المسلمة ذات مطالب عالية
لقد افترقت المسلمة عن الفاجرة والمنافقة بأنها ذات مطالب عالية، ومقاصد سامية، دينها أعز ما تملك، وحياؤها أغلى شيء لديها، الدنيا لديها رخيصة زائلة، والجنة عندها عالية غالية، ترجو الله، وتعرض عما سواه، سعادتها القرار في بيتها، وراحتها ألا ترى الرجال ولا يرها الرجال، وقرة عينها نصرة دين ربها.
هذه امرأة حسناء ذات جمال تسمى ( حسنة ) خطبها بعض الرجال فأبت، فعُوتبت في ذلك فقالت: ائتوني برجل يصوم ويأمرني، ويتصدق ويحضني، ويقوم ويوقظني، فوالله ما في نفسي أن أعبد الدنيا ولا أتنعم مع رجال الدنيا.
الله أكبر إعراض عن الزواج لا لشيء إلا لفقد الرجل العابد في نظرها ، ولو أرادت الدنيا لوجدت من يدفع لها أغلى المهور ويبني لها أجمل القصور ، ولكنها استغنت بالباقية عن الفانية .
وهذه ألوف الموصلية بخطبها رجل من أهل المنصب والثراء،
فقالت: قولوا له: والله ما يسرني أنك لي عبد وجميع ما تملكه لي، وأنك تشغلني عن طاعة الله .
إنها أنفة الدين، وشموخ بطاعة رب العالمين، إنها عزة المؤمنات في ذلةٍ لفاطر الأرض والسماوات .
لقد زهدن في الرجال، وتركن الدنيا وزينتها رغبة فيما عند الله، فإذا كان الزوج سبب لشقاء الآخرة فلا.
وإذا كان الزوج بماله وجاهه سبب للبعد عن الله فلا.
إنهن لا يرضين إلا بزوج ذا خلق ودين ، يعين على طاعة رب العالمين ، بعيد عن العصاة والغافلين .
أما بعض نساء اليوم فيبحثن عن صاحب الدنيا ولو ضاع الدين ، يرغبن في الأموال والمتاع الزائل فلا يجدن إلا الحسرة والندّم، عند تضييع الآخرة وشراء الدنيا.
تلهث إحداهن وراء الأموال ، وترضى بالتافه من الرجال ، وتغفل عن ربها الكبير المتعال .
وإلى المقال السابع
الروابط المفضلة