاهد، لقوله صل الله عليه وسلم: «من قتل معاهدًا لم يَرَح رائحة الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عامًا» [رواه البخاري].
ومن الأدلة على سماحة الإسلام مع أهل الكتاب ما جاء في كتاب «الخراج» لأبي يوسف« أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه مرَّ بشيخ كبير ضرير البصر، وهو واقف على باب قوم يسأل، فضرب عمر عضده من خلفه وقال: من أي أهل الكتاب أنت؟
قال: يهودي.
قال عمر: فما ألجأك إلى ما أرى؟( أي إلى سؤال الناس والوقوف بأبوابهم).
قال: أسأل الجزية، والحاجة والسن.
فأخذ عمر بيده، وذهب به إلى منزله، فرضخ له بشيء من المنزل – أي أعطاه شيئًا من عنده – ثم أرسل إلى خازن بيت المال فقال: انظر هذا وضرباءه – أي أشباهه – والله ما أنصفناه إن أكلنا شبيبته، ثم نخذله عند الهرم، إنما الصدقات للفقراء والمساكين، وهذا من مساكين أهل الكتاب، فضع الجزية عنه وعن ضربائه ».
قال الدكتور مصطفى السباعي: "وآخر ما نذكره من خصائص حضارتنا: هذا التسامح الديني العجيب الذي لم تعرفه حضارة مثلها قامت على الدين.
إن الذي لا يؤمن بدين ولا بإله، لا يبدو عجيبًا إذا نظر إلى الأديان كلها على حد سواء، وإذا عامل أتباعها بالقسطاس المستقيم. ولكن صاحب الدين الذي يؤمن بأن دينه حق، وأن عقيدته أقوم العقائد وأصحها، ثم يتاح له أن يحمل السيف ويفتح المدن ويستولي على الحكم، ويجلس على منصة القضاء، ثم لا يحمله إيمانه بدينه، واعتزازه بعقيدته على أن يجور في الحكم، أو ينحرف عن سنن العدالة، أو يحمل الناس على اتباع دينه- إن رجلاً مثل هذا لعجيب أن يكون في التاريخ، فكيف إذا وجد في التاريخ حضارة قامت على الدين وشادت قواعدها على مبادئه، ثم هي من أشد ما عرف التاريخ تسامحًا وعدالة ورحمة وإنسانية!
هذا ما صنعته حضارتنا".
الروابط المفضلة